يبحث وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي مع نظرائهم العرب مسألة تثبيت وقف إطلاق النار وفتح المعابر في قطاع غزة ويلتقي مبعوث اللجنة الرباعية بقيادات السلطة الفلسطينية في رام الله، بينما تستقبل القاهرة وفودا من الفصائل الفلسطينية لبحث الموضوع ذاته قبل وصول مبعوث الرئيس الأميركي إلى المنطقة. ويلتقي وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أمس الأحد في بروكسل مع نظرائهم من مصر والأردن وتركيا والسلطة الفلسطينية للعمل أيضا على استقرار الوضع في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار وانتهاء العدوان الإسرائيلي. وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي السبت أن الوزير أحمد أبو الغيط سيطرح المبادرة المصرية حول الشرق الأوسط والأزمة في قطاع غزة على اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. مشيرا إلى أن هذا الاجتماع سيتواكب مع وجود الوفود الفلسطينية في القاهرة للتشاور معها بشأن تثبيت وقف إطلاق النار وفتح المعابر وتأمين الحدود. وسينقل وزير الخارجية التركي إلى الاجتماع وجهة نظر بلاده التي تؤكد على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ورفع الحصار وفتح المعابر بشكل كامل وفقا للآليات التي طرحتها أنقرة أثناء وساطتها لوقف إطلاق النار خلال الحرب على غزة. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد شدد في تصريحات إعلامية أن بلاده لن تشارك في أي جهود لإرسال مراقبين لمنع تهريب السلاح إلى غزة إلا بموافقة أهالي غزة والسلطة الفلسطينية، مع التأكيد على إرسال مراقبين مدنيين في إشارة واضحة إلى رفضه إرسال قوات عسكرية. وأضاف أردوغان، أن على الاتحاد الأوروبي أن يقيم حالة من التوازن بين مطلبي رفع الحصار ومراقبة تهريب السلاح بشكل يضمن عودة الحياة الطبيعية إلى غزة. وفي رام الله يجري توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية مباحثات أمس الأحد في رام الله مع رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض وكبار المسؤولين تتناول الوضع في قطاع غزة ومسألة تثبيت وقف إطلاق النار والإعمار وغيرها من القضايا. وتأتي هذه التحركات قبل أيام من وصول السيناتور جورج ميتشل مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الشرق الأوسط، حيث من المرجح أن يبدأ الأربعاء المقبل جولة تشمل كلا من مصر والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، لكنه لن يزور غزة، كما رجحت مصادر أميركية وإسرائيلية أن يزور ميتشل السعودية، مشيرة إلى أن دمشق ليست مدرجة على لائحة الدول التي سيزورها المبعوث الأميركي لبحث مستجدات الأوضاع بعد الحرب على غزة وإمكانية إحياء عملية السلام في المنطقة. من جهة أخرى وصل أمس إلى القاهرة وفد يمثل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية يضم حركة فتح برئاسة عزام الأحمد والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) برئاسة صالح رأفت والجبهة العربية الفلسطينية برئاسة جميل شحادة وفصائل أخرى. كما يصل بشكل منفرد كل من وفد الجبهة الديمقراطية برئاسة نايف حواتمة، ووفد الجبهة الشعبية -العضوان في المنظمة- في حين يصل وفد حركة الجهاد الإسلامي -خارج المنظمة- الاثنين. وكان وفد حركة حماس قد وصل القاهرة يوم السبت قادما من دمشق في زيارة تستغرق أياما يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين المصريين تتناول سبل تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وانضم إلى الوفد الذي يتألف من عضوي المكتب السياسي للحركة عماد العلمي ومحمد نصر، عدد من قيادات الحركة في الداخل وهم: أيمن طه وصلاح البردويل وجمال أبو هاشم الذين وصلوا إلى القاهرة يوم الجمعة قادمين من غزة عن طريق معبر رفح. ومن المقرر أن يستقبل الوزير عمر سليمان الوفود الفلسطينية لبحث الاتفاق على التهدئة وفتح المعابر وسبل تحقيق المصالحة الوطنية.