وكانت المملكة السعودية أعلنت التبرع بمليار دولار لإعادة إعمار القطاع، وتبرعت الكويت ب500 مليون دولار وقدمت قطر قبل ذلك 250 مليون• لكن القمة العربية انفضت دون اتفاق الأطراف على طريقة صرف تلك الأموال أو جهة تسليمها• وفي الإطار ذاته، أعلن مساعد الرئيس الإيراني للشؤون التنفيذية، علي سعيدلو، اليوم، أن لجنة بلاده لإعادة إعمار غزة لديها برنامج عمل لبناء وتجهيز منازل ومدارس ومساجد ومستشفى وجامعة في غزة• ونقلت وكالة مهر للأنباء الإيرانية عن مستشار سعيدلو قوله إن برنامج عمل هذه اللجنة يتضمن كذلك تقديم العلاج لأربعة آلاف جريح ومساعدة جميع عوائل الشهداء والمعاقين والأيتام والمتضررين وإعادة إعمار البنى التحتية في قطاع غزة• وكان المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو رد أمس على اتهامات من السلطة الفلسطينية بسرقة المساعدات الموجهة لأبناء غزة، قائلا إنها ادعاءات باطلة تتساوق مع الاحتلال وتهدف إلى وقف وصول المساعدات إلى القطاع وممارسة الابتزاز السياسي على الحكومة المقالة• وقد أكد وزير الأشغال والإسكان في الحكومة الفلسطينية المقالة، يوسف المنسي، الأربعاء الماضي، أنه ينبغي على الحكومة أن تتولى الإشراف المباشر على عمليات إعادة الإعمار، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنها لا تمانع في التنسيق مع السلطة الفلسطينية في سياق حكومة وحدة وطنية• من جهته، طالب رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال سلام فياض بتحويل مال إعمار القطاع للسلطة الوطنية• وقال في حديث صحفي الاثنين الماضي "إن المعونات المطلوبة لإعادة الإعمار ينبغي أن تمر من خلال السلطة الفلسطينية"• ومن ناحية أخرى، أوردت صحيفة تايمز في مقال للكاتب برونوين مادوكس أن "إسرائيل تصر على أن تكون "حارس البوابة" الوحيد الذي تمر عبره كل المساعدات• وأنها ستبدأ حربا أخرى غير مباشرة على غزة عبر التدخل في إعادة الإعمار، وذلك بالتحكم في نوع المساعدات وحجمها وطريقة دخولها"• وقد منعت إسرائيل، أمس، السلطة الفلسطينية من إرسال نحو 60 مليون دولار نقدا إلى قطاع غزة لدفع رواتب موظفيها وغيرهم ممن أضرت بهم الحرب التي بدأت في 27 ديسمبر• ووفقا لمصادر محلية فلسطينية، فقد دمر العدوان الإسرائيلي الذي استمر ثلاثة أسابيع على قطاع غزة أكثر من 5000 منزل بشكل كلي أو جزئي، كما دمرت معظم المراكز الأمنية والحكومية بجانب مساجد ومستشفيات وطرق عامة• ومن جهته، تحاشى مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط توضيح موقف اللجنة من وجود حماس في حكومة وحدة وطنية، فيما يستعد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لبحث سبل تثبيت وقف إطلاق النار وفتح المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، تزامنا مع إعلان الولاياتالمتحدة إرسال سفينة حربية للمشاركة في منع تهريب السلاح إلى غزة• وقال بلير في مؤتمر صحفي عقده في رام الله الأحد عقب لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية، سلام فياض، إنه يتحتم على أي حكومة وحدة وطنية أن تعمل على تحقيق قيام دولة فلسطينية مستقلة، انطلاقا من وحدة الموقف واستمراره، في إشارة إلى ضرورة الاعتراف بإسرائيل وقبول حل قيام الدولتين أو ما يعرف باسم خارطة الطريق•