اختتم الاجتماع الدولي التشاوري الذي انعقد بمنتجع شرم الشيخ المصري أمس لبحث مسألة الالتزام بوقف إطلاق النار في غزة بإجماع المشاركين فيه على التأكيد أن السلام العادل والشامل في المنطقة هو الكفيل بضمان أمن كافة شعوبها. وأكد الرئيس المصري حسني مبارك خلال الندوة الصحفية التي عقدت في ختام الأشغال ان السلام العادل والشامل هو "الضمانة الحقيقية لأمن شعوب المنطقة والدولة الفلسطينية المستقلة هي غايته والطريق إليه. وعبر عن تطلعه لمواصلة جهود تثبيت وقف إطلاق النار وفى المرحلة التي تليه "ضمان سحب إسرائيل لقواتها خارج القطاع والتوصل إلى استعادة التهدئة وفتح المعابر ورفع الحصار. وجدد موقف مصر من مسألة تواجد قوات أجنبية بالحدود مع غزة وقال "إن مصر في سعيها للخروج من الأزمة الراهنة تعمل جاهدة على تأمين حدودها إلا أنها لن تقبل أبدا بأي تواجد أجنبي لمراقبين على أرضها" داعيا الأممالمتحدة والمجتمع الدولي إلى حشد الموارد الضرورية لإعادة إعمار غزة خلال المؤتمر الدولي الذي ستدعو إليه مصر وتستضيفه حول هذا الاحتياج الهام. وقال الرئيس الفرنسي من جهته أن وقف إطلاق النار ما هو إلا "بداية "داعيا إلى تسريع الخطوات من أجل التوصل إلى إقامة دولتين دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيلية. وأوضح انه يجب الاستفادة إلى حد كبير من هذه الأزمة "حتى نضع على المائدة مرة أخرى فكرة مؤتمر كبير يسمح بإقامة سلام دائم" في منطقة الشرق الأوسط. وحذر الرئيس الفرنسي من أن الوقت يمضي وأنه يتعين اقتناص الفرصة مؤكدا أن كل المشاركين في الاجتماع "يريدون السلام الفوري والدائم منذ البداية". كما أكد دعمه لعقد قمة بشأن الإغاثة الإنسانية التي ستستضيفها مصر لاحقا حيث يتم إعادة فتح المعابر حتى "تصل الإغاثة الإنسانية إلى من يحتاجونها. وأكد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون على ضرورة اتخاذ "خطوات شجاعة نحو وجود تسوية سلمية سريعة". وقال انه يجب "ان يعقب هذه الكارثة خطوة رئيسية وجادة للوصول إلى تسوية سلمية على أساس المبادرة العربية للسلام. وطالب الوزير الأول البريطاني بسرعة توصيل المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في قطاع غزة مؤكدا على ضرورة دعم وقف إطلاق النار. وقال انه ينبغي ان يتبع وقف إطلاق النار فورا فتح الطريق أمام وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستمر الى غزة وسحب القوات الاسرائيلية منها وفتح المعابر. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل من جهتها "جئنا لنؤكد أننا نسعى لإيجاد الطريق الصحيح لتحقيق السلام" معتبرة أن إقامة دولتين هو الحل الوحيد الذي يمكن من التعايش. وأكدت مساهمة الاتحاد الأوروبي وألمانيا بدورهما في هذا الصدد مشيرة إلى أنه من الضروري استمرار جهود السلام نحو إقامة الدولة الفلسطينية. ودعت إلى ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة مبدية استعداد بلادها لذلك. وصرح الرئيس التركي عبد الله غول قائلا انه "اذا تعايشت دولتا إسرائيل وفلسطين بسلام فسيعم الأمن والاستقرار المنطقة" مؤكدا أن هذا الموضوع "غير قابل للتأجيل"، وأعرب عن أمله في أن تكون الإدارة الأمريكيةالجديدة مهتمة بعملية السلام. وقال "أنا واثق من أنها (الإدارة الأمريكية) ستبذل ما فى وسعها لاستكمال جميع الوسائل التى تقود إلى حل السلام الدائم. وعبر الرئيس التركي عن حزنه "الشديد" للمآسي التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة طوال أيام العدوان مؤكدا أن الوفاق الفلسطيني مشكلة "تتطلب حلولا عاجلة وجهودا من جانب الفصائل الفلسطينية والرئيس محمود عباس لتحقيق المصالحة. وأبدى رئيس الوزراء الأسباني خوسي لويس ثاباتيرو نفس الشعور لما عاشته غزة خلال ثلاثة أسابيع الماضية مبديا شكره لجهود المنظمات الدولية والصليب الأحمر فى غزة. وقال انه يأمل أن تكون "الخطوة التالية هي إرسال المساعدات لكل الجرحى وأن يؤدى وقف إطلاق النار إلى إعادة بناء قطاع غزة بمساعدة البلاد الأوروبية. ومن جانبه طالب رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكونى الإدارة الأمريكيةالجديدة بأن تبذل جهدا حثيثا للتوصل إلى "حل ملموس" في المنطقة مؤكدا استعداد بلاده للقيام بواجبها فى هذا الصدد. ووصف الأزمة التي مرت بها غزة "بالبشعة" مؤكدا أن ايطاليا ملتزمة الى جانب المشاركين في الاجتماع بكافة الأنشطة التي يمكنها أن تؤدى إلى تحسن الوضع الحالي. وأعلن في هذا الصدد عن زيارة وزير الخارجية الإيطالي الى غزة على رأس قافلة جهود المساعدات وقال "لدينا مبادرات لعلاج العديد من الأطفال فى المستشفيات التى يديرها أطباء إيطاليون" داعيا المجتمع الدولي للاضطلاع بدوره لحل هذه المشكلة.