اعتبر الفنان القدير محمد عجايمي 08 جوان يوما تاريخيا بالنسبة له، كونه مرتبط باستشهاد واحد من عمالقة الفن الجزائري علي معاشي، الذي سقط شهيدا يقول عجايمي على يد المستعمر الفرنسي الذي نكّل بجثّته بعد شنقها في ساحة كارنو بتيارت. وبالمقابل يرى بأنّ الفنان ليس بحاجة إلى يوم لاستذكاره، وإنما هو بحاجة إلى سياسة ثقافية محضة في جميع الميادين. أشار الفنان محمد عجايمي في حديث ل "الشعب" أنّ الميدان الفني عرف في الآونة الأخيرة بروز الكثير من الدخلاء، والذين لا تكوين لهم ولا موهبة، والأدهى من ذلك يقول يتطاولون على من هم أكثر منهم خبرة وثقافة، خاصة ما يحدث عبر القنوات الخاصة، التي تستضيف أسماء لا علاقة لها بالفن، وتتطاول على غيرها تحت غطاء حرية التعبير، مؤكّدا أنّ هذه الأخيرة لا تعني السب والشتم. محمد عجايمي أكّد بأنّ الفن في الجزائر بحاجة إلى سياسة ثقافية محضة، مشيرا إلى أن الفنان هو ذلك المبدع سواء في مجال السينما أو المسرح، أو في مجال الرواية والشعر والفنون التشكيلية. "الفائدة ليست في تنظيم يوم وطني للفنان، ولكن في تجسيد نظرة شاملة جديدة بالنسبة لهذه الشريحة"، يضيف المتحدث. محمد عجايمي طالب بضرورة تشكيل نقابة تهتم بالفنان، قائلا بأنه تمّ دمجهم تحت غطاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، غير أنّهم قرروا الانسحاب كون من يمثلهم دخيل عن الميدان الفني، وأصبحت الأمور تنشط في إطار سياسي، وأكّد على ضرورة الاهتمام بهذه الفئة التي كان لها الدور الفعال في بناء وطنها، حيث كان الفنان مجاهدا وشارك في الثورة التحريرية بفنّه وروحه. كما ألحّ محمد عجايمي على الاهتمام بالإنتاج المحلي وتشجيعه، وترك الفنانين الجزائريين يعملون ودعمهم ماديا ومعنويا بهدف الارتقاء بالثقافة الجزائرية، كما طالب بضرورة تكريمهم واستذكارهم بمناسبة أو دونها "حتى لا يموت الفنان غريبا، كما مات المخرج بن عمر بختي، وبوجمعة بومرزاق قائد الاركسترا السيمفونية التابعة للإذاعة والتلفزيون سابقا، وغيرهم كثيرون"،مؤكّدا بأنّ الجزائر تزخر بمن تستطيع الافتخار بهم مستقبلا، وهم فقط بحاجة إلى التشجيع والاهتمام، مبرزا أنّه ليس ضد تكريم الأجانب، بل الأولوية حسبه للجزائريين، ولا يجب الانتظار حتى يموت الفنان لتكريمه وتطبيق المثل القائل "كي كان حي مشتاق ثمرة وكي مات علقولو عرجون"، وأوضح بأن التبادل الثقافي مهم جدا، لكن يجب تشجيع الإنتاج الوطني، والذي يقدّم رسالة للمجتمع الجزائري. محمد عجايمي قال بأنّه جزائري حرّ، وضد المساس بكل ما هو وطني، مشيرا إلى أنه بالرغم ممّا تعانيه الثقافة في الجزائر إلاّ أنه يبقى متفائلا، مع تعيين عز الدين ميهوبي على رأس وزارة الثقافة باعتباره كاتب وشخصية مثقّفة. وبعث عجايمي برسالة للفنانين في يومهم الوطني، حاثهم على المواظبة والصبر والحِلم، متمنيا أن يتغير حال الثقافة في بلادنا وتحتل المكانة اللائقة بها وطنيا وفي المحافل الدولية.