أكد الفنان القدير محمد عجايمي أن الفن في الجزائر بحاجة ماسة إلى سياسة ثقافية محضة بالدرجة الأولى، مشيرا إلى الفنان ليس بحاجة إلى تنظيم تظاهرات ومهرجانات لأجل الاحتفال وفقط، وإنما لأجل النهوض بالثقافة والفن الجزائري. ودعا الفنان محمد عجايمي في حديث ل«الشعب" إلى ضرورة الاهتمام بشريحة المبدعين، فضلا عن حماية الفن من الدخلاء وأشباه المبدعين الذين يلجون عالم التمثيل، دون أن تكون لهم علاقة بهذا الميدان، والذي هو بحاجة حسبه إلى فنانين أكفاء بإمكانهم تقديم أعمال درامية وسينمائية في المستوى. وفي سؤالنا حول الانجازات التي تحققت للفنان الجزائري بعد 50 سنة من الاستقلال، قال محمد عجايمي بدوري: » أوجه هذا السؤال للمسؤولين والقائمين على قطاع الثقافة، ماذا قدمتم للفنان والمبدع على مدار هذه السنوات؟«. وأكد عجايمي على أن الثقافة الجزائرية لا تشجع البضاعة المحلية، معيبا على برمجة الأعمال الأجنبية على حساب الإنتاج الجزائري، بدليل الأفلام والمسلسلات التركية والهندية التي أصبحت تجتاح القنوات الجزائرية. وشدّد الفنان عجايمي أن الجزائر تمتلك من مثقفين ومخرجين وفنانين ما يمكن الافتخار بهم، وبإمكانهم النهوض بالثقافة الجزائرية من الفن إلى الأدب، وإيصالها إلى المحافل الدولية. وأثار الفنان عجايمي الحديث عن قانون الفنان الذي بقي حبيس الأدراج، دون تطبيق آلياته على أرض الواقع، متسائلا عن سبب غياب هذا القانون الذي يحمي المبدع ويعطي لكل ذي حق حقه، ليبقى مجرد حبر على ورق. وفيما إذا كانت هناك محاولات من قبل الفنانين لإيصال صوتهم للسلطات المعنية لتحرير القانون، قال بأن هناك جهود لتجسيده، حيث ومنذ 05 سنوات أسسوا نقابة وطنية للمبدعين، تشمل جميع الفنانين، إلا أنهم تفاجأوا بتعيين أمين عام تحت وصاية النقابة الوطنية للعمال الجزائريين، ما يعني يقول أنه تم تعيين شخص لا علاقة له بالميدان الفني، وهو ما دفعنا إلى الاستقالة من نقابة الانتهازيين وليس الفنانين، معيبا في ذات السياق على ظهور أشباه فنانين، قائلا إن المجال الفني اليوم أضحى مفتوحا لمن هبّ ودبّ، حيث أصبح أي كان يطلق على نفسه صفة فنان، سواء مطرب أو ممثل وحتى المخرج أو المنتج، وهذا ما سيعود يضيف بالضرر على الثقافة الجزائرية ككل. «الفن هو الإبداع، والابداع هو الثقافة"، هذا ما أكده الفنان محمد عجايمي، مشيرا إلى أن الفنان عليه أن يكون ملما ومطلعا على الثقافة الواسعة، التي تجسد موهبة الفنان المبدع، وجدّد الفنان القدير محمد عجايمي في سياق حديثه ضرورة الاهتمام بالفن الجزائري، وتخصيص سياسة ثقافية محضة، فضلا على تطهير الميدان الفني من الدخلاء، للارتقاء به.