العلاقة بين التاريخ والسينما متبادلة أبرز مراد وزناجي، إعلامي وباحث في الحركة الوطنية، الدور الذي لعبه الفنان إبان ثورة التحرير الوطني في التعريف بالقضية الجزائرية وعلى رأسهم الفنان الشهيد علي معاشي الذي استعمل الفن كغطاء في نضاله، عبر فرقته الموسيقية "فريق الطرب"، مضيفا أن الفنان واصل تأدية رسالته بعد الاستقلال سواء في ميدان الغناء، التمثيل، المسرح والسينما للحفاظ على الهوية الوطنية. قال أمس وزناجي من منتدى الأمن الوطني في طبعته ال77، أن جبهة التحرير الوطني فكرت في تأسيس مجموعة من التنظيمات في مختلف مناحي الحياة للمساهمة في استرجاع السيادة الوطنية، فأسست الفرقة الفنية التابعة لها، والتي كانت تستهدف التعريف بالقضية الجزائرية بالخارج، ومن أبرز أعضائها الشهيد علي معاشي الذي كان يتمتع بقدرة في التسيير وتأطير الرجال، حيث أسس فرقة موسيقية تدعى "فريق الطرب" التي أنتجت عدة ألبومات تتغنى بالثورة، مما جعله محط أنظار الإدارة الاستعمارية التي اغتالته ونكلت بجثته. وأضاف الباحث في الحركة الوطنية في هذا الإطار، أن كتابة التاريخ سينمائيا طرح جديد في الجزائر، نظرا للإنتاج الكمي والنوعي لعدد الأفلام السينمائية والروائية المرتبطة بتاريخ الثورة الجزائرية، مشيرا إلى أن السينما كان لها دور في كتابة التاريخ وشكلت ذاكرة سمعية بصرية حقيقية عبر انجاز أفلام روائية تؤرخ للذاكرة الوطنية، وتقوم بإعادة تحيين اللحظة التاريخية، حيث أن التاريخ يزود السينما بالمواضيع وأن العلاقة بينهما متبادلة أخذ وعطاء ويلتقيان في الفيلم الثوري أو التاريخي. وموازاة مع ذلك أوضح ضيف منتدى الأمن، أن هناك ثلاث أنواع من التاريخ وهي التاريخ الرسمي، الأكاديمي، والشعبي، حيث أن الأول ما تكتبه المؤسسات الرسمية المهتمة بمجال كتابة التاريخ، والنوع الثاني ما ينتجه الباحثون الأكاديميون على مستوى الجامعات، أما التاريخ الشعبي فهو ما تقوم به بعض شرائح المجتمع مثل الصحفي، الفنان عبر مسرحيته آو شاعر حين ينشد قصيدة حرة أو عمودية تتناول واقعة أو شخصية تاريخية، كما أن السينما تصنف في هذا العنصر. وحسب وزناجي الفرق بين المؤرخ المحترف والهاوي هو أن الأول يعتمد المنهج العلمي التاريخي في التأريخ، في حين المؤرخ غير المحترف له اهتمامات في التاريخ ويقوم بإنتاج بعض الأفلام السينمائية، كما أن المؤرخ مطالب باعتماد المنهج التاريخي والالتزام بالحقيقة التاريخية، أما رجل السينما عكس ذلك لديه هامش من الحرية ما يسمح له بالإبداع. الفنان شريك مهم للأمن الوطني من جهته، أكد أعمر لعروم، ممثل عن المديرية العامة للأمن الوطني الاهتمام الكبير الذي تليه هذه الأخيرة وعلى رأسها اللواء عبد الغني هامل للفنان عبر توفير الدعم المادي والبشري، والمساهمة في عملية مكافحة القرصنة وحماية حقوق المؤلفين، إيمانا منها بدور الفنان في المساهمة في عملية الوقاية والتحسيس لتفادي الآفات الاجتماعية، خاصة في ظل أخطار العولمة. أشاد الفنان القدير أحمد قادري (قريقش)، بدعم الأمن الوطني للفنان، مطالبا بدعم أكبر من طرف وزارة الثقافة، وأكدت باية أولبصير ممثلة عن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، في ردها عن سؤال حول وضعية الفنان التي أضحت مزرية، أن الديوان الوطني يمنح مساعدة مالية وتكفل اجتماعي بكل فنان يحتاج إلى مساعدة، بعد دراسة ملفه من طرف لجنة خاصة على مستوى الديوان. وأوضحت أولبصير، أن البطاقة الوطنية للفنان تسلمها الوزارة الوصية وأن الديوان يحاول كل ما في وسعه لتجاوز النقائص، وفي رده وزناجي عن سؤال جريدة"الشعب" حول مدى مطابقة الأفلام السينمائية التاريخية مع الحقيقة التاريخية، أوضح أنه لا يوجد تزييف وأن السينمائي يساهم في إعادة نشر الحقيقة التاريخية، انطلاقا من فهمه للواقعة التاريخية لكن بشكل إبداعي، مضيفا أنه يجب الالتزام بالحقيقة التاريخية، الحق الذي يملكه رجل السينما هو الإبداع. وتجدر الإشارة إلى أنه، تم تكريم الفنان أحمد قادري من طرف مديرية الأمن الوطني، بدرع باسم المتحف الوطني للشرطة.