أسدل عشية أول أمس، الستار على المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي في طبعته السابعة والذي احتضنته على مدار سبعة أيام، دار الثقافة «مالك حداد» في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015. وتم بالمناسبة توزيع جوائز تشجيعية على المشاركين الأوائل في هذه التظاهرة بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، حيث عادت المراتب الثلاثة الأولى في الخط الكلاسيكي إلى «أحمد نافذ محمد حميدان» من فلسطين، و»رهبران محمود» من إيران، و»محمد أبو الإسعاد فرحات» من مصر، فيما عادت الجائزة التشجيعية في الخط الكلاسيكي دائما إلى «محمد عثمانين» من الجزائر. أما في الخط المعاصر فقد فاز بالجائزة الأولى «خالد صباغ» والثانية «بن بوعبد الله بلقسم» والثالثة «عبد الكريم خاسف» وكلهم من الجزائر. وقال رئيس لجنة التحكيم وشيخ الخطاطين الجزائريين «محمد سعيد شريفي» أن دورة 2015 لمهرجان الدولي للخط العربي قد شهدت تقاربا بين أعمال المشاركين في المهرجان، مما صعب مهمة لجنة التحكيم في التفضيل بين الأعمال، وهو ما أدى إلى منح شهادات تقديرية إلى كل المشاركين في هذه التظاهرة. وقد شارك في هذا المهرجان الذي جاء تحت شعار «الخط العربي إبداع، فن وثقافة»، 37 ممثلا ل22 دولة عربية، إسلامية وأجنبية، بالإضافة إلى 90 مشاركا جزائريا، حيث ضم المعرض نحو 160 لوحة تحمل تيارات ومدارس بألوان زخرفية مميزة في الخط العربي الذي يعتبر أحد أهم الفنون الإسلامية. ومن البلدان المشاركة تونس، الأردن، مصر، تركيا، إيران، العراق، سوريا، السعودية، المغرب، سلطنة عمان، أذربيجان، السودان، اندونيسيا، فرنسا، باكستان، نيجيريا، الهند، الصين، الكويت، ماليزيا، فلسطين، الإمارات العربية المتحدة ولبنان. وتضمن برنامج مهرجان الخط العربي العديد من المحاضرات حملت عناوين مختلفة منها: «إحياء وتجديد الخط العربي» للسيد «تاج السر حسن سيد أحمد» من السودان، و»المقومات العلمية لفن الخط» للدكتور «أدهم محمد حنش الحمد» من العراق، و»الآثار الإسلامية وأخطاء المرممين» للأستاذ «صلاح محمود عبد الخالق» من مصر.. كما تضمن المهرجان أيضا 12 ورشة في الخط العربي قدم من خلالها المشاركون التقنيات والأساليب المختلفة في رسم الحرف العربي كتابة، فنا وإبداعا، نذكر من بين هذه الورشات، ورشة الخطاط المصري «علي ممدوح عبد الحليم» في «كيفية تكوين اللوحة عبر جهاز الكمبيوتر»، حيث تحدث الخطاط الذي استخدم خط «الثلث الجلي»، من خلال ورشته عن الفكرة ثم تنفيذها تكنولوجيا بواسطة الحاسوب، كاشفا أن الإنسان هو من يحمل الفكرة أو الأفكار ثم ينفذها على أرض الواقع ويبقى الحاسوب مجرد آلة صماء في حاجة إلى من يحركها، كما ذكر الخطاط عن الأساليب المختلفة، في إدخال الزخرفة كخلفية للنص الخطي وكذا توظيف العلاقات الجمالية في اللوحة. وقد تخللت الورشات، مداخلات كثيرة حملت علامات استفهام من المشاركين للكشف عن إشكاليات مختلفة، ومنها استخدام التقنيات الحديثة ما دامت متاحة للخطاطين في العصر الراهن، وإشكالية الخط العربي كصنعة أو كفن؟ وغيرها من الأطروحات الكثيرة التي تناولها المشاركون للاستفادة من الخبرات المكتسبة المختلفة.