تشهد أغلب أسواق وطاولات بيع الخضر والفواكه بعدة نقاط بولاية بومرداس، استقرارا في الأسعار ووفرة كبيرة، مع تسجيل انخفاض في بعض المواد الأساسية الأخرى التي عرفت ارتفاعا محسوسا عشية رمضان، وهو ما انعكس بالإيجاب على القدرة الشرائية للمواطن بما فيها الفئات الهشة، التي أدركت أن ترشيد عملية الاستهلاك كفيل بربح معركة السوق أمام التجار والمضاربين. غابت مظاهر اللهفة لدى المواطن والتصرفات السلبية التي كانت تطبع سلوكات المستهلك خلال شهر رمضان كل سنة، كما غابت معها الطوابير التي كانت تصنع ديكورا يوميا أمام البقالات ومحلات بيع المواد الغذائية ومشتقات الحليب، وحتى المخبزات ومحلات بيع الحوليات الخاصة بشهر رمضان. كما هدأت الأنفس وقلت الشجارات اليومية وعاد التصرف العقلاني ليطبع عادات ويوميات المواطن في طريقة الشراء.. هكذا علق بعض المواطنين الذين صادفناهم بصدد شراء فاكهة البطيخ الأحمر والأصفر بسوق بغلية المعروضة بمختلف الأشكال والأحجام، وأخرى يفضل أصحابها من التجار تركها على الشاحنة وبأسعار وصلت حتى 25 دينارا للكلغ، خاصة وأنها فاكهة مطلوبة بكثرة في ظل ارتفاع درجة الحرارة هذه الأيام. نفس الوضعية أيضا بالنسبة لباقي السلع من الخضروات، حيث نزل سعر القرعة إلى 40 دينارا، البطاطا 40 دينارا، السلاطة 50 دينارا، الفاصولياء الخضراء 80 دينارا، الطماطم 35 دينارا مع توفرها بكميات كبيرة في مختلف نقاط البيع. كما سجلنا أيضا خلال هذه الجولة الاستطلاعية، تراجع سعر اللحوم البيضاء إلى دون 340 دينار على عكس الأيام الأولى من رمضان، ووفرة أكياس الحليب بشكل يومي على غير العادة. حملات تحسيسية... وإجراءات لضمان تموين السوق باشرت مديرية التجارة لولاية بومرداس، إجراءات مراقبة تنظيم النشاط التجاري خلال شهر رمضان، من خلال استعدادها لضمان ديمومة التموين العادي واليومي للأسواق الجوارية ونقاط البيع، انطلاقا من سوق الجملة للخضر والفواكه بخميس الخشنة الذي يزود أغلب مناطق الولاية، إضافة إلى سوق بلدية تادمايت الذي يمون الجهة الشرقية. كما ضاعفت من فرق الرقابة والتفتيش للمحلات التجارية لضبط الأسعار ومحاولة التقليل من ظاهرة الاحتكار وسلطة السماسرة الذين هيمنوا لسنوات على الأسواق المحلية. بالموازاة مع عملية الرقابة، أطلقت مديرية التجارة لبومرداس، حملات تحسيسية وتوعية لفائدة المستهلكين، في محاولة لترشيد طريقة الاستهلاك وعدم الوقوع في فخ الشراء تحت طائلة الضغط، خاصة في الأيام الأولى من شهر رمضان أو موعد عيد الفطر المبارك، من أجل الحفاظ على توازن السوق ومبدإ العرض والطلب الذي يؤدي حتما إلى تراجع أسعار المواد الاستهلاكية بالنسبة للخضروات، مع مكافحة كل أشكال التبذير التي تراجعت بقوة مقارنة مع السنوات الماضية. هذا وكانت مديرية التجارة، بالتنسيق مع بلدية بومرداس، أطلقت مع بداية الشهر الفضيل، سوق الرحمة التضامني الذي ساهم بشكل أساسي في تكسير أسعار الخضر والفواكه وحتى باقي المواد الغذائية الأساسية، في مبادرة لقيت الكثير من الاستحسان من قبل المواطنين، على الرغم من اقتصارها فقط على عاصمة الولاية دون البلديات الأخرى.