جرت أمس، في إسرائيل عملية التصويت في الانتخابات البرلمانية المبكرة وسط احتدام المنافسة بين حزب الليكود اليميني وحزب كاديما وتراجع حزب العمل بقيادة إيهود باراك رغم أن الحرب على غزة عززت صورته كسياسي حازم. وجرت الانتخابات وفق تمثيل نسبي على قائمة الأحزاب يضمن تمثيلا برلمانيا لأي حزب يحقق 2 % من الأصوات، وسط تعزيزات أمنية أغلقت بموجبها لمدة 24 ساعة المنافذ مع الضفة الغربية ومع قطاع غزة باستثناء معبر إيريز الذي ظل مفتوحا للحالات الإنسانية. وساد التوتر في منطقة أم الفحم في جنوب إسرائيل بعد أن تم تعيين المتطرف باروخ مرزل رئيسا لإحدى صناديق الاقتراع في المدينة. وأفادت الأنباء أن المئات من المواطنين في المدينة من بينهم أعضاء في البلدية تصدوا لمهمة منع دخول مرزل إليها، وأقام عدد منهم حواجز على مداخل المدينة لمنعه من الدخول، وقامت الشرطة باعتقال عدد منهم. وكانت استطلاعات الرأي اعطت الغلبة لحزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو الذي يرفض أي انسحاب من الضفة الغربية أو الجولان ويؤيد توسيع الاستيطان، يعقبه حزب كاديما الذي حذرت رئيسته تسيبي ليفني من حكومة يقودها نتنياهو تُدخل إسرائيل في صدام مع الولاياتالمتحدة، بينما تنافس على المرتبة الثالثة حزب العمل وحزب إسرائيل بيتنا برئاسة أفيغدور ليبرمان. وقالت النائبة عن حزب العمل شيلي ياسيموفيتش إن حزبها لن يفوز في الانتخابات، والمشكلة عدم ملاءمة باراك لقيادة حزب محسوب على اليسار. كما دخل الانتخابات حزب شاس بزعامة إيلي يشاي سياسيا والحاخام المتطرف عوفاديا يوسف دينيا، طامحا في دعم التيار الديني المتشدد لزيادة عدد نوابه (حاليا 12 نائبا)، في وقت يتوقع فيه مراقبون نتائج ضئيلة لحزب ميريتس اليساري المؤيد لعملية السلام وللانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام .1967 أما الأحزاب العربية التي تدعو كلها إلى دولة فلسطينية على أراضي ,1967 فهي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التي تعرّف نفسها بأنها حزب عربي يهودي، والقائمة العربية الموحّدة، والحركة العربية للتغيير، وحزب التجمع الوطني الديمقراطي. وسيطر الهاجس الأمني على حملةٍ انتخابية حاول خلالها المرشحون تصوير إسرائيل على أنها دولة محاصرة في وسط محيط معادٍ، لكنها لم تخل من مشاحنات وخصومات شخصية. ووبخ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز المرشحين لعدم تركيزهم على قضايا لب الصراع العربي الإسرائيلي الجوهرية.