ارتفعت نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات الإسرائيلية قبل ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع، وسط هيمنة موضوع الأمن على اهتمامات الإسرائيليين بعد الحرب على غزة. وقد بلغت نسبة الإقبال 34% وهي أعلى من تلك التي وصلت إليها في انتخابات الكنيست السابع عشر في نفس الوقت، في الوقت الذي ظلت فيه نسبة التصويت بين فلسطينيي ال48 متدنية مما دفع بزعماء الكتل العربية التي تخوض الانتخابات إلى توجيه دعوات للجماهير العربية للمشاركة في الانتخابات. وإلى حين إقفال صناديق الاقتراع في العاشرة مساء (الثامنة بتوقيت غرينتش) فقد ظل التكهن صعبا بما ستنتهي إليه نسبة التصويت التي كانت تصل إلى أكثر من 60% في السنوات الماضية. ويذكر أن الحرب على غزة أوجدت أرضية خصبة للداعين لمقاطعة الانتخابات الإسرائيلية في أوساط فلسطينيي ال48. وفي هذا السياق منعت الشرطة الإسرائيلية اليميني المتطرف باروخ مارزل من دخول بلدة أم الفحم بعد أن تصدى المئات من المواطنين في المدينة من بينهم أعضاء في البلدية لمنع دخول مارزل إليها، وأقام عدد منهم حواجز على مداخل المدينة لمنعه من دخولها، وقامت الشرطة باعتقال عدد منهم بعد أن اشتبك محتجون معها. كما تدخلت الشرطة الإسرائيلية لإخراج عضو الكنيست اليميني آرئيل إلداد من حزب موليدت المتحالف في الكنيست مع حزب الاتحاد الوطني (المفدال) من مركز للاقتراع في مدينة أم الفحم، بعدما كانت لجنة الانتخابات قد عينته خلفا للمتطرف باروخ مارزل للإشراف على صندوق الاقتراع. وجرت الانتخابات التي تنافس فيها 33 حزبا للحصول على ثقة أكثر من خمسة ملايين ناخب وفق تمثيل نسبي يضمن تمثيلا برلمانيا لأي حزب يحقق 2% من الأصوات، وسط تعزيزات أمنية أغلقت بموجبها لمدة 24 ساعة المنافذ مع الضفة الغربية ومع قطاع غزة باستثناء معبر إيريز الذي ظل مفتوحا "للحالات الإنسانية". وأشارت استطلاعات ما قبل بدء التصويت أمس إلى أن المنافسة تحتدم بين حزبي الليكود وكاديما، مع احتمال تعزيز قوة حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان ليصبح القوة السياسية الثالثة في البلاد بدلا من حزب العمل. وحسب استطلاعات، سيضاعف الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو الذي يرفض أي انسحاب من الضفة الغربية أو الجولان ويؤيد توسيع الاستيطان، مقاعده ال12 في الكنيست، يعقبه حزب كاديما الذي دعت رئيسته تسيبي ليفني عقب الإدلاء بصوتها الإسرائيليين إلى اختيار قيادة ذات رؤية وتستند إلى ما دعتها القيم والأخلاقيات. وكانت ليفني حذرت من حكومة يقودها نتنياهو لأنها ستُدخل إسرائيل في صدام مع الولاياتالمتحدة. ويتنافس على المرتبة الثالثة حزبا العمل الذي عززت الحرب على غزة مكانة زعيمه إيهود باراك وإسرائيل بيتنا الذي انتزع مساندين تقليديين لحزب كاديما. ويرجح أن يكون لليبرمان الذي يحتفظ حزبه ب11 مقعدا ويدعو إلى ترحيل عرب إسرائيل مقابل التنازل عن مستوطنات الضفة في أي اتفاق سلام، دور رئيسي في تشكيل أي حكومة تحالف. كما يدخل الانتخابات حزب شاس بزعامة إيلي يشاي سياسيا والحاخام المتطرف عوفاديا يوسف دينيا، طامعا في دعم التيار الديني المتشدد لزيادة عدد نوابه (حاليا 12 نائبا)، في وقت يتوقع فيه مراقبون نتائج ضئيلة لحزب ميريتس اليساري المؤيد لعملية السلام وللانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967. أما الأحزاب العربية التي تدعو كلها إلى دولة فلسطينية على أراضي 1967، فهي "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" التي تعرّف نفسها بأنها حزب عربي يهودي، و"القائمة العربية الموحّدة"، و"الحركة العربية للتغيير"، وحزب "التجمع الوطني الديمقراطي".