يعاني قطاع الصحة في الجزائر منذ 1990 من مشاكل عدة جعلته موقع العديد من الاحتجاجات والانتقادات بفعل تراجع مستوى الدمات وانتشار الأخطاء الطبية وكثرة الإضرابات وفوضى في التفتح على القطاع الخاص ونقص الاتصال بين مختلف أطراف عائلة الصحة جعل من مختلف الملفات تتعقد أكثر فأكثر والضحية في كل مرة يكون المواطن. سيحكم على نجاح مبادرة وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الخاصة بتنظيف المستشفيات بعد أشهر من العمل لأن الشروع في العمل بوجود وسائل الإعلام شيء والمتابعة اليومية شيء آخر، وإطلاق هذه الحملة يعتبر أمر غريب لأن النظافة في قطاع الصحة تقليد وثقافة يومية يفترض أنها وليدة أول يوم من الاستقلال. والحديث عن حملة يعكس واقع مزري للنظافة في المستشفيات، وهو إنقاص من قيمة المستشفيات الجزائرية وموظفيها، وبالتالي تحميل الرأي العام ضدها. غير أن الوصاية التي تبنت الحملة يمكن أن تجد نفسها في حرج مستقبلا لأن بلادنا لا تنقصها الحملات ولا الشعارات ولكن متابعة المشاريع والحملات هو الإشكال فبعد إعلان الانطلاقة يتجه الجميع الى بيوتهم تاركين المجال للطبيعة للعب دورها كما أن الحديث عن أزمة نظافة في المستشفيات قد يغطي على النقائص الأخرى التي تحتاج الى مئات الحملات لتحسين مستوى تغطيتها على غرار التحاليل الطبية والأشعة. 15 بالمائة من الأمراض سببها إنعدام النظافة بالمستشفيات كشفت عمادة الأطباء الجزائريين على رئيسها السيد بركاني أن 15 بالمائة من الأمراض سببها انعدام النظافة بالمستشفيات وبالتالي فالحملة التي أطلقتها وزارة الصحة تعتبر أكثر من هامة. ويضاف الى الأمراض الناتجة الى انعدام النظافة الأمراض المزمنة التي تفتك بالجزائريين وتتضاعف كل سنة فمرضى السكري بلغ عددهم 3 ملايين منهم 1 مليون يستعملون الأنسولين وتضم الجزائر التي بلغ عدد سكانها 36 مليون حوالي 10 ملايين يعانون من ارتفاع الضغط الدموي مع ''حوالي 35 بالمائة'' من الجزائريين . ويصل عدد المصابين بالسرطان حوالي 300 ألف تضاف لها 25 ألف حالة سنويا كما ينتشر بسرعة مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي وغيرها من الأمراض الأخرى التي تكلف الجزائر حوالي 3 ملايير دولار سنويا وترتفع من سنة لأخرى. وتشير هذه الأرقام الى وجود أكثر من 50 بالمائة من الجزائريين مصابين بمختلف الأمراض وهو أمر يدعو للقلق ويحتاج لخارطة طريق مستعجلة لإنقاذ الأفراد من شبح الأمراض. 200 ملف لأخطاء طبية في السنتين الماضيتين سجلت عمادة الأطباء الجزائريين في السنتين الأخيرتين 200 ملفا لأخطاء طبية منها ما مر على لجنة التأديب ومنها ما حول للعدالة للفصل فيها وتعويض المتضررين، وذكرت العمادة أن الكثير من الجزائريين يجهلون كيفية التعامل مع الخطاء الطبية التي يبقى الكثير منها في طي المجهول والنسيان ويعكس هذا الرقم الأوضاع المزرية التي وصل إليها قطاع الصحة في السنوات الأخيرة. وتسببت الأخطاء الطبية في السنوات الأخيرة في كوارث بالنسبة للمواطنين حيث فقد العشرات البصر بمستشفى بني مسوس وتشوه العديد من الأطفال بقسنطينة جراء ختان جماعي دون الحديث عن ما يحدث في مختلف المصحات والمستشفيات العمومية والخاصة التي باتت محل شكوك كبيرة جراء إخلالها بدفاتر الشروط وإغلاق العديد منها جراء التجاوزات. وعليه فقطاع الصحة في الجزائر بحاجة الى اصلاحات أعمق لرفع مستوى الإدارة والخدمات ومنه إرجاع الثقة لمواطن الذي يبقى ينتظر الكثير من إصلاح الصحة والمستشفيات .