أكد السيد محمد السعيد امس الثلاثاء ان ترشحه للانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها خلال شهر افريل القادم ينبع من شعوره بضرورة الاسهام في تغيير الواقع المتميز بالهشاشة الذي تعيشه البلاد و الذي افرزته أزمة الثقة بين السلطة و المجتمع. وأكد السيد محمد السعيد للتلفزيون و الاذاعة الجزائريين ان تقدمه للانتخابات الرئاسية القادمة، جاء من اجل بناء مجتمع متوازن في دولة قوية اقليميا تحمي حدودها و مصالحها الاستراتيجية في المنطقة و عادلة تقدر العلم و العلماء و تعتز بدينها و حضارتها العربية و بعمقها الامازيغي. و جاء قرار الترشح كما اضاف للاسهام في محاولة التخفيف من معاناة المواطن اليومية في كنف السلم والامن واصلاح ما أفسده المفسدون، مؤكدا في هذا الإطار بأنه لن يلجأ الى شراء الذمم لأن المال الذي يغدق لشراء الاصوات والضغط على توجهات الناخبين انما هو آفة الحياة السياسية ووسيلة رخيصة لاستغلال ظروف المحتاجين. وذكر دواعي ترشحه للانتخابات الرئاسية قائلا أن الجزائريين يعيشون حالة من الجمود السياسي و الانفلات الاجتماعي نلمسها في لا مبالاة المواطن و في أزمة الثقة القائمة بين السلطة و المجتمع و الاحزاب و المجتمع المدني. وأشار الى أن حاجات جديدة تولدت عن التطور الاقتصادي و الاجتماعي والفكري و السياسي تتعارض مع العقلية المتحجرة و الهيكل السياسي الحالي الهش والاقتصاد الذي لا يقل هشاشة عنه. وفي تطرقه لبرنامجه الانتخابي الطموح، على حد تعبيره، ذكر المترشح انه يتكون من العديد من المحاور أهمها ترسيخ الوحدة الوطنية و تلافي حدوث الهزة في الشعور بالانتماء الوطني التي احدثتها سنوات الارهاب و البحث عن توافق أوسع حول القضايا المصيرية للبلاد. كما جدد المترشح تمسكه بمسار المصالحة الوطنية كمحور رئيسي في برنامجه وذلك من اجل تعزيز الامن و السلم الاجتماعي الذي لن يتحقق حسبه الا باجراء مصالحة بين السلطة والمجتمع واقامة علاقات جديدة بينهما ترتكز على ضرورة محو آثار المأساة الوطنية. وشدد في ذات السياق على ضرورة احترام الرأي العام وصيانة تاريخ الثورة و حماية اللغة العربية و عدم التساهل مع اي مساس يلحق بها و تطوير اللغة الامازيغية و الحرص على تعزيز اللحمة الوطنية بعيدا عن كافة الاعتبارات العقائدية و الفئوية وإصلاح المدرسة العمومية حتى تقدم تعليما لائقا و مادة علمية بروح وطنية و فهم سليم للدين. كما أكد السيد محمد السعيد أن برنامجه ينص ايضا على ضرورة محاربة النزعات و الممارسات الجهوية و العشائرية و الفتنة الطائفية في اشارة منه الى الاحداث التي وقعت بمدينة بريان بغرداية و التي ارجع الوضع المتأزم بها الى غياب الحوار من جهة و عجز الدولة عن استيعاب انشغالات المواطنين و التكفل بمشاكلهم من جهة أخرى. و يرتكز البرنامج ايضا على تطبيق مبدا العدالة الاجتماعية عبر توزيع خيرات البلاد بشكل عادل على الجميع و اعادة بناء الطبقة المتوسطة و تمكين المرأة من دور سياسي فاعل في الوظائف العليا في الدولة. كما ينطوي هذا البرنامج حسب السيد محمد السعيد على تنشيط الحياة السياسية على اساس احترام الحريات في تأسيس الاحزاب و الجمعيات مشددا على ضرورة فتح وسائل الاعلام للراي الآخر و عدم معارضة حق الاقلية في ابداء الرأي. ويعتبر تجذير الممارسة السياسية و تطوير النظام السياسي من اهم المحاور التي يعتمد عليها برنامج المترشح و يتم ذلك حسب السيد محمد السعيد عبر رفع حالة الطواريء و تكريس الضمانات الدستورية المتعلقة بحقوق الانسان و الحريات العامة و حرية الصحافة و تدعيم سلطة المجالس المنتخبة و تأسيس آليات للمحاسبة و المراقبة. ويقتضي ذلك فصل السلطات عن بعضها البعض و تكريس استقلال القضاء و حماية الاستقرار الوظيفي و تحديث اجهزته يضيف ذات المتحدث. و أكد في نفس السياق على ضرورة إعادة الاعتبار لهيبة الدولة باسناد المسؤوليات الى اصحاب الكفاءات من النزهاء مع وضع آليات فعالة لمحاربة الرشوة و الكسب غير المشروع. كما يجب، حسبه ايضا، العمل على احترام سلطة الدولة عبر اعطاء قيمة للناخب في ارساء شرعية الحكم و ابعاد الادارة عن الخلافات الحزبية و غرس القيم الديمقراطية و هو الجهد الذي لن يكون كافيا الا اذا ترافق معه الحفاظ على اطارات الدولة عماد الحياة الادارية و الاقتصادية و السياسية و حمايتها من التعسف. يذكر أن السيد محمد السعيد كان قد أعلن مؤخرا عن تأسيس حزب الحرية والعدالة الذي يسعى الى إحداث التغيير الحتمي المنشود بالوسائل السلمية.