150 ألف مركبة تعبر الطرق الولائية وانفراج الوضع ليس غدا عادت معضلة حركة المرور بولاية الشلف إلى الواجهة خاصة بعاصمتها، لتضع مديرية النقل أمام مسؤوليتها في البحث عن حلول عاجلة في موسم اصطياف حار. الوضعية بلغت درجة من القلق تفرض التفكير الجاد في علاجها مع الدخول الاجتماعي. وعلاج هذا المشكل الحاد يعني رفع تحديات الواقع التنموي وإزالة متاعب المستثمرين وأصحاب الخدمات بتطبيق المخطط الجديد للنقل وتشغيل الإشارات الضوئية التي سبق وأن تعرضت للتخريب وما يصاحبهما من انتقادات. هي وضعية جعلت مسألة تحديث الحركة المرورية مطلبا من المطالب اليومية للسكان وانشغالا لمستعملي الطريق ومسألة ضرورية يقتضيها التطور الذي تعرفه ولاية الشلف التي تعبرها ملايين المركبات يوميا آتية من كل الاتجاهات. «الشعب» رصدت الوضعية وتنقل أدق التفاصيل. مصالح قطاع النقل أقرت هذا التنظيم الجديد للنقل بدافع الاستجابة لمتطلبات المنطقة والتحديات التي يفرضها الواقع المعاش، والظروف التي تعرفها المدينة بغية الحد من حالة الاكتظاظ والاختناق المروري الذي أصبح لا يطاق بتضاعف عدد الزوار والوافدين للولاية خلال فصل الصيف، مما جعل حركة المرور بوسط عاصمة الولاية أشبه بالمستحيل نتيجة قلة الطرقات والمنافذ وضيق الأرصفة والشوارع التي مازالت محافظة على شكلها وهندستها منذ أزيد من قرن. تعطي هذه الصورة عدة طرق وأحياء، منها شارع الشهداء، ابن رشيق، الأمير عبد القادر وزنقة زواوة، ناهيك عن غلق ساحة التضامن بسبب الأشغال الجارية والتي عرفت تأخرا كبيرا بعد انطلاقها منذ أكثر من 4 سنوات. و لوحظ تردد غريب في تطبيق مخطط التهيئة لذات الساحة التي تحتل موقعا استراتيجيا هامة في حركة تنقل الزوار والوافدين وسكان المنطقة، حسب الشهادات المقدمة لنا بعين المكان. بالإضافة الى هذا الوضع الذي كان من المكن تجاوزه منذ سنوات من طرف الإدارات المتعاقبة والمنتخبين المحليين والبرلمانيين الذين تجاهلوا هذه المعضلة ولم يقدموا إقتراحات لعلاجها ، يغرق المسلك المروري للطريق الوطني رقم 19 الرابط بين وسط المدينة نحو برج بونعامة بولاية تيسمسيلت ومدينة تنس الساحلية وبلديات الشطية وبوزغاية وسدي عكاشة ومناطق الجهة الشمالية والغربية يخترق وسط الشلف في فوضى عارمة. كما أنه لم يعد تحتمل مرور أكثر من 150 ألف مركبة يوميا، يضاف إليها مسلك نقل الطلبة الجامعيين بالقطب الجامعي لأولاد فارس الذي عرف توسعا عمرانيا كبيرا حسب مختصين في التهيئة العمرانيةل»الشعب». الإختناق يتجاوز حدود مركز الولاية نحو المدن الساحلية الاختناق المروري تجاوز حدود مركز الولاية ليصل إلى مدخل مدينة الشطية ذات التعداد السكاني الذي فاق 100ألف نسمة، لتتكرر الصورة عند الطريق الضيق الذي يعبر بلدية بوزغاية وبدرجة أقل منطقة سدي عكاشة المحاذية لتنس الساحلية التي مازالت غارقة في الحركة المروية الخانقة، والتي جعلت بعض زائريها يغيرون وجهتهم نحو مدن مستغانم ليدخلوها من مدينة المرسى غربا. الوضع المر هذا يتسبب في حوادث مرور أليمة كان من الممكن تفاديها لو اتخذت السلطات المحلية الإحتياطات اللازمة منذ سنوات، خاصة وأن الشواطئ البالغة أزيد من 20 شاطئا تستقبل ما يفوق 4 ملايين مصطاف سنويا للجهة الساحلية بالولاية . فشبكة الطرقات بتنس ضعيفة لا تلبي حركة النقل بالرغم من النداءات العديدة التي أطلقها ممثلو الحركات النقابية للقطاع. ومشروع الطريق السريع الذي ظل طريح رفوف الإدارات بما فيها الجهات المركزية لم ير النور بعدما إقترحت وزارة القطاع في عهد عمار غول انجاز الطريق السريع لربط ميناء تنس بالشلف وتسمسيلت وتيارات وغليزان وما جاورها من مدن ضمن حركة تجارية وتنشيط الإستثمار بهذه المناطق . لكن ورغم التعليمات الصادرة بالإسراع في تجسيد مشروع القرن بالنسبة لهذه الولاية إلا أن العملية مازالت تراوح مكانها رغم تعاقب الوزراء على القطاع. المخطط العام أملته الظروف القاهرة ومستجدات التنمية المحلية والحركة التجارية والإستثمارية للولاية و قد جاء بالإضافة الى ذلك كنقطة تحول بالرغم من بعض الإنتقادات له ، ليضاف الى أشغال التهيئة الحضرية وتجديد الأرصفة التي تمت تغطيتها بالخرسانة الزفتية رغم اعتراضات السكان كون أن المنطقة تميزها موجة الحر الشديد ، لكن مع مرور الوقت تقبل هؤلاء الوضع الذي لقي إرتياحا لدى المواطنين بعد سنوات من المعاناة اليومية وضعف جانب النظافة. لكن تبقى العملية الموازية مع إطلاق استغلال الإشارات الضوئية الخاصة بتنظيم المرور داخل المدينة، تثير تخوفات فيما يتعلق بنجاعتها على المستوى التطبيقي في ظل ضيق المدينة وقرب الأضواء لبعضها البعض في وقت تنعدم فيه الطرقات الإجتنابية من الجهة الغربية والشرقية والجنوبية للتخفيف من الضغط المفروض على وسط عاصمة الولاية، كون أن الطريق الوطني رقم4 الرابط بين الجزائرووهران مازال يشهد اختناقا رغم إنجاز النفقين بحي بن سونة وملتقى الطرق بين المسلك الوطني رقم 19 و04 ووسط الشلف، والطريق المؤدي إلى مطار أبوبكر بلقايد، هذا الأخير استفاد من مدخل الطريق السيار الذي يعبر منطقة سوق الجملة من الناحية الشمالية، وهو الإنجار الذي أرتاح له أفراد من الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج بولايات كل من تيسمسيلت وعين الدفلى وتيارت ونواحي المدية وغليزان يقول جمال.ع من قرونوبل الفرنسية وكريم.ج من مرسيليا وعمر .د من نيس وخالد.ط من ألمانيا في تصريحهم ل»الشعب». انعدام المرائب وفضاءات التوقف.. نقاط سوداء يواجه أصحاب السيارات ظروفا قاسية في البحث عن أماكن للتوقف ووضع مركباتهم في مأمن من أي اعتداء أو سرقة أو تخريب، بسبب انعدام الحظائر في منطقة يفوق عدد سكانها أكثر من مليون و675 ألف نسمة، وهو ما يعكس إهمال المصالح المعنية والبلدية لهذه المسألة طوال سنوات دون اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتسوية الوضعية رغم الشكاوي العديد التي رفعها أصحاب المركبات والنقابات العاملة بالقطاع، وكذا التنبيهات التي أطلقها الإعلاميون منذ أعوام منها ما تناولناه عبر يومية «الشعب» اكثر من مرة . انه امر يتفاقم في ظل اتساع الحظيرة التي فاقت أكثر من 150ألف مركبة تجوب شوارع المدينة يوميا.حيث لم يجد هؤلاء سوى حافة الطرقات المكتظة عن آخرها للتوقف ، فيما يفضل البعض النهوض مع صلاة الفجر لحجز مكان قبل اتساع حركة المرور. ولازالت نقاط سوداء خاصة بالتوقف إحدى المآسي اليومية، حيث تجد حافلات النقل بين الأحياء صعوبات للسماح للركاب إعتلاء هذه الحافلات، حيث حالت الزحمة دون توفير الراحة والإطمئنان للمسافرين بالرغم من تحويل مكان التوقف من محطة إتصالات الجزائر بإتجاه متوسطة أول نوفمبر. الوضعية كان بإمكان المصالح المعنية تداركها خلال السنوات المنصرمة غير تقاعس هذه الأخيرة كانت لها نظرة غير ذلك هو ما جعل الوضع يصل الى الظروف التي صارت لا تحتمل بإستثناء المكان المخصص لسيارات الأجرة. أصحاب العصي يفرضون منطقهم بأماكن التوقف ما يثير التساؤل هو دخول أصحاب العصي الغليظة على الخط لفرض منطقهم في توجيه حركة التوقف والتأثير على مجرياتهم.عبر عن هذا الاستياء محمد .ع 54 سنة قائلا لنا انه في مشادات مع هؤلاء الشباب وبعض منهم كهول وجدوا في مسألة حراسة السيارات بالقوة ملجأ مربحا، حيث يصل السعر الذي يفرضونه الى 50 دج، وفي حالة رفض صاحب المركبة سيلقى نصيبه من الهراوات. وقد وصلت حالة الاعتداء الجسدي إلى تسجيل ضحايا يشير ناصر من حي السلام الذي اضطر للتوقف لشراء الدواء ليطلب منه دفع 30 دج مقابل توقف لم يدم 5 دقائق حسب تصريحه. تفاقم الظاهرة قد تكون لها انعكاسات مع مرور الأيام إن لم تتدخل الجهات المعنية والمصالح الأمنية ومنتخبي البلدية لإيجاد حلول لهذه المعضلة التي انتشرت . أكد لنا بعض من هؤلاء الذين يمارسون هذا النشاط الفوضوي جاعلينه مهنة دائمة أن ما يتقاضاه تتجاوز في كثير من الحالات 2000 دج يوميا، وهو ما يعني وصل سقف 60 ألف دج وهي أجرة أستاذ وتفوق ما يتقاضاه مهندس دولة شهرا، في وقت أن هؤلاء ممن غادروا مقاعد الدراسة في سن مبكر.والغريب في الأمر أن الوضعية الحالية المرشحة للتفاقم تحدث أمام الجهات الوصية يقول محدثونا من أصحاب المركبات على غرار خالد.ك 38سنة وسفيان.س 42سنة والشيخ الحاج قويدر.ك 68 سنة. مشروع المحطة البرية يسير بوتيرة السلحفاة بالرغم من الوضعية الحالية إلا أن مشروع انجاز المحطة البرية لنقل المسافرين بالمخرج الغربي لعاصمة الولاية بإتجاه مدينة وهران، مازالت أشغاله تسير بسرعة السلحفاة ، الأمر الذي جعل شبه المحطة القديمة التي تفتقد لكل المواصفات تعرف هي الأخرى اختناقا رهيبا، حيث تمر بكل كل الحافلات ذات الخطوط بين الولايات والبلديات، أي بمعدل يفوق أزيد من 200 حافلة يوميا، في حالة الحر الشديد حيث ينعدم أي فضاء ترفيهي أوخدماتي. وهو ما يتطلب تدخل المصالح المعنية للإسراع في تسليم هذه المحطة التي عمرت طويلا في التأخر. ومن جانب آخر ينتظر العاملون بقطاع النقل من المتعاملين فتح طرقات إجتنابية لتسهيل حركة الوصول الى المحطة ، لأن بقاء الحالة على ما هي عليه لن يحل المعضلة بل يعقدها مع مرور الأيام وارتفاع نسبة عدد السيارات والمركبات، وهو ما يتطلب فتح استثمارات واسعة للتكفل بالوضعية المرشحة للتعفن في حالة عدم الإسراع في فك الخناق على حركة المرور من المدينة بإتجاه محاور أخرى. كما يناشد المسافرون الجهات المعنية بإنجاز فضاءات ومحطة للخدمات بالمخرج الغربي تفاديا للجوء إلى محطة حي بن سونة.