قدم أمس مجاهدون شهاداتهم الحية حول مشاركتهم في الثورة وما عايشوه من أحداث بقيت خالدة في ذاكرة الأمة الجزائرية، وتندرج هذه الشهادات ضمن البرنامج المسطر من طرف المتحف الوطني للمجاهد برعاية وزارة المجاهدين، لتسجيل شهاداتهم بطريقة منهجية لتكون مادة خام يستغلها الباحثون لإعادة كتابة تاريخ الثورة وفاء لرسالة الشهداء بحفظ ذاكرتهم للأجيال الصاعدة. وفي هذا الصدد، أوضح الأستاذ الجامعي يوسف تلمساني أن المتحف الوطني للمجاهد ارتأى تسجيل الشهادات الحية للمجاهدين بطريقة منهجية، طيلة السنة وكتابتها أكاديميا للدفاع عن بطولات شعبنا وحمايتها من التزييف ردا على كتابات المدرسة الكولونيالية التي تحرف تاريخ الثورة التحريرية، و وفاء لرسالة الشهداء، مضيفا أن هناك فرق لجمع الشهادات تنتقل نحو المجاهدين الذين يقطنون في الولايات البعيدة لتسجيل شهاداتهم، وبالتالي يكون هناك بنك للمعلومات التاريخية كمادة خام تكون في متناول الباحثين والمؤرخين. من جهته تحدث المجاهد عمر صامت، عن التحضير للثورة في منطقة متيجة بالولاية الرابعة، وعن مشاركة فوج من المناضلين الذين أرسلهم كريم بلقاسم بقيادة أعمر أوعمران، حيث تضاربت الأقاويل حول عددهم وسبب مجيئهم للمنطقة، وفي هذا الخصوص صحح المجاهد صامت بعض المعلومات التاريخية، قائلا إن هؤلاء حين قدموا إلى منطقة حلوية قرب بوفاريك تمت استضافتهم وتأمين لهم كل شئ كونهم لا يعرفون المنطقة وعيون العدو منتشرة في كل مكان. وأكد في هذا الإطار، أن سبب مجئ فوج المناضلين هو للمشاركة في الهجوم على ثكنتين تتوفران على مخزون من الأسلحة والذخيرة، أما الفوج الآخر فقام بالهجوم على ثكنة بالبليدة. ودعا المجاهد صالح قوجيل في تدخله إلى التمحص والدقة في كتابة تاريخ الجزائر، وحسبه أنه قد حان الوقت لإعطاء توجيهات للتسجيلات والتركيز على الجانب العسكري للثورة لغاية 1962 ثم الانتقال إلى المعركة السياسية التي كانت موجهة للشعب الجزائري، مضيفا أن الجانب الدبلوماسي للتعريف بالثورة مهم في الكتابات التاريخية. وتطرق عبد العزيز واعلي مجاهد من الولاية الثالثة، إلى ظروف انعقاد مؤتمر الصومام، بقرية أوزلاقن وكيفية تقسيم المهام على المناضلين بالمنطقة باعتباره كان مكلفا بالقضاء على مستوى العرش، قائلا إن أشغال المؤتمر انتهت في أواخر أوت 1956، وفي هذا الشأن، دعا لخضر بورقعة المؤرخين للتعمق في وثيقة مؤتمر الصومام التي اعتبرها متنفسا جديدا للثورة.