لا زال سكان ولاية تيزي وزو، في انتظار حل لأزمة النقل التي باتت هاجسا يهدد راحتهم مع تدني مستوى مواقف الحافلات وغياب الرقابة. ترجع أزمة النقل بتيزي وزو، إلى التوسع العمراني وتزايد عدد السكان، بالإضافة إلى احتلال الولاية نقطة عبور لوسائل النقل نحو مختلف الإتجاهات، مما يجعلها تعرف يوميا تدفقات متزايدة في حركة المرور ونقل المسافرين. وكنتيجة لذلك، فإن مستوى النقل الحضري في تيزي وزو في حالة تدهور مستمر. والمشكلة تكمن في وضعية وحال المحطات ومواقف الحافلات، التي أصبحت تثير غضب مسافرين بمجرد دخولهم إلى محطة الحافلات، التي تعتبر المحطة الرئيسية التي تربط بين مختلف المناطق. وتعتبر محطة المسافرين بمثابة سوق فوضوي أو مزبلة لرمي النفايات أمام مطاعم الأكل الخفيف، وكذا وجود طاولات الباعة غير الشرعية التي تزيد من تضييق الأرصفة المخصصة للحافلات، وتكاد تحتل أرض المحطة، وهذا ما أدى إلى تذمّر الناقلين والشجار مع هؤلاء الباعة في أغلب الأحيان. أما المواطن فمعاناته لا تنتهي، وهو معرّض لكل العوامل الطبيعية من حر في صيف، وبرد وأمطار في الشتاء في غياب كامل الخدمات داخل هياكل الإستقبال، كما أنه عرضة لعدم مبالاة الناقلين الذين أصبح شغلهم الشاغل الربح السريع بكل الطرق. ومن مظاهر هذه الأزمة، هي الحمولة الزائدة عن حدها داخل المركبات، فأما ما يجلب الإنتباه، فهو عدد الركاب الواقفين، الذين يفوق عدد الجالسين. ويعود ذلك إلى التذبذب في مواقيت الحافلات، بينما لا تعرف بعض الخطوط احترام لمواقيت الحافلات أصلا، وإنما يسودها قانون الغاب الذي نلاحظه حاليا في طريقة الركوب والإندفاع نحو الحافلة. والأخطر ما في الأمر، هو تثبت بعض الراكبين بباب المركبة، ما يحتّم على السائق تركه مفتوحا إلى نهاية المسافة، غير مبال بحياة الآخرين. وفي بعض الأحيان، نلاحظ التوقف العشوائي في أي مكان من أجل إنزال المسافرين حتى بوسط الطريق، وهذا يعود إما لعدم وعي الركاب أولامبالاة السائق، مما يخلق جوا من الفوضى على قارعة الطريق.فهذه الحالة المزرية التي آل إليها قطاع النقل في ولاية تيزي وزو، لا تحتمل السكوت وتحسينها، بل يجب العمل على تغييرها وتحسينها لخدمة المسافر والناقل معا، ولكن لا حياة لمن تنادي في غياب الرقابة الدائمة.وفي هذا الصدد، يطالب معظم المسافرين والسكان العاملين في هذا القطاع المعقد، من السلطات المعنية بإيجاد حلول لهذه الأزمة التي استفحلت.