لا زال سكان بلدية الكاليتوس، في انتظار حل لأزمة النقل التي باتت هاجسا يهدد راحتهم مع تدني مستوى مواقف الحافلات وغياب الرقابة، وترجع أزمة النقل بذات البلدية إلى التوسع العمراني وتزايد عدد السكان خاصة بعد انتهاء العشرية السوداء التي ميزت العاصمة خلال التسعينات، مما يجعلها تعرف يوميا تدفقات متزايدة في حركة المرور ونقل المسافرين. وكنتيجة لذلك، فإن مستوى النقل الحضري في بلدية الكاليتوس بات في حالة تدهور مستمر والمشكلة تكمن في وضعية المحطات ومواقف الحافلات، التي أصبحت تثير غضب المسافرين بمجرد دخولهم إلى محطة الحافلات، التي تعتبر المحطة الرئيسية التي تربط بين مختلف المناطق. وتعتبر محطة المسافرين بمثابة سوق فوضوي أو مزبلة لرمي النفايات وكذا وجود طاولات للباعة غير الشرعيين التي تزيد من تضييق الأرصفة المخصصة للحافلات، وتكاد تحتل أرض المحطة، وهذا ما أدى إلى تذمّر الناقلين والشجار مع هؤلاء الباعة في أغلب الأحيان، أما المواطن فمعاناته لا تنتهي وهو معرّض لكل العوامل الطبيعية من حر في صيف، وبرد وأمطار في الشتاء في غياب كامل الخدمات داخل هياكل الاستقبال، كما أنه عرضة لعدم مبالاة الناقلين الذين أصبح شغلهم الشاغل الربح السريع بكل الطرق. ومن مظاهر هذه الأزمة، هي الحمولة الزائدة عن حدها داخل المركبات، فأما ما يجلب الانتباه، فهو عدد الركاب الواقفين، الذين يفوق عدد الجالسين. ويعود ذلك إلى التذبذب في مواقيت الحافلات، بينما لا تعرف بعض الخطوط احترام لمواقيت الحافلات أصلا، وإنما يسودها قانون الغاب الذي نلاحظه حاليا في طريقة الركوب والاندفاع نحو الحافلة. وفي بعض الأحيان نلاحظ التوقف العشوائي في أي مكان من أجل إنزال المسافرين حتى بوسط الطريق، وهذا يعود إما لعدم وعي الركاب أو إلى مبالاة السائق، مما يخلق جوا من الفوضى على قارعة الطريق.