انتشرت المواقع الالكترونية عبر الأنترنت في العالم بشكل رهيب حتى فاق عددها عدد سكان المعمورة بالنظر للسهولة والحرية الكبيرة المتوفرة لاستحداث موقع إلكتروني عبر الشبكة العنكبوتية العالمية، فقد أصبحت هذه المواقع الالكترونية بطاقات تعريف للأفراد، والمؤسسات ومختلف الهيئات والجمعيات، وتطورت لتصبح مكلفة بالتسويق والترويج والقيام بسبر الآراء ومعرفة المواقف والتوجهات العامة للدول تجاه مختلف القضايا، ومصدرا للمعلومات، وسندات طلبيه لمختلف السلع والبضائع وغيرها من المهام التي يمكن أن تقوم بها المواقع الالكترونية التي لا تعرف لا النوم ولا العطلة وتعمل دون كلل، ولا ملل ولا تعترف بفارق الزمن والحدود الجغرافية، وحتى عامل اللغة تم تجاوزه من خلال توفير الترجمة الفورية. .....إذا كنت رجل أعمال، أو مستوردا أو مقاولا أو مهتما بشؤون البورصة وطلبت أية معلومة اقتصادية سيوجهك الجميع إلى النات والبحث في ما توفره المواقع الالكترونية من معلومات والأكيد هو أنك ستجد آلاف الخيارات وأكثر مما تحتاجه وباستشارات لخبراء بالمجان. وقد منحت المواقع الالكترونية قيما مضافة لمختلف القطاعات ومنها القطاع الاقتصادي الذي وجد في هذه المساحات الافتراضية قيما مضافة استغلها من أجل تطوير نشاطات التعريف والترويج والبحث عن أسواق جديدة في كل أصقاع العالم وبأقل التكاليف، فبدلا من التوجه لسوق الإشهار ودفع تكاليف باهضة أصبحت الكثير من المؤسسات الاقتصادية إلى استحداث مواقع الكترونية عبر النات وتوظيف كفاءات تعمل على تزويد الموقع بالمعلومات في كل ثانية وضمان التواصل مع مختلف الزبائن وهو ما جعل من هذه المواقع تحدث ثورة حقيقية في المجال الاقتصادي. وتواكب الجزائر هذه الثورة التكنولوجية من خلال توظيفها في تطوير اقتصادها وجعله أكثر تنافسية من خلال تحسيس مختلف الفاعلين الاقتصاديين بضرورة توظيف التكنولوجية في مختلف مناحي دورات الإنتاج، وتكوين الموارد البشرية وتمكين العقل البشري من أحسن الظروف للوصول إلى الإبداع والابتكار وتقليص الفجوة الرقمية مع الغرب، وتوظيف نتائج البحث العلمي لتجسيد التحولات السليمة والناجعة، واستعمال البنى التكنولوجية لتحقيق مردودية ونسبة نمو أكبر. ويتميز الاقتصاد الرقمي بالاعتماد على المعرفة والابتكار كمصدر للثروة عكس الاقتصاديات التقليدية التي تعتمد على رأسمال ويد عاملة كبيرة، وقد انتشر هذا الاقتصاد مع انتشار استعمال الحاسوب وزيادة الإقبال على الأنترنت وارتفاع الطلب على المتخصصين في تكنولوجية المعلومات من ذوي الكفاءات العالية. ويسمح الاقتصاد الرقمي بترقية قطاع الخدمات الذي بات أكبر مجال تلجه التكنولوجيات الحديثة ومنه تجسيد برامج التنمية المستدامة. إحصائيات مشجعة ... تسعى اتصالات الجزائر في السنة الجارية الى استثمار 45 مليار دج. مثلما كشفت عنه المؤسسة مقابل 18 مليار دج سنة 2014 وهو ما يعني مضاعفة قيمة الاستثمارات ب 300 في المائة من أجل تدارك النقائص ومواصلة مواكبة التحولات التكنولوجية وتجسيد مجتمع المعلومات الذي بات حتمية لا يمكن الهروب منها بالنظر لتوجه العالم نحو العولمة والقرية الصغيرة وإدخال اقتصاد المعرفة في مختلف مناحي الحياة . وكشفت اتصالات الجزائر أن عدد المشتركين في خدمة الإنترنت الفائق السرعة تجاوز المليوني مشترك في نهاية جويلية 2015 مقابل 51 مليون مشترك سنة 2014، وحسب إحصائيات سلطة ضبط البريد والاتصالات بلغ عدد مشتركي خدمة الانترنت ذات التدفق العالي 1.5مليون سنة 2014 و1.3 مليون سنة 2013. كما بلغ عدد مشتركي الهاتف الثابت 3.1 مليون مشترك، وفيما يخص توسيع وعصرنة شبكة اتصالات الجزائر تم إنجاز أكثر من 63 ألف كلم من الألياف البصرية إلى غاية نهاية جويلية 2015 وتطمح المؤسسة إلى تعميم الألياف البصرية بمعدل 10 إلى 15 ألف كلم في السنة. ويهدف برنامج توسيع وعصرنة شبكة اتصالات الجزائر إلى استبدال الكوابل النحاسية التي تتسبب حاليا في مشاكل كبيرة ناجمة عن التعطلات المتكررة وتتعرض للسرقات بسبب الضغط الحالي على النحاس على مستوى الأسواق العالمية للمواد الأولية وتعمل اتصالات الجزائر حاليا بالتعاون مع وزارة السكن على تعميم شبكتها للألياف البصرية في الأحياء الجديدة. وكشفت سلطة ضبط الاتصالات السلكية واللاسلكية عن اقتراب عدد مشتركي الهاتف النقال 40 مليون زبون في الوقت الذي وصلت فيه نسبة تغطية القطر الوطني. وتسير تغطية القطر الوطني بتقنية «3جي» في الطريق الصحيح حيث وفي ظل عامين فاقت التغطية لدى بعض المتعاملين 70 بالمائة وهو ما يؤكد إمكانية الوصول لتغطية 100 بالمائة مع نهاية السنة الجارية على الأقل لبعض المتعاملين. وتعكس هذه الأرقام القدرات الكبيرة للوصول الى بنى تحتية تستجيب لمتطلبات الاقتصاد الرقمي الذي يعطي المستهلك ثقة أكبر وخيارات أوسع، ويصل إلى كل محل تجاري ومكتب وإدارة ومدرسة، كما يحقق التبادل إلكترونياً. ومن فوائد الاقتصاد الرقمي هو تغيير الوظائف القديمة، ويستحدث وظائف جديدة. ويقوم على نشر المعرفة وتوظيفها وإنتاجها في المجالات جميعها. ويرغم المؤسسات على التجديد والإبداع والاستجابة لاحتياجات المستهلك أو المستفيد من الخدمة. ومن الايجابيات هو رفع نسب النمو، والإنتاج، والتوظيف، والمهارات المطلوبة. استحداث موقع لا يكلف الكثير كشف «نبيل بوغدو» الاختصاصي في الاعلام الآلي أن استحداث موقع الكتروني عبر النات لا يكلف الكثير حيث تتراوح القيمة المالية، بحسب نوعية الطلب، بين 50 ألف دج و 1 مليون دج. وقال نفس المصدر في تصريح ل «الشعب» أن المواقع الالكترونية في الجزائر والمتعلقة بالمؤسسات الاقتصادية تبقى متأخرة بالمقارنة مع ما يجري في أوروبا وبعض دول آسيا وأمريكا الشمالية خاصة وأننا لم نعمم بعد التجارة عبر النات أو «التجارة أونلاين» وهو ما يجعل المواقع الالكترونية واجهة للتعريف بالقدرات ونوعية النشاط وإمكانية التواصل عبر مختلف أقطار العالم وهو ما من شأنه أن يجلب بعض الفوائد والعائدات في وقتنا الراهن الذي لا نستطيع أن نطلب أكثر من ذلك للعديد من المعطيات. وأكد نفس المصدر في تصريح ل «الشعب» أن القرصنة وهشاشة العديد من أنظمة الحماية المعلوماتية تجعل من المواقع الالكترونية في العديد من المرات مصدر خطر على عديد الشركات خاصة المتعددة الجنسيات التي تعرضت لعمليات قرصنة كلفتها الكثير. تسيير المواقع للكفاءات اعتبر الخبير الاقتصادي مبارك سراي في تصريح ل «الشعب» أن المؤسسات الاقتصادية الجزائرية لم تستغل جيدا التحولات التكنولوجية في تطوير نشاطها والتعريف بما تملكه من مؤهلات، موضحا بأنه هناك خطوات هامة في هذا المجال من خلال الإقبال المكثف على مواكبة مظاهر الاقتصاد الرقمي حيث قامت جل المؤسسات بإنشاء مواقع الكترونية للتعريف بنشاطاتها الاقتصادية وقدراتها الإنتاجية وإمكانيات التصدير وغيرها، ولكن جلّها لم تواصل الاهتمام بالموقع الالكتروني كمظهر من مظاهر الاقتصاد الرقمي فالتحولات الاقتصادية والتكنولوجية والمعرفية تتوجه أكثر للاستنجاد بالكفاءات المختصة في هذا المجال ومنحها تسيير تلك المواقع الالكترونية. وأشار نفس المصدر إلى ضرورة استغلال قدرات الشباب الجزائري في هذا الجانب ومنحهم الفرصة لتفجير طاقاتهم في المؤسساتية الاقتصادية والخدماتية وتمكين الجزائر من مزايا وفوائد وعائدات الاقتصاد الرقمي فالجزائريون لهم شهرة عالمية في التحكم في التكنولوجيات الحديثة وبالتالي يمكنهم تقديم الكثير في هذا الجانب وعليه فالمؤسسات الاقتصادية والخدماتية في الجزائر مطالبة بالتفتح والاستثمار أكثر في المناجمنت الافتراضي. ونقل الخبير مبارك سراي شهادات من مختلف قارات العالم بزغ فيها جزائريون في هذا الجانب آخرهم إطار سافر إلى دبي حيث نشط في مجال البريد وتكنولوجيات الاتصال حيث بات مرجعا في هذا الجانب بفضل حنكته وتجربته وتكوينه الجيد وهو الذي تم حرمانه من سوق مهم في الجزائر ففضل السفر إلى الخارج لتجسيد برنامجه وطموحه الذي يندرج في إطار الاقتصاد الرقمي. وأضاف في سياق متصل أنه وكخبير اقتصادي ومستشار يستغل المواقع الالكترونية لممارسة عمله موضحا بأنه في ليلة واحدة يقوم باتصالات في ألمانيا والهند والصين والسعودية الإمارات العربية المتحدة وينجز أعماله بدقة وفي أقصى سرعة ممكنة بدون سفر ولا تأشيرة ولا دفع أموال النقل والمبيت. ونصح بضرورة الاستفادة من مزايا الاقتصاد الرقمي خاصة في مجال الخدمات حيث تقدم المواقع الالكترونية فرصا كبيرة لترقية الخدمات وخاصة في مجالات السياحة والبنوك وغيرها من مجالات الحياة. وقال بأن التركيز على الدورات التكوينية هنا بالجزائر أو بالخارج لمسيري المواقع الالكترونية الخاصة بالمؤسسات الاقتصادية من شأنه أن يجلب العديد من القيم المضافة للاقتصاد الوطني ويسمح له بالانتقال إلى مصاف الاقتصاديات الرقمية التي تمنح تحفيزات كبيرة لإنتاج المعرفة وذلك من خلال استغلال مستوى الكفاءات العالمية في مجال التكنولوجية والرقمية. كما انه يمكن أن يكون محركا كبيرا للتنمية من خلال خلق مناصب العمل عبر مختلف ولايات الوطن ويبتكر اختصاصات جديدة في مجال المعرفة. دراسات تبعث على التفاؤل بعثت الدكتورة وردة حمدي رسالة تفاؤل بإمكانية تطوير القدرات السياحية في الجزائر من خلال دخول الاقتصاد الرقمي واستغلال المساحات الافتراضية لمنح قيم مضافة جديدة للترويج للمقصد السياحي الجزائري في الخارج، وقد أكدت صاحبة أطروحة دكتوراه حول التسويق الالكتروني التي أنجزتها السنة المنصرمة بجامعة الجزائر 3 والتي أخذت الفنادق الفخمة كعينة من خلال دراسة مواقعها الالكترونية واستنتجت أن هذه المواقع الالكترونية أصبحت بوابة عالمية حيث أصبحت الكثير من الحجوزات التي يقوم بها أجانب تتم بإرسال طلبات الحجز عبر الموقع الالكتروني كما أن طلبيات تنظيم الملتقيات والأيام الدراسية تتم عبر نفس المواقع وهو ما حفز تلك الفنادق على الاهتمام أكثر لتطوير النشاط الترويجي عبر التكنولوجيات الحديثة، وحتى ان الباحثة استنتجت العديد من النقائص على مستوى تلك المواقع إلا أنها توصلت لقناعة بأن الفنادق الفخمة على غرار «الشيراطون» و»الأوراسي» و»ايبيز» وغيرها من الفنادق الموجودة بالعاصمة قد أيقنت أهمية التكنولوجيات الحديثة في ضمان مكانة ضمن السوق السياحية العالمية التي تعرف منافسة شرسة. وعليه فمثل هذه الدراسات من شأنها أن تحفز المؤسسات الاقتصادية المنتجة أوالخدماتية لتطوير مواقعها الالكترونية لما قد يدر عليها أموالا من حيث لا تحتسب وخاصة بالعملة الصعبة بالنظر لاعتماد الغرب كثيرا على تلك المواقع لأخذ قرار التوجه الى مقصد سياحي أو تجاري أو صحي....
موقع واد كنيس .......محفز نجح موقع «وادي كنيس» في الجزائر في استقطاب الكثير من عشاق التسوق والبيع والتبادل في مختلف المناحي الاقتصادية والتجارية حيث يوفر عروضا مغرية وجدية جعلته نموذجا لكل من يريد ان يدخل عالم الاقتصاد الرقمي من خلال استغلال شبكة المعلوماتية ومختلف الفضاءات الافتراضية للتأكيد على أن القليل من الجهد والإبداع من شأنه أن يجعل كل المؤسسات الاقتصادية والتجارية تبحث عن محاور لعرض نشاطها وخدماتها لكل الزبائن حيث يسمح الموقع المشتق اسمه من سوق قديمة بالرويسو بالعاصمة الجزائر. والحديث عن موقع وادي كنيس والذي هو تجاري أكثر منه تابع لمؤسسات منتجة إلا أن كيفية تنظيمه ونوعية المعلومات التي ينشرها وكذا توظيف أفراد من مستوى تعليمي عالٍ جعله ينجح في كسب الشعبية اللازمة ويحقق معاملات تجارية ضخمة وشجع الاستهلاك ورفع نسب النمو، ويمكن ان يكون أكثر فعالية لو كانت المعاملات المالية تسير بطرق حديثة لضمان حق الدولة من الضرائب وحق البنوك من التحويلات المالية لكن غياب التعامل بالبطاقات الائتمانية جعل الخزينة العمومية تفوت على نفسها عائدات مالية معتبرة.... ويزيد الاهتمام بموقع واد كنيس كلما انتشرت الأنترنت في الجزائر، ويذكر أن مواقع الصحف الجزائرية الأكثر تطورا يكون من خلال استعمالها ثقافة «الملعومات أونلاين» وهو ما ينقص مواقع المؤسسات الجزائرية.