أعطت ''امبلواتيك. كوم'' المختصة في التوظيف عبر الانترنيت بالجزائر حصيلة نشاطها السنوي متوقفة عند مواطن القوة والضعف في هذا الفضاء الرقمي العجيب قاهر المسافات الجغرافية والحدود. وأكدت المؤسسة التي كسبت الرواج من خلال عروض العمل المقدمة للجزائريين جاعلة منها آلية ربط بين طالبي الشغل والمؤسسات المستقبلة، أن التوظيف عبر النات يعرف الانتشار الكبير في عالم افتراضي مفتوح إلى ابعد الحدود. ويجد طالبي العمل من خلال الوسيلة الالكترونية راحتهم متجاوزين الطوابير الطويلة المملة وحرقة طرق الأبواب والتنقل الإداري بين هيأة وأخرى ومواجهة بيروقراطية مقيتة. وتكشف هذه الوضعية المريحة التي جاءت في وقت تحقق فيه الجزائر مؤشرات ماكرواقتصادية مهمة يمثلها استقرار تزايد نمو على مدار السنوات الثلاثة الأخيرة ، الأرقام المسجلة في الميدان المشجعة على المزيد من استعمال الآلية التكنولوجية في التوظيف. وحسب مؤسسة امبلواتيك فان حمى التوظيف عبر النات، بالجزائر يتحكم فيها عاملين أساسيين أولهما توسيع مجال استعمال الإعلام الآلي والتكنولوجيات الحديثة، وثانيهما النجاعة الاقتصادية المسجلة رغم الأزمة المالية العالمية. وهي نجاعة لم تشمل فقط قطاع المحروقات بل القطاعات الأخرى التي عرفت نموا تجاوز 11 في المائة لأؤل مرة. فقد ارتفع عدد مستعملي شبكة الانترنيت بالجزائر إلى 5,4 مليون مستعمل العام الماضي بدل 2,4 مليون مستعمل العام الماضي بزيادة 15 في المائة. ويتوقع مضاعفة العدد في السنوات القادمة التي تطبق فيها الجزائر مشروع الحكومة الالكترونية وتربط المؤسسات فيما بينها عبر مجتمع المعلوماتية الذي قررت تشييده بشق الأنفس. وتوضح الصورة كيف أن التكنولوجيات الحديثة صارت توظف في كل شيء. وتعتمد عليها المؤسسات في رفع الأداء الإنتاجي وتحسينه وتنافسيته دون الاكتفاء بعرض أي شيء في محيط حبلى بالمنافسة بين العلامات التجارية الكبرى المسجلة. ونتساءل كيف السبيل إلى إقامة منظومة اقتصادية تلعب فيها المؤسسة دورا مركزيا من خلال خلق الثروة والقيمة المضافة والعمل دون توظيف الآليات التكنولوجية التي باتت مؤشر النمو ويعتمد عليها في تصنيف الأمم بين المتقدمة والناشئة خلافا للتقسيم التقليدي الذي يحدد أي دراسة على أساس بلدان متقدمة وأخرى متخلفة أو المنظور الجغرافي البحث شمال وجنوب. من هذه الزاوية باتت إلية الانترنيت فضاء مهما في التوظيف بحكم خصوصيتها وسرعة استعمالها وعدم كلفتها. وباتت قناة مرافقة ومعززة للطرق الأخرى المعتمدة عبر الإعلانات الصحفية وبيانات هيئات التشغيل في صدارتها الوكالة الوطنية حاملة هذا الاسم التي تعاظم دورها في هذا الحقل. لكن ما هي القطاعات التي يتهافت عليها طالبو العمل ؟ وأي المؤسسات أكثر عرضا للوظائف؟ حسب امبلواتيك فان قطاعات الصناعة والتجارة والتوزيع والمواصلات، والخدمات و العقار هي اكبر فضاء طلبا للشغل بحكم التحول التي تعرفه الجزائر والأموال المرصدة لمشاريع ضخمة في هذه الميادين. ويضاف إليهم قطاعات البناء والأشغال العمومية الذي تزايدت نسبة طلبات الشغل فيه 10 في المائة العام الماضي. وعن مستوى طالبي العمل أوضحت المؤسسة ''امبلواتيك'' أن 62 في المائة من طلبي التوظيف يحملون شهادات جامعية في تخصصات وتجارب مهنية، و70 في المائة بحوزتهم وظائف لكن يبحثون عن ترقية ورواتب أعلى من مؤسسات تمتلك مؤهلات النجاعة والقوة وبعيدة عن السقوط في الأزمة والإفلاس. ويلاحظ أيضا أن 87 في المائة من طلبات التوظيف عبر الانترنيت متمركزة بمنطقة الوسط حيث كثرة المؤسسات وتناميها، تليها الجهة الغربية ب 9 في المائة والشرقية والجنوبية بنسب اقل لا تتعدى 2 في المائة لكل واحدة منهما.