احتضنت أمس دار الثقافة “مالك حداد” بقسنطينة ندوة دولية حول:«دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الحفاظ على اللغة العربية وأثره في الهوية اللغوية” نظمها المجلس الأعلى للغة العربية بمساهمة وزارة الثقافة ومؤسسة الإمام عبد الحميد بن باديس وهذا في إطار قسنطينة عاصمة للثقافة العربية. ويشارك في هذه الندوة التي تدوم يومين، مجموعة من الباحثين والمختصين من مختلف جامعات ولايات القطر، يقدمون خلالها 23 مداخلة، وورشة تتمحور حول “مكانة رواد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في المجتمع”، كما يقام على هامش الندوة معرضا لإصدارات المجلس الأعلى للغة العربية ومؤسسة الإمام عبد الحميد بن باديس. ويطرح هذا الملتقى تساؤلات تحمل في طياتها إشكالية الموضوع المدرج للنقاش، وهي إمكانية تفعيل مشروع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومنهجها في البعد اللغوي؟ وما مدى الفعالية التي يمكن أن يضمنها هذا المشروع في ظل معطيات جديدة ومتغيرات أخرى؟ وما هي الآليات التي يمكن أن تحتضن هذا المشروع؟ حيث تحيل هذه التساؤلات أيضا إلى وضع أهداف هذا الملتقى والتي تتلخص في إبراز أهمية اللغة العربية في الجزائر ومن ثمة تفعيل وتحيين تجربة جمعية العلماء في خدمة العربية على الصعيد المجتمعي الحيوي. وقال الأستاذ “جيلالي علي طالب” الأمين العام للمجلس الأعلى للغة العربية، أن الندوة تأتي ضمن “منبر حوار الأفكار” الذي أنشأه المجلس الأعلى للغة العربية وأيضا عشية الاحتفال بذكرى ثورة أول نوفمبر المجيدة التي كسرت شوكة الاستعمار الذي أراد طمس الشخصية الوطنية بكل مقوماتها الأساسية ومنها اللغة، فاللغة العربية كما قال تواجهها اليوم تحديات كبرى وهي تبحث عن كرسيها بين لغات العالم رغم أنها لم تتصادم في حياتها مع لغات العالم الأخرى، مذكرا بأن جميع دول العالم تضع سياجا أمنيا للغتها الأم وتحصينها وهذا الذي يجب فعله أيضا للغتنا العربية فهي صمام آمان الآمن القومي، داعيا في ذات السياق الى الاستخدام الأمثل و الصحيح للغة العربية في تعاملنا اليومي و المحافظة عليها من التشويه، وهو الهدف كما ذكر في الأخير من تنظيم هذه الندوة. ومن جهته، قال الدكتور” عبد العزيز فيلالي” رئيس مؤسسة الأمام عبد الحميد بن باديس بقسنطينة، أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كان لها الفضل الكبير في الذود عن أحد أبرز مقومات الهوية الوطنية وهي اللغة العربية التي أراد الاستعمار طمسها مستخدما سياسته التدميرية، مفيدا أن موضوع هذه الندوة هو الكشف عن دورة جمعية العلماء في الحفاظ عن اللغة في كل أبعادها، فدور الجمعية كما قال كان رفع هذا التغريب الذي فرضته على لغتنا سلطة المستعمر، وأن الشيخ “عبد الحميد بن باديس “ كان له الفضل في ابراز اللغة العربية خوفا عليها من هذا التغريب الذي فرض على شخصية الجزائري بكل الوسائل المتاحة آنذاك، مستدلا بمقولة الشيخ بن باديس أن كل من يتكلم العربية فهو عربي .. والجدير بالذكر أن 12 محاضرة تم تقديمها خلال اليوم الأول نذكر من أهمها: “دور جمعية العلماء المسلمين في درء العصبية اللغوية” للدكتور “سعيد عامر من جامعة تيزي وزو”، و«جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ودورها في التخطيط للغة العربية والارتقاء بها” للاستاذة “نادية حسناوي” من جامعة عنابة.. كما يشهد اليوم الثاني مداخلات أخرى نذكر منها:«بعد اللغوي في فكر جمعية العلماء، الرؤيا والتأصيل للدكتور”بوعلام بوعامر”من جامعة غرداية، و«خلفيات الطرح الإصلاحي اللغوي وآفاقه عند جمعية العلماء المسلمين الجزائريين” للدكتور “مصطفى عبيد” من جامعة المسيلة.