وجّه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، برقية تعزية إلى أسرة المرحوم الأستاذ سيد أحمد سري، الذي وافته المنية، أمس، معتبرا إياه «معلما» في الحفاظ على الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية الراقية. جاء في برقية رئيس الجمهورية، «تأثرت، غاية التأثر، لانتقال الفنان المبدع، الأستاذ سيد أحمد سري، إلى جوار ربه، واستعظمت خسارة الثقافة الجزائرية، وعلى الأخص مجال الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية الراقية منها، في هذا الرجل الذي نذر حياته لدراسة الموسيقى وتدرسيها وتحبيبها والحفاظ عليها بإصرار الغيورعلى ثقافة الجزائر الأصيلة». وأكد الرئيس بوتفليقة في هذا الإطار «أن الجزائر لتفقد في هذا الفنان، الذي كان وسيظل مرجعا للأجيال الآتية من الفنانين، معلما ترك بعده تلاميذة سيتأسّون به في الحفاظ على الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية، ومناضلا في الساحة الثقافية ساهم بالقدر الأوفى في نهضة الجزائر الثقافية منذ الاستقلال». وأضاف رئيس الجمهورية في برقيته قائلا، و»سيسجل التاريخ ما أبلاه الفقيد من أجل إحياء جانب من الثقافة الجزائرية حاول المحتل طمسه، ومن أجل إعلاء مستوى الإتقان والتألق في أداء الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية مغنيا وقائدا لأرقى ما توفر للجزائر من مجموعات موسيقية». وأوضح رئيس الدولة في هذا الشأن، «أنه سيتبوأ إلى الأبد مكانة رفيعة من بين الذين أسهموا في إحياء الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية وتعميم تعليمها، وستخلده ذاكرة الشعب الجزائري في ثبت الإبداع الرفيع الذي يحدو المجتمع صوب التوثب نحو الأفضل». وأكد السيد بوتفليقة في برقيته، «أن فقيدنا هذا سيظل واحدا من بين أعلامنا الذين شرفوا الموسيقى في بلادنا، ومن ثمة يحق لأسرته وللأسرة الثقافية الجزائرية جمعاء أن تفخرا به كل الفخر». وأعرب الرئيس بوتفليقة عن حزنه قائلا «إنني أقاسمكم حزنكم وحزن أهل الموسيقى وهواتها من أبناء الشعب الجزائري لرحيل، المغفور له بإذن الله، الأستاذ سيد أحمد سري، ولا يسعني إلا أن أعرب عن عظيم إكباري وإجلالي لروحه الطاهرة، داعيا الله العلي القدير أن يشمله بواسع رحمته ويكرم مثواه في دار الخلد». «رحم الله فقيدنا وجزاه عن الجزائر خير ما يجازي به العاملين المخلصين المتفانين من أجل إتقان عملهم وتشريف أمتهم»، يقول الرئيس في برقيته. (وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).