- تدخل الجيش والحماية حال دون حدوث كارثة أكبر - الدولة قامت بكل الإجراءات للتكفل بالضحايا والمصابين اهتزت مدينة ورقلة، صباح أمس، على الساعة الثالثة صباحا، على وقع حريق مهول بمركز استقبال الرعايا الأجانب بمقر الولاية ورقلة، بالقرب من منطقة التجهيزات الولائية، حيث أدى هذا الحريق، المتبوع بانفجارات متتالية لقارورات الغاز التي كان يستعملها الأفارقة في الطهو، إلى وفاة 18 شخصا، بينهم طفلان ذكر وأنثى وامرأة و15 رجلا، إلى جانب تسجيل أكثر من 55 جريحا، حالاتهم متفاوتة الخطورة. لاتزال أسباب الحادث مجهولة وهي قيد التحري والبحث من طرف الجهات الأمنية المختصة، باعتبار أن الحصيلة مرتفعة، ناهيك عن أن الضحايا من جنسيات مختلفة. في تصريح ل «الشعب»، ذكر الرائد «غريسي»، رئيس فرع الوقاية من الحماية المدنية، «أن المركز يضم أكثر من 600 أجنبي إفريقي لاجئ، من مختلف الجنسيات، تم إنقاذهم بعد تدخل مختلف فرق رجال الحماية المدنية، نظرا لقرب المكان من مركز الإخماد وانتشار ألسنة النيران في البيوت أين كان الرعايا الأفارقة محاصرين داخلها. أوضحت بعض طالبات الإقامة الجامعية بن مالك محمد حسان، المجاورة للمركز، أنهن أصبن بالذعر والخوف بعد سماع دوي انفجار قارورات الغاز وتصاعد النيران من المركز، لكن لم تتعرض أية طالبة، بحسبهن، للأذى. بعد تدخل رجال الحماية المدنية ورجال الشرطة، تم نقل الضحايا إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى سليمان عميرات بورقلة، وكذا الجرحى الذين فاق عددهم الخمسين. وبحسب مصدر طبي، التقت به «الشعب»، فإن الجرحى يتوزعون على عدة دول أفريقية. حصيلة الجرحى حسب الدول: - 7 جرحى من دولة السينغال - 7 جرحى من دولة النيجر - 6 جرحى من ليببريا - 5 جرحى من مالي - 3 جرحى من غينيا الاستوائية - جريحان من نيجيريا - جريحان من غامبيا - جريحان من الكامرون - جريح واحد من غينيا. فيما يبقى 15 جريحا لم يتم التعرف على جنسياتهم بعد وعمليات التحقيق في هوياتهم متواصلة إلى حد الآن. وأفاد نفس المصدر، أن الجرحى غالبيتهم شباب في الثلاثين من العمر، تلقوا كل ضروريات العلاج ولايزال 12 جريحا في حالة خطرة، بينهم امرأة. سكان ورقلة يتضامنون مع الأفارقة المنكوبين بعد سماعهم خبر احتراق مركز استقبال الرعايا الأجانب، سارعت مختلف الجمعيات والمواطنون إلى عين المكان لتقديم المساعدة والتضامن معهم نفسيا، وحتى الطلبة الجامعيون المقيمون بالإقامة الجامعية القريبة من المركز، تبرعوا بأغطية وأفرشة للمنكوبين الأفارقة. هذه الصورة رسمت خُلُق التضامن في أسمى تجلياته لدى المواطن الجزائري مع الأجانب. فيما تنقلت السلطات الولائية والمحلية إلى عين المكان لمعاينة الوضع عن كثب، على رأسهم والي ولاية سعد أقوجيل، لتقديم المساعدات وما يلزم للتكفل بالأجانب.