وقع مراد مدلسي وزير الخارجية ونظيره البراغواني اليخاندرو حامد فرنكو مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية الدائمة تجاه مختلف القضايا التي تهم البلدين، وتعزز اواصر التعاون والشراكة في محيط تحكمه الوحدات الكبرى وتضغط لفرض رأيها وتوجيه العلاقات الدولية حسب المصلحة والنفوذ. واكد مدلسي في تصريح صحفي بعد امضاء مذكرة التفاهم مساء الخميس، بالقاعة الشرفية لمطار الجزائر الدولي هواري بومدين، قبيل مغادرة وزير الخارجية البراغواني، ان الاتفاق يدفع البلدين من الان فصاعدا الى المشاورات المستمرة، اعتمادا على الاطار القانوني المتوصل اليه لاول مرة.. وهو اطار جاء نتاج زيارة الوزير حامد فرنكو للجزائر لاول مرة، فاتحا المجال لتوسيع فرص التعاون الى المجالين الثقافي والاقتصادي بعد السياسي، واقامة شراكة استراتيجية واستثمارات منتجة للثروة والقيمة المضافة والعمل. وقال مدلسي معبرا عن الامل في الذهاب بالعلاقات الجزائرية البراغوانية الى الابعد، تجاوبا والطموح، والقواسم المشتركة والنظرة الى المستقبل، انه بالرغم من ان زيارة فرانكو تعد الاولى للجزائر، لكنها اعطت للتعاون الثنائي انطلاقة قوية في قطاعات واعدة، كالطاقة والزراعة. وذكر ان في هذين المحورين كانت للوزير البراغواني محادثات مثمرة مع الوزيرين شكيب خليل، ورشيد بن عيسى، وقناعة لتعزيز امكانيات التعاون ودفعه في الميدان. وتعطى نفس الاهمية للتعاون الثقافي. وقال عنه مدلسي ان هناك قواسم مشتركة ثنائية بين الجزائر ودول امريكا اللاتينية عموما والبراغواي خصوصا، تدفع نحو تعزيز الصرح الثقافي بين الطرفين.. يزيدها قوة وثباتا، الشعور بحتمية التلاقي، ومد الجسور، وجعل من التاريخ المشترك ارضية صلبة للعمل المشترك في اكثر من مجال. خاصة وان الكثير من مسؤولي بلدان امريكا اللاتينية من اصول عربية، وسورية تحديدا، منهم وزير خارجية البراغواي،، وهذه السمة، تحسب لمد التلاقي والتقارب والتعاون. وعن مضمون التعاون في مجال الطاقة، ذكر مدلسي، ان وفد جزائري يتوجه قريبا الى البراغواي للنظر بدقة في المجالات التي تشملها الشراكة ومشاريع الاستثمار وان هناك اتفاقات اخرى مرتقبة في مجالات الصناعة الغذائية، وانتاج اللحوم والخشب، وكلها تملك فيها البراغواي صناعة قوية مستمدة من تجربة عريقة تريد الجزائر الاستفادة منها في مشاريع شراكة تمتد ايضا الى الخدمات اولى الانشغالات واقواها. وتقييما للمحادثات التي اجراها نظيره البراغواني، خلال زيارته للجزائر، ذكر مدلسي بان الاتفاق الممضي، نريده مدخلا لاتفاقات اخرى منها التعاون الرياضي ولاسيما في كرة القدم. من جهته عبر وزير الخارجية البراغواني عن ارتياحه لزيارة الجزائر لاول مرة، واجرائه محادثات مثمرة مع مسؤوليها على اكثر من صعيد،، وقال ان الجزائر بلد مهم للبراغواي الذي يأخذ الكثير منها، ويتطلع لمستقبل واعد، عبر طريق السلام والسيادة. واوضح الوزير معطيا حوصلة عن زيارته، انه يأمل ان تكون الخطوة الاولى، بداية لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون والتفاهم مع الجزائر وهي ارادة سياسية لدى الحكومة البراغوانية الجديدة التي تحرص على مد جسور التقارب مع الدول البعيدة عنها. وقال مخاطبا الصحافة، انه عبر هذه الوثيقة الممضاة، تعطي البراغواي والجزائر لعلاقات الشراكة قوة ومتانة، والعمل المشترك من اجل توطيد التعاون ليس فقط في المجالين السياسي والدبلوماسي، لكن في مواقع اخرى استراتيجية. وتحدث الوزير عن التحولات التي تعرفها القارة اللاتينية ونظرتها الجديدة للعلاقات التي تسعى جاهدة لاقرارها مع باقي المعمورة والدول منها الجزائر. واكد ان امريكا اللاتينية بعد قرنين من التناحر والانقسام، ادركت ان طريق التكامل اهم خيارات البناء والتطور.. وعلى ضوء هذه القناعة المرسخة، تتحرك البراغواي لمد روابط التعاون وتعزيزها مع الدول في صدارتها الجزائر.