وقعت الجزائر والبراغواي أول أمس على مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية بين وزارتي الشؤون الخارجية للبلدين، وتعد هذه الوثيقة الأولى من نوعها التي تربط العلاقات الثنائية وستفتح آفاقا جديدة للتعاون في شتى المجالات. وجاء التوقيع على المذكرة في ختام زيارة قام بها وزير الشؤون الخارجية لجمهورية البراغواي السيد أليخندرو حامد فرانكو الى الجزائر بدعوة من نظيره السيد مراد مدلسي ودامت ثلاثة أيام، استقبل خلالها من قبل عدة مسؤولين في الدولة يتقدمهم الوزير الأول السيد أحمد أويحيى، وكذا وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل ووزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى. وقال السيد مراد مدلسي في تصريح للصحافة بعد حفل التوقيع بأن المذكرة "تعد أول وثيقة توقع بين البلدين، وهي تعكس علاقات الصداقة القائمة بين الجزائر والبراغواي والتعاون الذي يعد بالكثير". وأضاف أنه من خلال هذه الوثيقة "فتح البلدان المجال لآفاق ستكون مثمرة للغاية" وستحول هذه "الإرادة" إلى إطار عمل أكثر "تحفيز" من أجل تعاون "دائم". وأشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن "هذا الاتفاق سيمكن من إضفاء الطابع المؤسساتي على المشاورات بين الوزارتين حول المسائل السياسية والثنائية بما يؤكد رغبة الطرفين في جعل علاقاتهما منتظمة ودائمة". وأكد الوزير أن هذه المذكرة ما هي إلا حلقة أولى في طريق سيتوج بالتوقيع على اتفاقات أخرى للتعاون المشترك في المجال الاقتصادي والثقافي والرياضي. وتعد الطاقة من بين القطاعات التي تثير اهتمام البلدين "إلى حد كبير" بحيث اتفق البلدان على مواعيد من أجل تنقل وفود جزائرية عما قريب إلى البراغواي لدراسة آفاق هذا التعاون عن كثب. كما يشكل قطاع الزراعة احد المجالات التي ستعرف تعاونا وثيقا لتبادل المواد الزراعية والاستثمار في الجزائر في الفروع مثل إنتاج اللحوم والصوجا والخشب التي يمتاز بها البراغواي. ومن جهته أكد السيد حامد فرانكو أنه يمكن لبلده "أن يتعلم الكثير من الجزائر للمضي قدما في طريق السلم والسيادة" مشيرا إلى أنه "بعد مضي قرنين من الانقسام فهمنا في بلدان أمريكا اللاتينية أنه علينا أن نتبع طريق الاندماج". وفي هذا السياق أعرب عن أمله في أن تكون أول زيارة له إلى الجزائر "بداية لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون والتفاهم بين البلدين". وأوضح أن الحكومة الجديدة للبراغواي لها "نظرة مختلفة" عن العالم مضيفا أن "الإرادة" تحذو بلده في التقرب من بلدان كانت بعيدة عنه في الماضي. وأضاف السيد فرانكو "ينبغي علينا أن نعمل سويا من أجل إقامة علاقات وطيدة في مجالات أخرى غير المجالين السياسي والدبلوماسي". ومن جهة أخرى توجت الزيارة الرسمية للسيد حامد فرانكو إلى الجزائر ببيان مشترك أبرز فيه وزيرا الشؤون الخارجية للبلدين بشأن الوضع في الصحراء الغربية "أهمية التوصل إلى حل سياسي وسلمي وعادل ودائم". وفي هذا الصدد أشار الطرفان إلى "الجهود الحثيثة التي تبذلها منظمة الأممالمتحدة قصد التوصل إلى حل يرضي الطرفين المعنيين ويضمن حق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره بكل حرية". وكان وزير خارجية البراغواي كذب تكذيبا قاطعا أن تكون بلاده قد ساندت مشروع الحكم الذاتي المغربي في الصحراء كما تناقلته بعض وسائل الإعلام المغربية وأشار أن زيارته للمغرب الأخيرة سمحت له بتأكيد موقف بلاده الداعم للشرعية الدولية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا للوائح الأممالمتحدة ذات الصلة.