شدد مراد مدلسي وزير الخارجية على العلاقات المتميزة مع صربيا التي تعرف انطلاقة جديدة في هذه الآونة تعززها زيارة فوك جيريميك وزير خارجية هذا البلد الواقع في البلقان إلى الجزائر. وأكد مدلسي للصحافة، عقب إجراء محادثات منفردة مع نظيره الصربي جيريميك، قبل توسعها لوفدي البلدين بإقامة الميثاق، أن هذه العلاقات القديمة الجديدة، تحتفظ بها الجزائر مع بلغراد. وتعمل على تطويرها على ضوء زيارة ضيف الجزائر الأولى من نوعها، وهي الزيارة التي تقرر فيها بعث عمل اللجنة المشتركة لتعزيز الروابط الثنائية في مجالات عدة تستدعيها مصلحة البلدين، ويطالب بها الظرف المتميز بمتغيرات سريعة في عالم القرية الواحدة الشفافة المتلاحمة. وعن فحوى المحادثات التي أجراها أمس مع الوزير جيميريك، عاد مدلسي، في تصريحه الصحفي، إلى المنطلقات الأولى للروابط وتطورها عبر الأزمنة في ظل يوغوسلافيا السابقة قبل الظروف التي مرت بها وتفكيكها. وقال أن العلاقات قديمة مع صربيا وهي مبنية على الثقة المتبادلة. ومن خلال القاسم المشترك، تتحرك الدولتان للذهاب بالتعاون الثنائي إلى الأبعد في عملية تطويره وترقيته في كل المجالات الأمنية والدفاعية والاقتصادية والثقافية والشبابية. وعن المغزى من مسعى الجزائر لإعادة العلاقات مع بلدان يوغوسلافيا السابقة، نفى مدلسي هذا الطرح، وقال أن الجزائر، تحتفظ بروابط جيدة مع هذه البلدان، ولم تغيرها قيد أنملة، وتعمل استنادا إلى العلاقات التاريخية على تحقيق مزيد من الرقي والازدهار الذي يخدم البلدين اللذين تجمعهما قواسم مشتركة وتطابق الرؤية في علاج قضايا الساعة، في صدارتها قضية الشرق الأوسط والصحراء الغربية، كوسوفو، ودارفور حيث يتفق الطرفان على رفض قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس منتخب ديمقراطي وما يمثله من تداعيات خطيرة على سيادة السودان ووحدته الترابية وجهوده في تأمين الأمن والسلام بهذه الربوع. وواصل مدلسي، الذي تلقى دعوة لزيارة بلغراد وقبلها في انتظار تحديد رزنامتها، أن محادثاته مع نظيره الصربي، انصبت على ضرورة مواصلة المشاورات السياسية وتنسيق المواقف تجاه قضية الصحراء الغربية، وما يتوجب اتخاذه في سبيل تقرير مصير الشعب الصحراوي. وتقرر على ضوء المحادثات، تعزيز المشاركة الواسعة لبلدان الجنوب، في إيجاد حل مقبول للازمة المالية العالمية التي تتحمل البلدان المتقدمة الأكثر تصنيعا مسؤوليتها، وهي تسوية تكون حتما بإقرار نظام عالمي متوازن، منسجم، عادل، تحرص الجزائر وصربيا عليه مهما كان الثمن. ومن جهته، ذكر الوزير الصربي بالمبادئ التي تحكم العلاقات الثنائية التي لم تكن وليدة اليوم. وقال، بعد إبدائه الارتياح الكبير بزيارة الجزائر ونوعية المباحثات التي أجراها مع مراد مدلسي، ''أننا نحتفظ بعلاقات صداقة عريقة ضاربة في عمق التاريخ، ولنا تفاهم كلي في القضايا الراهنة''. وأضاف، أن البلدين يواصلان على درب هذا التفاهم مسيرة تعزيز الروابط وإقامة تعاون يتسع لأكثر من مجال، لا سيما الاقتصاد والدفاع. وتحدث وزير الخارجية الصربي عن اتفاقات توقع على ضوء زيارته للجزائر يعول عليها في إعطاء انتعاشة اكبر للشراكة الإستراتيجية. وأثنى على موقف الجزائر من ملف كوسوفو، مشددا على مواصلة المشاورات لبلورة رؤية موحدة مشتركة من قضايا أخرى في العالم الذي يعيش على وقع أزمة مالية كبرى تستدعي نظاما آخر جديدا، يبنى على أنقاض مؤسسات بروتن وودز، ودمقرطة العلاقة الدولية بعيدا عن مركزية قرار الدول الكبرى واحتكارها كل شيء في سبيل الحفاظ على المصلحة والنفوذ.