أكدت الجزائروهولندا استعدادهما لتقوية علاقات التعاون الثنائي وترقيتها إلى المستوى الإستراتيجي، وأعلنا بمناسبة زيارة وزير الخارجية الهولندي إلى الجزائر عن التوقيع قريبا على مجموعة من الاتفاقيات لبعث شراكة متينة بين البلدين في مختلف المجالات، وفي مقدمتها اتفاقية إلغاء الازدواج الضريبي، المقرر التوقيع عليها في جانفي المقبل. أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي خلال الندوة الصحفية التي نشطها بمعية نظيره الهولندي السيد ماكسيم فيرهاغن، في نهاية زيارة هذا الأخير إلى الجزائر، سعي الجزائر إلى إقامة شراكة متينة وصادقة واستراتيجية مع هولندا، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين تسجل تقدما إيجابيا، وتتميز بتطابق في الرؤى لا سيما حول ضرورة تعزيز مستوى المشاورات السياسية وترقية التعاون الاقتصادي إلى مستوى أكثر أهمية مع تطوير القطاع الطاقوي بشكل أكبر. وفي سياق متصل أوضح السيد مدلسي أن الطرفين اتفقا على مشاركة هولندا الكاملة في مسار تنويع الاقتصاد الجزائري، ولاسيما في مجال الزراعة. مبرزا من جانب آخر تطابق وجهات نظر البلدين وانسجامها حول القضايا الإقليمية والدولية، على غرار الاتحاد من أجل المتوسط والوضع بالشرق الأوسط وفي القارة السمراء، وكذا قضية الصحراء الغربية. وقد وقع البلدان عقب المحادثات التي جمعت الوزيرين مراد مدلسي وماكسيم فيرهاغن وتوسعت بعدها إلى وفدي البلدين، والتي تناولت سبل دعم العلاقات الثنائية في مجال التعاون الاقتصادي والمؤسساتي وفي مجال مكافحة الإرهاب، على تصريح يلزمهما بالتوقيع في الأسابيع المقبلة على اتفاق حول عدم الازدواج الضريبي المقرر أن يصبح اتفاقا بمناسبة الزيارة التي ستجريها وزيرة الاقتصاد الهولندية في شهر جانفي المقبل إلى الجزائر. وأشار السيد مدلسي الذي دعا المتعاملين الهولنديين للاستثمار في الجزائر إلى أن البلدين يطمحان إلى تحويل العلاقة التجارية إلى علاقة شراكة في كافة المجالات، لا سيما في المجال الغذائي والصناعي، كما أكد أن الجزائر تنوي تطوير تعاون وثيق مع هولندا في مجال الطاقة، كونها تشكل وسيطا هاما بين الدول المنتجة والدول المستهلكة، معلنا أن البلدين يوقعان قريبا على اتفاق ثنائي للتعاون في مجال مسح الأراضي. ومن جهته اعتبر الوزير الهولندي أن التصريح الذي تم التوقيع عليه بالجزائر حول عدم الازدواج الضريبي يفتح آفاقا جديدة في العلاقات الثنائية، لا سيما في المجال الاقتصادي والطاقوي، معربا عن استعداد المؤسسات الهولندية لتقديم الكثير في إطار التعاون في هذه المجالات وغيرها، مثل الفلاحة والهياكل القاعدية والنشاط المالي. وأكد السيد فيرهاغن خلال محاضرة نشطها أمام طلبة معهد الدبلوماسية والعلاقات الدولية بإقامة الميثاق، وتطرق فيها إلى التحديات الكبرى للقرن ال21، كالاحتباس الحراري ومكافحة الإرهاب الدولي والتخلف في إفريقيا، أن الجزائر برهنت على أنها بلد فاعل وموثوق ومسؤول لرفع تحديات القرن، مبرزا الجهود الكبيرة التي يبذلها في هذا الإطار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، "أحد مصممي مبادرة (النيباد) التي تشكل تصورا وإطارا استراتيجيا لنهضة إفريقيا". كما أشار الوزير الهولندي بعد أن أدان الأعمال الإرهابية التي استهدفت الجزائر في الماضي، إلى أن الحكومة الجزائرية تبقى شريكا في مكافحة الإرهاب بالنسبة للمجتمع الدولي، مذكرا بأن العلاقة التي تربط الجزائروهولندا ضاربة في التاريخ، "حيث سيحتفل البلدان سنة 2010 بالذكرى ال400 من تاريخ مشترك". وكان السيد ماكسيم فيرهاغن الذي حل بالجزائر في زيارة رسمية دامت يومين، وصف عقب الاستقبال الذي خصه به الرئيس بوتفليقة، العلاقات الجزائرية - الهولندية بالجيدة والمثمرة، مشيرا إلى أن الطرفين يعملان على تعزيز التعاون الثنائي وإضفاء حركية جديدة على شراكتهما الاقتصادية.