يعقد غدا بفيينا اجتماع اعتيادي لوزراء الطاقة في منظمة أوبيك لبحث اوضاع السوق النفطية على ضوء استمرار الأزمة المالية، وإمكانية اتخاذ قرار آخر هو الرابع من نوعه لخفض كمية المعروض في السوق قصد ضمان استقرار نسبي في الاسعار ورفعها على نحو تدريجي لبلوع هدف 75 دولارا للبرميل. ويرجح مراقبون أن يتفق دول الأعضاء في أوبيك في اجتماع الاحد حول تخفيض الانتاج بكمية تتراوح ما بين 500 ألف ب/ي الى 5,1 مليون ب/ي لتجنب المزيد من تراجع الأسعار التي تأبى أن ترتفع الى المستويات المقبولة من وجهة نظر أوبيك، رغم قرارات التخفيض السابقة التي بلغت 2,4 مليون ب/ي في ظرف لايتعدى أربعة أشهر. وحسب وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل، فإن السوق النفطية مهيأة لتخفيض آخر في الانتاج دعما للأسعار التي تراجعت بشكل قياسي منذ جويلية الماضي معتبرا أن عدم إتخاذ اوبيك لقرار آخر في اتجاه التخفيض سيؤدي الى تراجع سريع في الأسعار، وقد يكون من الصعب في هذه الحالة إعادة رفعها مجددا، وأن أي تردد في ذلك قد تكون نتائجها وخيمة على الدول الأعضاء في أوبيك. تحذيرات شكيب خليل من عواقب أي تقاعس عن الإتفاق بشأن التخفيض الضروري الرابع من نوعه، نابعة أساسا من المعطيات الحالية للسوق النفطية التي تتسم بوجود فائض متراكم من النفط من العام الماضي، فضلا عن توقع تراجع موسمي للطلب بمقدار غير هين ويعادل 2,1 مليون ب/ي في الثلاثي الثاني من العام الجاري، أي في غضون الأسابيع القليلة القادمة. ومن جهة أخرى فإن توقع استمرار الازمة المالية لفترة قد تمتد الى أكثر من سنة، سيعيق الجهود التي تبذل حاليا في اتجاه إعادة تحريك دواليب الاقتصاد العالمي من الركود الذي سيطر عليه، حيث تأكدت مؤشراته السلبية مع بروز مزيد من الأرقام المتشائمة التي عكستها الخسائر المالية المتزايدة لهيئات ومصارف بنكية عالمية فضلا عن الارتفاع المتواصل لمعدلات البطالة. هذه الوضعية المتشائمة لاتوحي بعودة النمو الاقتصادي على المدى القريب، مما يعني استمرار تراجع الطلب على الخام وبالتالي تراجع الأسعار المحتمل جدا في هذه الحالة. ومع اقتراب موعد اجتماع فيينا بدأت أسعار النفط تنتعش نسبيا وسط عزم أعضاء في المنظمة تأييد خفض الانتاج رغم تحفظات البعض منها دون إبداء موقف صريح حول المسألة. الارتفاع النسبي في الأسعار سرعان ما تراجع ليفسح المجال أمام مزيد من التذبذب بين الارتفاع والانخفاض بمقدار أربعة دولارات في المتوسط بالنسبة للخام الامريكي والبرنت الأوروبي، بينما سجلت أسعار سلة أوبيك انخفاضا لتتراجع الى 4,42 دولارا للبرميل صباح أمس الجمعة. عزم منظمة أوبيك الحفاظ على استقرار السوق النفطية تترجمها قراراتها التي تتخذ لتجنب انهيار الأسعار والتي تواجه بضغوطات من قبل الدول المستهلكة على غرارها، حدث قبل أيام عندما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة التي تضم أكبر الدول المستهلكة للنفط أن أي تخفيض في انتاج النفط سيؤدي الى نتائج عكسية على مستوى الاقتصاد العالمي، في إشارة واضحة إلى رفضها لأية تخفيض في معروض النفط الذي يتجاوز بكثير مستوى الطلب رغم لجوء المضاربين حاليا إلى تخزين المزيد من النفط تحسبا لارتفاع متوقع في الأسعار في المستقبل.