اعتبر محمد عزيزي مهندس دولة في الإلكتروتقني بجامعة المدية، أن الوسائط الإلكترونية، ومن منطلق أنها تستعمل في التواصل الاجتماعي، باتت مقصد الساكنة بنسبة 80 بالمائة، سواء تعلق الأمر بالفئات المتحكمة في استعمال التكنولوجيا، أو غيرها وبخاصة لدى الطلبة الجامعيين، بحكم أنهم أكبر شريحة يرتبط جل وقتها بطرق شبكات التواصل الاجتماعي من فيسبوك أو توتير أو السكايب. استهل عزيزي، بصفته واحد من مترددي قاعات الانترنيت، حديثه معنا بتذكره لموقف تاريخي لا يمكن نسيانه على حدّ تعبيره، عندما تفاجأ ذات يوم، وهو بصدد الدردشة مع أحد الدكاترة الجامعيين بولاية المدية بشأن مسألة تعليمية، حيث طالبه عبر الفايسبوك وقتها، بالتخلي عن لغة الحديث “المهجنة” وضرورة التحدث معه بأي لغة خطاب صحيحة، سواء كانت انجليزية أو فرنسية أو بالعربية، كون أنه طالب جامعي ويفترض عليه التحكم في استعمال اللغة، الأمر الذي جعل “محمد” يغير طريقة حديثه مع الآخرين عبر هذه الوسائل الافتراضية. اللغة المستعملة في الدردشة مزيج بين الدارجة أو الفرنسية المعربة أشار محدثنا بهذه المناسبة، بأن اللغة المستعملة في الغالب بين الراغبين في الدردشة ببلادنا، هي مزيج بين الدارجة أو الفرنسية المعربة، ناعتا هذا السلوك بالخطر الكبير على اللغة العربية وأصولها بصفة خاصة وعلى اللغات الأخرى بصفة عامة، وتجعل الذاكرة اللغوية للإنسان تجنح لما هو سهل في التعامل بين الطرفين، إلا أن ذلك من شأنه أن يشتّت محتوى المكسب اللغوي الذي يكون الشخص قد اكتسبه خلال مسار تعليمي معين، منبها بأننا وكشعب عربي، فإن مثل هذه الممارسة تجعل لغتنا “لغة الضاد”، ورغم كل المجهودات التي بذلت من أجل صونها وترقيتها في خطر، وتترك مستخدم تلك الوسائط الإلكترونية في حرب مع هويته، معللا ذلك. أن غالبية الجزائريين يقعون في هذا الخطأ دون إدارك للنتائج، باعتبارهم يتخلون عن استعمال لغتهم الأصيلة والغنية بالمفردات بطريقة غير مباشرة ضاربين بذلك أسسها وقواعدها. ضرورة مراجعة النفس والتصالح مع اللغة العربية اقترح المهندس عزيزي بهذا الشأن ضرورة مراجعة النفس والتصالح مع اللغة العربية ولا سيما لدى الطالب الجزائري والعربي بصفة خاصة، لأن اللغة العربية هي لغة علم بدليل أن الغرب وإلى حد قريب كان مثقفوه يتهافتون على شراء الكتب والنصوص العربية من أجل الغوص في محتوياتها واكتشاف معانيها وتوظيفها في مساراتهم الحياتية وكسب المعارف والعلوم والتجارب الحية واستغلالها في ترقية مناهجهم، مختتما حديثه هذا بطرح فكرة حتمية الرجوع إلى اللغة العربية “بصفتها لغة القرآن” وإحدى مكونات هويتنا العميقة، ولكون أنه مثلما يصر الغرب التحدث معنا عبر هذه الوسائط بلغاتهم فإنه يجب أن نستعمل لغتنا صحيحة بدءا بالتحادث مع بعضها البعض، إلى جانب ذلك لا يجب نكران ذواتنا بالابتعاد عن أحد مقوماتن اللغوية، محذرا في السياق ذاته من سوء استعمال هذه الوسائط لكونها أوجدت لتحطيم لغتنا وقيمنا.