أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي بجنيف عند افتتاح أشغال ندوة نزع السلاح التي تولت الجزائر رئاستها ''المظاهر الملموسة للالتزامات التي تعهدت بها الجزائر لصالح نزع السلاح''. وذكر وزير الشؤون الخارجية، الذي كان محاطا بالسيد ادريس الجزائري سفير الجزائر وممثلها الدائم لدى الأممالمتحدة بجنيف و السيد سرغاي أوردزهونيكيدس الممثل الشخصي للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة و الأمين العام لندوة نزع السلاح، قبول الجزائر لكل الأدوات القانونية الدولية التي تندرج ضمن مسار نزع السلاح. وذكر، في هذا الصدد، بانضمامها إلى معاهدة عدم نشر الأسلحة النووية و معاهدة الحظر الكلي للتجارب النووية و كذا التطبيق التام و الكامل لاتفاق الضمانات المعممة المبرم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما ذكر السيد مدلسي، أمام ممثلي 65 بلدا عضوا في الندوة، بأول جلسة افتتاحية للندوة في جانفي 1979 والتي أكد خلالها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان آنذاك رئيسا للدبلوماسية الجزائرية، أن الندوة حول نزع السلاح لا يمكنها أن تقوم بدور هام إلا إذا أبدت الدول الإرادة السياسية (...) التي تبقى العامل الحاسم في تطبيق اجراءات نزع سلاح حقيقية. وفي تطرقه إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي وقعتها الجزائر، اعتبر وزير الشؤون الخارجية أنها تبقى حجر الزاوية لنظام عدم انتشار الاسلحة النووية وعدم التسلح النووي، وأعرب عن أمله في أن تتوج الدراسة الجارية حاليا حول معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية سنة 2010 بنتائج ملموسة و متوازنة بين جوانبها الثلاثة والمتمثلة في نزع السلاح وعدم انتشار الأسلحة النووية و الاستعمال السلمي للطاقة النووية. كما تطرق السيد مراد مدلسي إلى نزع الأسلحة النووية التي تشكل مرحلة هامة في طريق نزع السلاح النووي الشامل، معتبرا أن مصداقية المعاهدة مرتبطة بمدى عولمتها، وأعرب، في هذا الصدد، عن ارتياحه لكون بعض المناطق تزودت بمعاهدات جعلتها خالية من الأسلحة النووية. وأشار، في هذا السياق، إلى مساهمة افريقيا من خلال المصادقة على معاهدة بيلندابا التي وقعت الجزائر عليها بالأحرف الأولى وهي تتمنى أن تدخل حيز التطبيق. وأضاف الوزير أنه مع ذلك تبقى منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر منطقة توترات كبيرة محرومة من فوائد هذا النظام بالرغم من لوائح و توصيات مجلس الأمن و الندوات الدراسية لسنتي 1995 و ,2000 وبهذا الصدد، اكد السيد مدلسي ان إنشاء منطقة كهذه في الشرق الأوسط كفيل بدفع مسار السلام و لا ينبغي بالتالي ربطه بشرط استكمال هذا المسار. كما دعا المجتمع الدولي، و خاصة الدول التي تملك السلاح النووي، الى العمل على تمديد صفة المنطقة الخالية من الاسلحة النووية لهذه المنطقة. وبخصوص حق الإستعمال السلمي للطاقة النووية، اشار وزير الشؤون الخارجية الى ان هذا الأخير لا ينبغي تفسيره بطريقة اعتباطية وتحديدية، ولا ينبغي ايضا مماثلته ولا إقرانه بانتشار الأسلحة النووية. كما اعلن السيد مدلسي، في نفس السياق، عن قناعة الجزائر بان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبقى الإطار المناسب للتأكد من الطابع السلمي للبرامج النووية. اما عن جهود ندوة نزع السلاح، التي قلل بعض الأطراف من اهميتها بزعمهم أنها غير قادرة على الاتفاق على برنامج عمل على مدى 12 سنة من العمل، مقللين بالتالي من أهمية إسهام الندوة لصالح البشرية وأجهزتها الرائدة، جدد السيد مدلسي تأكيده على ان هذه الندوة ما زالت محتفظة بقدرتها كاملة على ايجاد حلول ناجعة لإشكاليات السلم والأمن القائمة حاليا. كما قدم السيد مراد مدلسي، خلال الحفل الرسمي لإفتتاح الندوة، هدية باسم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للأمين العام لندوة نزع السلاح السيد سيرغاي اورتزونيكيدز بصفته ممثلا للأمم المتحدة بجنيف تتمثل في لوحة انجزها الفنان الخزفي الجزائري بوماحي تحمل رسالة سلام و عرفان و احترام للأمم المتحدة. واستقبل وزير الشؤون الخارجية، عشية يوم الثلاثاء بمقر البعثة الدائمة للجزائر لدى الأممالمتحدة، وفدا يضم ممثلين عن الجالية الجزائرية المقيمة بجنيف و في بعض المقاطعات السويسرية. كما تحادث السيد مدلسي، الذي كان مرفوقا بالسيد ادريس الجزائري، مع اعضاء الوفد المشكل من اطارات فاعلة في القطاع الخاص و رجال اعمال و اطباء و مهندسين ومسؤولي جمعيات حول الخطوات الهامة التي قطعتها الجزائر في السنوات الأخيرة في جميع المجالات، لا سيما في مجال تسهيل اجراءات الإستثمار لصالح المقاولين الجزائريين المقيمين في الخارج.