لا تزال منظمة “أوبك” في موقع المتفرج بشأن التراجع الكبير للأسعار بينما يتربص الخطر كافة البلدان في المديين المتوسط والطويل، مما يستدعي تحركا جماعيا لإعادة تصحيح الوضع للحد من التدفق الهائل للذهب الأسود باعتماد خيار يرتكز على مبادئ المنظمة خاصة وأن عددا من البلدان خارج “أوبك” انخرطت في مسار ضرب استقرار السوق البترولية. وأعرب وزير المصادر النفطية النيجيري إيمانويل ايبي كاشيكو أمس في أبو ظبي عن رغبته في عقد اجتماع طارىء لمنظمة “اوبك”مطلع مارس للبحث في الانخفاض الحاد المتواصل لأسعار النفط عالميا. تراجع سعر النفط الخام بثلاثة في المائة مسجلا 30 دولارا للبرميل وهو مستوى لم يصل إليه منذ أكثر من عشر سنوات. وأوردت مصادر إعلامية أن العقود الآجلة لخام القياس العالمي “برنت” فقدت أكثر من ثلاثة بالمائة إلى 30,43 دولار للبرميل وهو مستوى لم تبلغه منذ أفريل 2004، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى مستوى 30,41 دولار للبرميل الذي لم يشهده منذ ديسمبر 2003 ثم عكس اتجاهه ليسجل 30,59 دولار للبرميل. وانخفضت الأسعار بحوالي 20 بالمائة منذ مطلع العام تحت وطأة تخمة المعروض المتصاعدة وتدهور الاقتصاد الصيني واضطرابات سوق الأسهم فضلا عن ارتفاع الدولار الذي يجعل النفط أعلى تكلفة للبلدان التي تستخدم عملات أخرى لشرائه. ولا تزال مواقف الدول على درجة من التباين بشأن كيفية مواجهة انهيار السوق البترولية في وقت يعتقد فيه رئيس “أوبك” أن الأمر يتطلب طرح المسألة على الدول الأعضاء وفي مقدمتها السعودية في وقت تعارض فيه خفض الإنتاج. وبالمقابل تتمسك بلدان متضررة من الوضعية الراهنة بضرورة اللجوء إلى إعادة صياغة موقف أكثر مسؤولية بما يعيد التوازن للسوق وينعش سعر البرميل علما أن دول المنظمة لا يتعدى وزنها أكثر من 35 من منتجي النفط في العالم وأن حوالي 65 بالمائة من السوق في قبضة بلدان من خارج المنظمة التي توجد في وضع أشبه بمفترق طرق مفتوح على اتجاهات مختلفة وفقدان التأثير على السوق. وسارع المحللون إلى خفض توقعاتهم للأسعار فيما يراهن المتعاملون على مزيد من الانخفاضات في ظل تنامي تخمة المعروض وتباطؤ الاقتصاد الصيني السببان الرئيسيان لتدهور سعر النفط الذي خفض الأسعار أكثر من 70 بالمائة منذ منتصف 2014. وقال محلّل “لا شك في أن الدولار عامل مهم” لكنه أضاف أن المحرك الأساسي للسعر هو تخمة المعروض. وعلى صعيد المعروض ينوي العراق الذي أصبح ثاني أكبر منتج داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) تصدير حوالي 3,63 مليون برميل يوميا من مرافئه الجنوبية في فيفري.