الطّموح سرّ النّجاح وتقدّم المرأة اعتقد المجتمع الجلفاوي في السابق أنّ عمل المرأة غير مقبول، في حين أنّها إذا دخلت عالم الشغل فعملها يكون محددا، إما أن يكون في التعليم أو في قطاع الصحة فقط، وهذا يرجع إلى طبيعة المجتمع الذي يتميز بعاداته وتقاليده خاصة فيما يخص عمل المرأة الذي يعتبر صعبا نوعا ما، لكن اليوم تخطّت المرأة الحواجز والعوائق لتدخل عالم الشغل من أبوابه الواسعة، وتظفر بمناصب عليا وراقية في المجتمع، وتتقلد مناصب الرجال وتنافسهم، فأصبحت المرأة اليوم مهندسة دولة في التعمير. وهذا التخصص والنوع من العمل كان غائبا في السابق بحكم عقلية المجتمع الجلفاوي، ومن أهم الأسباب التي فتحت الأبواب للمرأة للولوج في عالم الشغل، وخاصة في ترأس مؤسسة اقتصادية وتسيير عقاري يرجع أولا إلى التشجيعات من طرف العائلة،وتحضّر المجتمع على خلاف وقت سابق، والمرأة مادام لها طموح وإرادة، فحتما سوف تنجح مهما كانت ظروفها لأنها أصبحت قادرة على منافسة الرجل في ميدان الشغل وحتى التفوق عليه أحيانا. المجتمع الجلفاوي تقبّل فكرة المرأة العاملة في كل المجالات، خاصة منها تسيير العقار الولائي والذي ليس بالهين، وحاليا الدستور عدل وأعطى للمرأة حظوظا أكثر من قبل في العمل، حيث نرى أن المرأة أصبحت اليوم تتقلد العديد من المناصب وفي كل المجالات منها المقاولاتية والفلاحة وغيرها، وأيضا أصبحت المرأة والثقافية، فالطموح والإرادة هما سر النجاح وتقدم المرأة للأمام. وفي ظل التطورات الحاصلة في جميع الميادين أعطت الفرصة للمرأة لإثبات وجودها وخروجها من قوقعة الخجل والتردد، وهذا ما نلمحه في المجتمعات التي كانت منغلقة نوعا ما وتنظر بنظرة سلبية للمرأة العاملة على أنها تتشبه بالرجل وتخرج عن طبيعتها، فيما أصبحت ذات المجتمعات ترى أن عمل المرأة دليل على قوة شخصيتها وصرامتها وقدرة تسييرها لأمور عديدة على خلاف أمور البيت سواء العائلية منها أو الزوجية، لتجد نفسها أمام واقع الشغل والتحكم في مؤسسات مختلفة ذات طابع اقتصادي وغيرها، فمكوث المرأة في البيت أصبح أسطورة قديمة لدى البعض بسبب دخول المرأة واكتساحها لعالم الشغل بقوة مما غير نظرة المجتمع السلبية لها.ونشير إلى أنّ المرأة أصبحت تكون اقتصادا سواء بالنسبة لها أو لعائلتها من خلال عملها، ونسلط الضوء على النساء الناجحات في ميدان الشغل هن النساء اللواتي تعرضن لعوائق وصعوبات مما جعلهن يصلن إلى القمة، فكل امرأة تتحدى العوائق وتجعل الإرادة عنوانا لها سوف تحقق النجاح. وبالعودة إلى المجتمع الجلفاوي، نجد أنه تخطّى كل الصعوبات التي كانت تواجه المرأة في عالم الشغل، حيث أصبحت لها مكانة عالية وراقية في المجتمع، فابتعدت المرأة عن التخصصات المعهودة وطورت في عملها من خلال تعدد التخصصات مثل الهندسة والطيران والأمن وغيرها، فالمرأة هي من صنعت نفسها وسطّرت طريقها محاولة إقناع الناس بذاتها وقوتها وحبّها لعملها ممّا جعل المجتمع يغيّر رأيه فيها.