نضطر السفر إلى تونس لجلب مختلف أنواع الفخار شهد الصّالون الجهوي لفن الزخرفة على الزجاج بعنابة، الذي بادر إلى تنظيمه الديوان البلدي للثقافة والسياحة، بالتعاون مع مديرية الثقافة للولاية، واحتضنه مركز الترفيه العلمي، من 21 إلى 25 جانفي الجاري إقبالا كبيرا للمهتمين بفن الزخرفة، حيث تزيّن المركز بلوحات أبدع فيها فنانون من مختلف ولايات الوطن على غرار سكيكدة، ميلة، الطارف، جيجل وتيزي وزو التي شاركت بصناعة الفخار، والبلد المضيف عنابة. 15 حرفيا وحرفية كانوا في الموعد بجوهرة الشرق بونة، البعض منهم أبدع في الزخرفة على الزجاج، وآخرون تفننوا في الزخرفة على الفخار وصناعته لا سيما القادمين من ولاية تيزي وزو، وفئة ثالثة جلبت الاهتمام بمعرضها الخاص بالألبسة والخياطة التقليدية. الصالون الجهوي للزخرفة على الزجاج، كان وعلى مدار 05 أيام فضاء مفتوحا على الإبداع، وورشة حية لأنامل كانت تصنع الفرجة على المباشر لزوار المركز، وهي ترسم وتتفنّن على الزجاج والفخار مستخدمين مختلف الألوان والأشكال والرسومات، وعلى سبيل المثال لا الحصر، الفنان بوجمعة عبد القادر، الذي أبدع باستخدامه نبات “الخرطال” وقدم لوحات تحمل كلمات وآيات من القرآن الحكيم، وبالمقابل جعل الفنان الحرفي “يونس بومعزة” من حبيبات الرمل تحفا قل مثيلها، حيث صنع أشكالا وألوانا على لوحات خشبية تحاكي كل منها موضوعا معينا يختاره الفنان ويفك رموزه الجمهور، أما الفنانة نذيرة عازي من سكيكدة فقد اختارت العدس والسمسم لتشكّل به زخرفة منمقة على أوانيها الزجاجية. «رزيقة درسوني”..الرّسم على الزّجاج يلقى الاهتمام «الشعب” وخلال زيارتها للصالون الجهوي للزخرفة على الزجاج، اقتربت من بعض الحرفيين، الذين تحدّثوا عن بداياتهم الفنية، مشاركتهم في مختلف المعارض والمشاكل التي تواجههم. وفي هذا الصدد تقول الفنانة الحرفية “رزيقة درسوني” من ولاية عنابة، أنها تعد ثاني مشاركة لها في مثل هذه المعارض، والتي جاءت بعد أن تلقت دعوة من طرف المنظمين، وأكّدت بأن بدايتها كانت من خلال الرسم على القماش، لكن ومنذ 05 سنوات تخصّصت في الرسم على الزجاج والفخار، لتشقّ بذلك الفنانة “رزيقة درسوني” مسارها في عالم الاحترافية كفنانة حرفية مبدعة تشهد عليها أعمالها المتنوعة والمعروضة بالصالون. وتقول “درسوني” إنّ هناك بعض الصعوبات التي تواجههم في مجال الرسم على الزجاج، وعلى رأسها غياب المادة الأولية، على غرار بعض الألوان، إلى جانب مادة الفخار غير المتوفرة في الجزائر، والتي يضطرون لجلبها من دولة تونس حسب المتحدثة كونها تتوفّر على أنواع عديدة من الفخار التي تمكّنهم من تقديم أعمال فنية مختلفة وجديدة تجلب إليها عدد كبير من الزوار. رزيقة درسوني أكدت أن فن الرس على الزجاج، أصبح في الوقت الراهن يلقى الاهتمام من قبل الوزارة الوصية والمعنيين، مشيرة إلى أنهم تلقوا وعودا لتنظيم مثل هذه المعارض خارج الوطن، وهو ما سيساهم في إبراز المكانة التي يحتلها فن الرسم على الزجاج في الجزائر، فضلا عن التعريف بحرفييها وفتح المجال لهم لاكتساب وتبادل الخبرات مع فنانين وحرفيين من دول أخرى. بن شريف غزالي: «نحن بصدد إنجاز ورشات خاصة بصنع الفخار” أما الحرفي بن شريف غزالي من ولاية ميلة، ممثل شركة تركية لصنع المواد الأولية للحرفيين والفنون الجميلة، فيقول إنه شارك في العديد من المعارض الفنية المنظمة بعنابة، بحكم أنه كان يمتلك “دار للفن” بالولاية، وهو ما مكنه من البقاء على تواصل بحرفييها، ويكتسب جمهور بهذه المدينة، مشيرا إلى أنه ينظم دورات تكوينية تعتمد على تقنيات حديثة، ويدعمهم بالمادة الأولية خاصة ما يتعلق بالصناعة التقليدية. وأضاف بن شريف بأنّه يرسم على جميع المحامل كالفخار، الزجاج، الكريستال والسيراميك، قائلا بأن الظروف ساعدته ليعمل على تمويل الحرفيين بالمادة الأولية، وتوفيرها لهم بحكم أنه ممثل شركة تركية لصنع المواد الأولية. وفي سؤالنا حول غياب مادة الفخار، وهو المشكل الرئيس الذي يعاني منه أغلب الحرفيين في الجزائر، قال بن شريف غزالي أنهم حاليا بصدد إنجاز ورشات خاصة بصنع الفخار، مشيرا أنه يمتلك في ورشته المتواجدة بولاية ميلة بعض الأنواع من الفخار، يعمل على تسويقها حاليا على أمل توفير في المستقبل كميات أكثر. أما المواد الأخرى مثل الألوان والمناديل الخاصة بالزخرفة، أكّد المتحدث أنه بدأ في استيرادها، على أمل أن يتم توفير جميع المواد الأولية دون اللجوء إلى دول أخرى لتوفيرها للحرفيين الجزائريين.