وضع الرئيس العراقي جلال الطالباني حزب العمال الكردستاني أمام خيارين إما إلقاء السلاح وإما مغادرة الأراضي العراقية ، وذلك أثناء مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره التركي عبد اللّه غل الذي وصل بغداد في أول زيارة لرئيس تركي منذ ثلاثة عقود. فقد أعلن الطالباني أن لا مجال أمام حزب العمال الكردستاني المناهض لأنقرة سوى إلقاء السلاح أو مغادرة الأراضي العراقية في أقسى تصريح لمسؤول عراقي بحق الحزب الذي تتهمه أنقرة باستخدام الأراضي العراقية منطلقا لتنفيذ عملياته ضد أهداف داخل تركيا، الأمر الذي يعيق تطور العلاقات بين البلدين. وكان الطالباني قد ناشد السلطات التركية أثناء زيارته إسطنبول الأسبوع الماضي -لحضور مؤتمر دولي بشأن المياه- العفو عن المتمردين الأكراد في إطار تعزيز الإجراءات الأخيرة التي تبنتها أنقرة إزاء الحرية الثقافية للأكراد ، وذلك للمساعدة على تحقيق السلام الدائم في المنطقة. من جانبه قال الرئيس التركي عبد الله غل إن الوقت حان لينهي البَلدان جميع المشاكل التي تعيق تطور العلاقات بينهما، مشددا على مسؤولية الجميع للمساهمة في ملاحقة حزب العمال الكردستاني. ويذكر أن أنقرة اتهمت بغداد بعدم القيام بما يكفي للسيطرة على تحركات العمال الكردستاني المدرج على لائحة المنظمات الإرهابية في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وقامت بتوغل عسكري وغارات جوية لملاحقة عناصر الحزب داخل الأراضي العراقية. ووفقا لمصادر إعلامية كان الملف الأمني حاضرا بقوة في المباحثات التي أجراها غل في بغداد، وأن الأخير طالب الجانب العراقي بالعمل على ملاحقة العمال الكردستاني كشرط أساسي لتحقيق تعاون كامل بين البلدين في جميع المجالات. ونقل صحفيون رافقوا الرئيس التركي عنه قوله إنه يتعين على العراقيين مع استقرار الوضع الأمني السيطرة على أراضيهم وعدم السماح للإرهابيين بالقيام بعملياتهم. وأشار غل -في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة التي أقلته إلى العاصمة العراقية- إلى شمالي العراق باسم إقليم كردستان العراق، مما يعتبر تحولا إيجابيا في الموقف التركي. وأكد أن تركيا حصلت في الآونة الأخيرة على عقود نفطية في إقليم كردستان العراق بما فيها مد أنابيب النفط والغاز من مدينة كركوك إلى ميناء جيهان التركي. بيد أن هافال روز أحد قادة حزب العمال الكردستاني قلل من تأثير زيارة الرئيس غل على الحزب، في حين أكد متحدث باسم حكومة إقليم كردستان العراق أن رئيس وزراء الإقليم نيجيرفان البارزاني سيلتقي الرئيس غل في بغداد.