طلب الرئيس التركي عبد الله غل من رئيس وزراء إقليم كردستان العراق إعلان موقف واضح من حزب العمال الكردستاني الذي رفض دعوة الرئيس العراقي لإلقاء السلاح، في حين تصدرت مسألة المياه والأمن مباحثات غل مع رئيس الوزراء نوري المالكي في ختام زيارته العراق.فقد أعلن الرئيس غل أنه طلب أثناء لقائه الثلاثاء رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني في بغداد تبني موقف واضح وصريح من حزب العمال الكردستاني الذي تتهمه تركيا باتخاذ شمالي العراق منطلقا لعملياته ضد أراضيها.وقال غل في تصريح صحفي أعقب اللقاء أنه أبلغ البارزاني صراحة أن حزب العمال الكردستاني ومعسكراته موجودة داخل إقليم كردستان العراق الذي يتعين عليه "اتخاذ موقف واضح بشأن ذلك".واختتم غل تصريحه بالإشارة إلى أنه أبلغ المسؤول الكردي بأنه لا حدود للتعاون بين الطرفين في حال القضاء على الفصيل الكردي المسلح الذي يطالب بانفصال المناطق الجنوبية الشرقية –ذات الأغلبية الكردية- عن تركيا. وأضاف أن اللقاء يعتبر مدخلا إلى حقبة جديدة في العلاقات بين الطرفين، لافتا إلى أنه تلقى انطباعا من البارزاني يفيد بحاجة الإقليم إلى تركيا وأنه يعاني "من المنظمة الإرهابية".من جانبه قال البارزاني إن اللقاء ساهم بتطوير العلاقات بين أكراد العراق وتركيا وإتاحة الفرصة لفهم الطرف الآخر، معربا عن دعمه لمطالبات سابقة بإصدار عفو تركي عن المتمردين الأكراد -من حزب العمال- وهو الأمر الذي لم تبد أنقرة حماسا كبيرا له.ويعتبر اللقاء الذي جرى بين غل ورئيس وزراء إقليم كردستان العراق أول لقاء من نوعه بين تركيا ومسؤول في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ العام 1991، والمتهم من قبل أنقرة بغض الطرف عن حزب العمال الذي يتخذ من جبال قنديل شمالي العراق مخبأ لمقاتليه.وكان حزب العمال الكردستاني رفض في وقت سابق الثلاثاء الدعوة التي وجهها الرئيس العراقي جلال الطالباني للحزب خيره فيها بين إلقاء السلاح أو مغادرة الأراضي العراقية.ووصف هفال روز -أحد كبار قياديي الحزب- تصريحات الطالباني بأنها "خاطئة وتصب في مصلحة أعداء الشعب الكردي"، مشيرا في تصريح إعلامي أنه "لا يحق لأحد أن يدعو مقاتلي حزب العمال أن يتخلوا عن أسلحتهم أو يغادروا أراضي كردستان العراق".واعتبر القيادي الكردي أن مثل هذه الدعوة سيكون لها آثار سلبية وقد تشجع آخرين على مطالبة حزب العمال الكردستاني بإلقاء السلاح.وقبل مغادرته بغداد عائدا إلى أنقرة التقى الرئيس غل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مباحثات رسمية تصدرتها مسألة الأمن والمياه وقضايا أخرى ذات اهتمام مشترك. وقال مسؤول عراقي إن الجانبين بحثا مسألة حزب العمال الكردستاني أثناء تعرضهما للملف الأمني بالإضافة إلى مسألة المياه على خلفية المطالبة بزيادة حصة العراق من نهري دجلة والفرات للحاجة الماسة لدعم القطاع الزراعي ومعالجة مشكلة الجفاف. يشار إلى أن تركيا وسوريا والعراق توصلوا لاتفاق العام الماضي بخصوص تقاسم مياه نهري دجلة والفرات لكنه لم يدخل بعد مرحلة التنفيذ.من جهة أخرى وصف النائب عباس البياتي زيارة الرئيس التركي إلى العراق بأنها "زيارة تاريخية" وذلك في تصريح أدلى به الثلاثاء بعد اجتماع عقده الرئيس الزائر مع عدد من النواب التركمان في البرلمان العراقي حيث استعرض معهم مسألة مدينة كركوك.وأضاف البياتي أن طروحات الرئيس غل بشأن مدينة كركوك لقيت قبولا لدى النواب ولاسيما أنه أعطى تطمينات واضحة تدل على اهتمام أنقرة بحقوق وأوضاع العراقيين التركمان.