حظي المنتخب الفلسطيني الأولمبي وكل الطاقم المرافق له باستقبال كبير ورائع خلال وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي ظهيرة أول أمس بحضور جمهور غفير، والذي تنقّل خصيصا للترحيب بضيوف الجزائر. كانت الأجواء حماسية ورائعة صنعها كل من تواجدوا بالمطار أثناء وصول البعثة الفلسطينية المتكونة من 35 عضوا، الذين أهديت لهم الورود كخطوة أولى مثلما تجري عليه العادة في مثل هذه المواعيد، حيث كانت هناك لافتات وشعارات وهتافات تعوّد الجزائريون على ترديدها في كل المناسبات دعما لأشقائنا الفلسطينيين. وبعدها توجّه ضيوف الجزائر إلى القاعة الشرفية للمطار أين أخذوا قسطا من الراحة بعد الرحلة الطويلة التي خاضوها، وسجّلنا فرحة كبيرة لدى الجميع بعدما شاهدوا الأجواء التي صنعها بعض الأنصار عن قرب بعدما كانوا يتابعونها في الشاشات الصغيرة من قبل، وهذا ما كشفه بعضهم ل “الشعب” وبكل تواضع وبساطة لأنهم وسط إخوانهم الذين وقفوا إلى جانبهم في كل المناسبات التي مرت بها فلسطين جراء الاحتلال الصهيوني. عبد اللطيف محمد البهدالي “حقّقت حلمي بزيارة الجزائر بلد الشّهداء” وبهذا الصدد، أكّد قائد الفريق الفلسطيني عبد اللطيف محمد البهدالي ل “الشعب” قائلا: “أنا جد مسرور لتواجدي في بلدي الثاني ووسط إخواننا الجزائريين، وهذه الرحلة هي الأروع لأنّني كنت دائما أتمنى أن أزور الجزائر والحمد لله تحقق لي هذا الحلم لأن الشعبين قريبين من بعضهما كثيرا، وهناك مواقف بارزة وثابتة بين الطرفين، ولهذا أنا أشكر جميع من استقبلنا بهذه الحفاوة والحرارة الكبيرة منذ نزولنا، وهذا ليس بالغريب على الشعب المضياف الذي سمعت عنه الكثير في السابق، والآن اكتشفت ذلك عن قرب”. وأضاف محدثنا في ذات السياق: “وأتمنّى أن نكون في الموعد خلال المواجهة التي سنلعبها مع المنتخب الجزائري من أجل تكريم الشهداء كأبسط شيء نقوم به”. وأكّد قائد المنتخب الفلسطيني أنّ المباراة ستكون تاريخية ولن تنسى، “في البداية كانت لدي صورة عن بعد حول الجزائر والجمهور الجزائري، الذي دائما يهتف باسم فلسطين ويرفع الراية في مختلف الميادين، وهذا ما يعني أن المواجهة بين الطرفين ستكون تاريخية ولن تنسى لأننا شعب واحد، ولهذا النتيجة لن تكون مهمة بقدر ما ستكون فرجة وإثارة فوق الميدان وفي المدرجات”. واعتبر ضيف الجزائر المواجهة فرصة للتحضير لكأس العالم بالنظر إلى قوة الخضر في قوله: “كلنا نعرف أن المنتخب الجزائري لديه إمكانيات كبيرة ولاعبين يتمتعون بمهارات عالية، ولهذا ستكون بمثابة الفرصة السانحة لنا من أجل التحضير للمباراة المهمة القادمة التي ستجمعنا مع منتخب الإمارات في شهر أفريل القادم في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم، لأننا تابعنا الفريق الجزائري في البطولة الإفريقية وتأسفنا كثيرا لعدم تحصله على التاج، ولكن الفرحة الكبيرة كانت عندما أهدى اللاعبون التأهل للأولمبياد لفلسطين، هذه الأمور معبرة ولن تنسى بالنسبة لنا وكل الشعب الفلسطيني ناصر الجزائر وتابعه حتى النهاية، وأتمنى لهم التوفيق في الموعد الأولمبي”. وكشف لنا عبد اللطيف أنّهم يواجهون صعوبات كثيرة أثناء التحضيرات بسبب مضايقات الاحتلال الصهيوني الدائمة، “عانينا كثيرا من مضايقات الاحتلال الصهيوني، آخرها كانت عندما كنا نستعد للمجيء إلى الجزائر، حيث واجهنا صعوبات عديدة حتى تمكنا من الخروج من فلسطين، وتعرض بعض اللاعبين إلى وعكات صحية جراء تلك المضايقات، ولكن الحمد لله تمكنا من الخروج نحن الآن في الجزائر و أتنمى أن تتحسن الأوضاع. وأوجّه نداء لكل العرب أن يقفوا إلى جانبنا في أزمتنا من أجل انتصار القضية الفلسطينية مثلما يقوم به إخواننا الجزائريين، الذين أشكرهم من كل قلبي وهم أحلى وأروع شعب وله موقف ثابت”. تامر صلاح “هدفنا إيصال صوت فلسطين للعالمية” من جهته، قلب دفاع المنتخب الفلسطيني تامر صلاح في تصريحه ل “الشعب” عبر عن سعادته الكبيرة للأجواء التي وجدوها في المطار، والتي أكد أنها لن تنسى، “سعدت كثيرا لتواجدي بالجزائر التي أزورها لأول مرة خاصة بعدما شاهدت الأجواء الرائعة التي صنعها إخواننا الجزائريين والاستقبال الرائع الذي فاق كل التوقعات بعدما كنا نشاهد مساندتكم لنا في الشاشة، حاليا نحن نعيش الوضع في الواقع هو أمر رائع ولن ينسى أبدا، وسيبقى خالدا في ذاكرتي إلى الأبد ولديّ أصدقاء جزائريين كثيرين وهذا فخر لي”. أما عن المباراة اعتبرها هو الآخر بالتاريخية في قوله «المباراة التي ستجمعنا مع المنتخب الجزائري ستكون تاريخية لأنها في الجزائر بلدنا الثاني، الذي طالما ساندنا في قضيتنا وكانت له مواقف ثابتة ولن تنسى، وبين إخواننا الجزائريين الذين نكنّ لهم حبا كبيرا وشعورا متبادلا، أتنمى أن نكون في الموعد ونسعد الجميع، خاصة أن الفريق الجزائري يملك إمكانيات كبيرة ونشكره لأنه دائما يقدم لنا الدعم والمساندة ويهدينا الانتصارات في كل مرة”. وأكد صلاح أنهم يملكون الإرادة والعزيمة القوية من اجل تقديم مستوى كبير رغم المشاكل التي يعانون منها في فلسطين في قوله: “كانت هناك عراقيل عديدة من طرف الاحتلال مثلما هو عليه الحال في عدة مرات، وهذا ما يؤثر على مستوانا لأنّنا لا نستطيع العمل في راحة، ولكن هدفنا الحالي هو تقديم مستوى جيدا من خلال رفع التحدي، ولأننا نملك الإرادة لإيصال صوت فلسطين إلى العالمية، وذلك يتحقق بمساندة أشقائنا مثلما هو عليه الحال مع الجزائريين”.