نعتزّ بكون الجزائر شعبا وحكومة أوّل الداعمين للقضية الفلسطينية صرح الدكتور سامي أبو زهري القيادي والناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس الفلسطينية، في حواره الذي خص به النصر ، بأن الشعب الفلسطيني يعتز «أيما اعتزاز» بالشعب الجزائري ويثق به في دعم القضية الفلسطينية مضيفا أن الفلسطينيين يدركون جيدا مدى عشق الجزائريين لأرض فلسطين وحبهم لها.وتطرق أبو زهري الذي حلّ بالجزائر بدعوة من حركة مجتمع السلم إلى العديد من النقاط والقضايا المحورية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وكذا المتغيرات الأخيرة على الساحة العربية وتبعاتها ونتائجها على الساحة الفلسطينية . حاورته: نصيرة كير ما هي الصورة التي يمكن أن ترسموها لمعاناة المواطنين الفلسطينيين في غزة جرّاء الحصار؟ - يسعدني أن أكون هنا على أرض الجزائر التي ظلت كما عرفناها دائما في مقدمة الشعوب واحتضنت الشعب الفلسطيني وقضيته، فهذه الزيارة تأتي في سياق التواصل مع الشعب الجزائري تقديرا منا لمدى حفاوة واحتضان هذا البلد للقضية الفلسطينية على الصعيد الشعبي والرسمي. وفيما يتعلق بالوضع الفلسطيني وتحديدا في غزة، فإن هناك كما تعلمون حصار مفروض على غزة منذ 6 سنوات يهدف إلى دفع الشعب الفلسطيني لتقديم تنازلات سياسية مقابل رفع هذا الحصار، لكن النتائج كانت عكسية حيث أن الشعب هناك رفض الاستسلام وصمد رغم حالة التجويع التي تعرض لها، ونحن لم نكتف بالشعارات من خلال دعوة شعبنا للصمود إنما بفرض البدائل من خلال الأنفاق التي مثلت معابرا تحت الأرض كبديل للمعابر المغلقة في وجه المواطن الفلسطيني، ونقوم حاليا بإدخال معظم حاجياتنا من خلال هذه الأنفاق. وعلى صعيد المنتجات الزراعية، كنا نستورد كل احتياجاتنا من الاحتلال الإسرائيلي، لكن في ظل الحصار تم زراعة كل المناطق القاحلة التي حرّرت وانتزعت من الاحتلال في وقت سابق، والآن غزة تكتفي من احتياجاتها من خضروات بشكل كامل، وهناك أمور كثيرة صرنا نعتمد فيها على أنفسنا كتربية الدواجن وإنتاج البيض بشكل يكفي غزة، ونستطيع أن نقول أن القطاع تغلب على الحصار ولا يوجد مشكلة في الاحتياجات اليومية وأمور الطعام والاحتياجات المنزلية وما شابه. غير أن المشكلة تكمن في نقص إمدادات الكهرباء والغاز المنزلي وإمدادات النفط، كما أن هناك نقصا كبيرا جدا في مواد البناء التي لازالت تدخل عبر الأنفاق، ما يعني أنها تدخل بكميات قليلة جدا، ذلك أننا نحتاج لكميات ضخمة من أجل إعادة بناء ما هدّمه الاحتلال، لكن الاحتياجات اليومية متوفرة ونستطيع أن نقول أن أهل غزة يعيشون حياتهم وكأن الحصار في عالم آخر وليس في غزة. هل لنا أن نعرف دوافع زيارتكم للجزائر، وما هو رأيكم في الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية؟ -هذه ليست زيارتي الأولى للجزائر، بل هي الزيارة الرابعة للإخوة في الجزائر، وجاءت بدعوة من حركة السلم في ذكرى يوم التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية، وهي زيارة عامة لذلك نحن نجوب عددا من الولايات ونعتز بهذه الزيارة، وسبق أن التقينا بالإخوة المسؤولين في زياراتنا السابقة وهناك علاقة جيدة ونعتز بالدور الجزائري سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، ذلك أن الدولة الجزائرية تعتمد سياسة شعبية في دعم القضية الفلسطينية واحتضانها، لذلك نجد الجزائر في مقدمة الشعوب العربية والإسلامية الداعمة لفلسطين، وهذا ليس مجاملة بل هو ما نقوله حتى في وسائل الإعلام الأخرى، لأن هذا ما نلمسه والمسألة لا تقتصر على زيارتنا للجزائر، فهناك وفود جزائرية تخرج للتضامن مع غزة في كل شهرين مرة تقريبا وتشارك فيها أعداد ا كبيرة خاصة قافلة «أميال من الابتسامات»، وكل هذه الزيارات تعكس مدى حفاوة ودعم وإسناد الجزائر للقضية الفلسطينية. ما الذي تمثله المساعدات الإنسانية المقدمة للفلسطينيين المحاصرين في غزة؟ - الحقيقة أن قيمة هذه المساعدات الشعبية ليست بقيمتها المادية، بل لأنها ترسل إلى الشعب الفلسطيني رسالة تقول له أنه ليس بمفرده وأن الأمة تقف من خلفه، واعتقد أن هذه أهم رسالة ينتظرها الشعب الفلسطيني لأنه من الخطير أن يشعر الشعب أنه يواجه الاحتلال بمفرده وبعزلة عن أمته، لكن هذه المساعدات تسهم في رفع المعنويات بشكل عال جدا للفلسطينيين، لهذا نحن نشجع على وصول المزيد منها، وكما أشرت الهدف المعنوي منها أهم بكثير من الهدف المادي. كيف استقبل الشعب صفقة تبادل الأسرى وما هي خبايا هذه الصفقة ؟ -الصفقة مثّلت انجازا تاريخيا وفرحة كبيرة للشعب الفلسطيني، وهي فرحة لم يسبق لنا أن عشنا مثلها حتى أثناء رحيل الاحتلال عن غزة سنة 2005، وكانت فرحة مميّزة لأن تحرير الإنسان أهم من تحرير الأرض، وهؤلاء الأسرى عانوا الويلات في سجون الاحتلال لذلك مثّل تحريرهم انجازا ضخما، ثم إن معظمهم من المحكوم عليهم بعقوبة المؤبد، وهي تعني 99 سنة لدى الصهاينة بدل 25 سنة المعتمد عالميا، وهناك من المحكومين عليهم أكثر من مؤبد، والذين حرروا لديهم عقوبات بأحكام مدى الحياة أو أحكام عالية، وهؤلاء أبطال لهم دور كبير في مقاومة الاحتلال، قتلوا جنودا صهاينة انتقاما لشعبنا الذي تعرض لجرائم عديدة، وقد جمعنا عدد الصهاينة الذين قتلوا على يد 477 مجاهدا، فبلغ العدد 1120 صهيون. نظام مبارك كان يُفشل كل محاولات المصالحة بين فتح وحماس وبالتالي فان تحرير الأسرى انجاز كبير، كما أن هذه الصفقة لها قيمتها الكبيرة على اعتبار أنها الأولى التي تتم على أرض الوطن، فعمليات الخطف السابقة كلها تتم خارج الوطن، وهذا كان يسهم في تأمين المختطف الإسرائيلي ولكن الجندي المخطوف جلعاد شاليط خطف على ارض غزة وخبئ فيها وكان هناك خطر كبير أن يتم اكتشافه بسبب استخدام العدو الصهيوني لطائرات تجسس وعملاء بوارج حربية ودبابات وقصف، غير أنه فشل على مدار 5 سنوات كاملة من الوصول إلى شاليط حتى قالوا فعلا أننا اعتمدنا على العرّافين، ولم يتم العثور على شاليط رغم الإمكانيات التكنولوجية التي يملكها الصهاينة. كما تستمد الصفقة أهميتها من كونها المرة الأولى التي يتم فيها تحرير اسري من القدس والأراضي المحتلة قبل 48، فالاحتلال الإسرائيلي رفض في كل الصفقات السابقة الإفراج عن أسرى هذه المناطق، لكنه أذعن هذه المرة وتخلى عن شروطه. الجميع شهد أن صفقة تحرير الأسرى شملت مختلف الفصائل، ولم تقتصر على كوادر ومقاومي حماس، لماذا يرجع ذلك ؟ -هذه الصفقة وحّدت شعبنا جغرافيا وسياسيا، فمن الناحية الجغرافية شملت الإفراج عن الأسرى من مختلف المناطق الفلسطينية، ومن الناحية السياسية شملت أسرى كل الفصائل وفي مقدمتهم حركة «فتح» التي تم تحرير 99 أسيرا ينتمي لها، ما يعني أن ربع الأسرى المحرّرين هم من حركة «فتح» لذلك فهي صفقة وطنية تعاملت مع الأسير كأسير حتى بعد عملية الإفراج عنه، حيث وصل إلى غزة 300 منهم نقلوا من الضفة وبينهم أسرى من «فتح» وتنظيمات أخرى، وقد التزمت حماس أن توفّر لكل واحد منهم منزلا وراتبا دائما ومساعدتهم في الزواج والتكفل حتى بالأمور الأمنية لحمايتهم. بما أنك ذكرت حركة «فتح»، فإن فلسطين تعيش حاليا مبادرة المصالحة بين الحركتين، إلى أين وصلت العملية خاصة في ظل التغير الحاصل في مصر؟ -المصالحة مرت بتجربة قاسية في عهد النظام المصري السابق، وفشلنا في التوصل إلى اتفاق لأننا كنا نحاور النظام المصري وليس «فتح»، فكلما أوشكنا الوصول إلى اتفاق كان النظام المصري يضيف شروطا إضافية، أما الآن فهناك نوع من الموضوعية والتوازن في أداء الجهات المصرية التي أفضت إلى تنفيذ الاتفاق، وإن كان هناك تردد من طرف «فتح» في تنفيذ هذا الاتفاق، لكن عقب اللقاء الأخير الذي جمع بين السيدين خالد مشعل ومحمود عباس، تم الاتفاق على تحديد ال 20 من ديسمبر الجاري لتنفيذ الاتفاق وفي ال 22 من نفس الشهر من المنتظر أن يعقد اللقاء الأول للجنة القيادية العليا التي ستقود منظمة التحرير الفلسطينية إلى حين إجراء انتخابات للمجلس الوطني. وهل ترون جدّية من قبل حركة «فتح» للمضي في هذه المصالحة خاصة مع فوز الإسلاميين في مصر؟ -نحن ماضون في هذه المصالحة ومعنيون بها دون النظر إلى أي تطورات إقليمية أو مجاورة، لأن المصالحة مسألة وطنية ولذلك نحن دائما نشجّع حركة «فتح» على أن تتوقف عن الرهان على إمكانية أخذ السلطة من الأممالمتحدة، فالرهان الحقيقي يجب يكون على تحقيق المصالحة بين أبناء الشعب الواحد وبعد ذلك نتحرك بجسم قوي في مواجهة الاحتلال، و هذه المرة نشعر بشيء متغيّر، حيث أن هناك جدّية أكثر من المرات السابقة من طرف الإخوة من حركة «فتح». أبديتم تحفّظا حول رفع القضية للأمم المتحدة من طرف»فتح»، لماذا؟ -الحركة لم تكن عنيفة في تحفظها على مسألة توجّه السلطة إلى الأممالمتحدة لنيل العضوية الكاملة، أو ما عرف بخطة «أيلول»، فنحن أوضحنا فقط ملاحظاتنا على هذه الخطوة، وهي ملاحظات مهمة ورئيسية: من كانوا يعلمون بمكان شاليط لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة فأولا الخطوة لم تدرس دراسة كافية ولم تُعرَض على الفصائل الفلسطينية، فلماذا التعّجل أصلا، ونحن نتحدث عن مقعد في الأممالمتحدة لا أكثر، والاهم أن هناك مخاطر عملية ومنها شطب حق العودة، كما أن الكلام عن دولتين يعني أن أي رصاصة تخرج من غزة أو الضفة المحتلة، ستعتبر عدوانا من دولة على أخرى. مصادر إعلامية إسرائيلية تحدثت عن إمكانية تخلّي حركة «حماس» عن المقاومة لفترة فقط لإنجاح المصالحة، هل هذا صحيح ؟ - التهدئة مسألة تكتيكية تأتي في سياق مشروع المقاومة وليس وقفا له، وشعبنا يخوض غمار مرحلة قاسية وبحاجة إلى تعزيز صموده وبناء ما تهدّم ومواجهة الحصار، فالتهدئة فرصة لالتقاط الأنفاس لا أكثر. وفي المقابل أتساءل عن الدولة التي يريدونها، فلا توجد دولة والمسألة فيها التباس الكل يريد دولة فلسطينية لكن الخطوة التي تقدمت بها السلطة للأمم المتحدة لن تمنحنا أكثر من مقعد على طاولة الأمم وعلم فلسطيني في سمائها، وليس أكثر فهي خطة شكلية رمزية لكن على الأرض الاحتلال لازال قائما. هل هناك تنسيق وتبادل بين غزة والضفة؟ -للأسف لا توجد استفادة كبيرة بين غزة والضفة، نعم يوجد تنسيق في بعض الأمور المضطرين للتنسيق فيها كالتعليم باعتباره مسألة وطنية لا تحتمل أي إشكال، وكذا ملف الأوقاف وتحديدا الحج، لكن باستثناء ذلك فنحن لا نستفيد شيئا، هناك تبرعات كبيرة تصل لتمويل مشاريع لصالح الشعب الفلسطيني نحن لا نستفيد منها في غزة، وكلها تذهب للضفة، وبخصوص موضوع المرتبات، فهناك 20 ألف موظّف لا يتلقون مرتباتهم من الضفة المحتلة، والحركة هي التي التزمت بتوفير مرتبات هؤلاء وهي نتائج المرحلة السابقة ونأمل أن نتجاوز هذه الحالة في المرحلة القادمة. هل تسير الأمور بشكل عادي حاليا في معبر رفح ودون مضايقات من الطرفين المصري والإسرائيلي؟ -أولا عندما نتحدث عن البضائع الداخلة من خلال الأنفاق، فنحن نتحدث عن بضائع تجارية يتم شراؤها عن طريق البيع والشراء أما بخصوص الدعم العربي، فإنه لا يدخل غزة باستثناء المساعدات الطبية، في حين لا تسمح مصر بدخول المساعدات الغذائية عبر معبر رفح، ما يوجب إدخالها من معبر كرم أبو سالم الذي يخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، كما أن كثيرا من الدول العربية تحوّل هذه المساعدات الغذائية إلى وكالة غوث اللاجئين، وهي ملتزمة بدورها بأن توفّر المساعدات لكل لاجئ ضمن ميزانية رسمية ودولية للوكالة، والنظام السائد على مستوى معبر رفح لا يسمح بإدخال أي أمور عينية إلا السيارات والمواد الطبية، والبقية تحوّل إلى معبر كرم أبو سالم، ونحن نفضل أن تكون رعاية المشاريع داخل غزة بأموال عربية ولا نريد أن مالا، ومن يريد أن يكون له مشروع داخل غزة فليتفضل وبإمكانه أن يتابع هذا المشروع أو يكلّف أي جهة كانت لمتابعته، أما أمور الطعام والشراب، فلم يعد فيها مشكلة فالأولى هو اعمار غزة وبنائها وتوجيه الأموال لمشاريع يستفيد منها الشعب الفلسطيني. ننتقل إلى الوضع السوري، حيث أن المكتب السياسي للحركة متواجد هناك فما هو مستقبلكم مع الأوضاع الحالية في هذا البلد؟ -نحن في حماس وكفلسطينيين لسنا طرفا في تلك الأوضاع، نفضّل أن نبقى في الحياد، أولا سياستنا الرسمية في الحركة أننا لا نتدخل في أي شأن داخلي لا في سوريا ولا غير سوريا، وثانيا أي خطأ في موقف حماس سيدفع ثمنه المواطن الفلسطيني المقيم هناك وليس حركة حماس، لذلك يجب أن نتذكر أننا ضيوف، وأن نتعامل على أساس هذه القاعدة في سوريا وغير سوريا فمشكلتنا فقط في مواجهة الاحتلال. ألا تخافون على كوادركم وقيادتكم المتواجدة هناك؟ نحن لسنا طرفا فيما يجري وطبيعي لم يطلب منا أن نغادر، وفعلا لم يطلب عمليا منا ذلك وكل قياداتنا السياسية لازالت موجودة في سوريا. لم نوقف المقاومة ولكننا لجأنا إلى هدنة تكتيكية كيف يخدم بروز الحركات الإسلامية في بعض الدول العربية، مصالح غزة وحركة حماس؟ -فوز الإسلاميين في المنطقة شيء طبيعي لأنهم جزء من هذه الأمة، وهذه الشعوب وفي المرات السابقة أتاحت الفرصة لكل المشاريع الأخرى أن تحكم وكانت نتائجها واضحة، والآن الشعوب أرادت أن تعطي الفرصة للإسلاميين، وهم أقرب إلى الشارع في الميدان وربما هذا ما يفسّر فوز وتقدم الإسلاميين، لكن المهم بالنسبة لنا كفلسطينيين ليست هذه المسألة رغم أهميتها، وإنما أن تحصل الأمة على حريتها وتسترد إرادتها لأنها بذلك ستتجه الأمة إلى تحرير فلسطين بغض النظر عمّن هو موجود في سدة الحكم، ذلك أن الطواغيت كانوا يكبلون أيدي تلك الشعوب كالنظام المصري السابق وما شابه، ومع ذلك نحن نرحّب بأي نتائج صدرت من خلال صناديق الاقتراع، وسنقدر هذه النتائج لأنها إرادة داخلية في بلد لا يجوز لنا أن نتدخل فيه. ما هي ترتيباتكم الخاصة بالانتخابات المرتقبة داخل فلسطين؟ -حسب الاتفاق ستجرى الانتخابات في ماي العام المقبل لكن هذا الاتفاق مرهون بتوفّر الأجواء الصحية اللازمة لإجراء الانتخابات وفي مقدمة هذه الأجواء وقف الاعتقالات والإفراج عن الأسرى من سجون الضفة، وهذا لم يتم لحد الآن لتوفير أجواء النزاهة وتكافؤ الفرص وهذا على الأقل بالإفراج عن المعتقلين وإن لم يتم هذا فالانتخابات لن تجرى. حذّرت «ليفني» عباس من فرض حماس لأجندتها في الحكومة المشتركة ما يهدّد حسبها عملية السلام فما ردّكم؟ -تجربة التفاوض تجربة فاشلة وليست بالشيء الجديد، لذلك لسنا قلقين لأن مآل هذه المفاوضات مزيدا من الفشل، فمن يريد أن يضّل داخل هذه الدوامة فهذا شأنه لكن ليس على حساب الشعب الفلسطيني، ونحن وقّعنا الاتفاق مع حركة «فتح « وهي ملزمة لتنفيذ الاتفاق وأن تغلق باب الاتصال مع الطرف الإسرائيلي، فبقاء الاتصالات مع الاحتلال سواء السياسية أو الأمنية لا تخدم أجواء المصالحة فهذا مشروع ثبت فشله، ومشروع المقاومة فقط هو الذي أثبت نجاحه فالمقاومة هي الطريق لتحرير فلسطين كما نجحت في تحرير جزء من غزة سابقا، ومثلما نجحت في تحرير جزء من الإنسان الفلسطيني، ونحن الآن في الجزائر فهل حرّرت الجزائر بالمفاوضات بل تحرّرت بالمقاومة لمدة 130 سنة والشعب يقدّم ويدفع دماء، فالشعب المحتل يجب عليه أن يهيئ نفسه لدفع الثمن لاسترجاع الحرية والكرامة. إلى أي مدى حماس قادرة مستقبلا على خطف جنود صهاينة بعد العملية الأخيرة التي توجّت بنجاح صفقة التبادل وتحرير أزيد من ألف أسير فلسطيني؟ - نحن لم نتعهد للاحتلال في مفاوضات تبادل الأسرى بعدم أسر جنود صهاينة جدد، بل أعلنا بوضوح طالما بقي أسير فلسطيني واحد في السجون الإسرائيلية فتحت ملتزمون بتحرير هؤلاء الأسرى مهما كلّف ذلك من ثمن وبكل الوسائل بما فيها أسر جنود صهاينة. الكثيرون يتساءلون عن مكان أسر شاليط، فهل كنت تعرف مكانه؟ -طبعا انأ لا أعرف عن شاليط ولا عن مفاوضات شاليط، لأن المسألة تدار بغاية السرية والتكتم وفي حلقة ضيّقة جدّا أقل من أصابع اليد الواحدة، لذلك نجحنا في إخفاء شاليط طيلة الفترة الماضية. ما هو المستقبل القريب للقضية الفلسطينية؟ -نشعر في كل يوم أننا بتنا أقرب إلى القدس والمسجد الأقصى وإلى الأرض الفلسطينية، وهذا ناتج عن صمود الشعب الفلسطيني وتمسّكه بمقاومته واحتضان الشعب العربي للقضية التي هي في طريقها إلى الحلّ خاصة بعد الثورات العربية التي أيقظت الأمة. في الأخير، ما هي رسالتكم للشعب الجزائري؟ -أريد أن أقول أننا نعتز بهذا الشعب ونثق به في دعم القضية الفلسطينية، ويجب أن يعلم الجزائريون أننا ندرك جيدا مدى عشقهم لأرض فلسطين وحبّهم لها، وهذا ما لمسناه من خلال زياراتنا للجزائر وزياراتهم لغزة، ومن خلال الدعم الذي يقدّمه الفقراء قبل الأغنياء من أجل القضية، ونحن نقدّر لهم ذلك ونعدهم أن نكون عند حسن الظن من خلال التمسّك بالمقاومة والحقوق والثوابت، وندعوهم أن يواصلوا ويستمّروا في هذا الاحتضان للقضية الفلسطينية.