مليون أورو لتشغيل مصنع البلاستيك البتروكيمياء مشاريع في مجال المحافظة على البيئة والأمن الصناعي جهود كبيرة تبذل لتحديث المركب البترولي بسكيكدة، لأهميته في انعاش الاقتصاد الوطني خاصة في ظل تداعيات انهيار أسعار البترول. وبالموازاة تعمل مختلف الاطارات العاملة بالمركب على التكيف مع التكنولوجيا الحديثة في التسيير والرقي بأداء العمال وفق منهجية التكوين المتواصل، في مختلف الميادين التي تحتاجها مختلف الوحدات، للمحافظة على المكتسبات المسجلة وتنميتها، خصوصا وان مركب تكرير البترول بسكيكدة يعد مفخرة لقطاع البتروكيمياء بالجزائر. “الشعب” وقفت عند هذا الانجاز التاريخي الذي يحمل قيمة لا تقدر بثمن. يضم القطب البترولي بسكيكدة عدة مركبات منها مركب تكرير البترول RA1K و RA2K ، TOPING والذي يحتوي على حوالي 15 ألف عامل، مركب تمييع الغاز الطبيعي “GNL“ و“ ميغاتران“، المديرية الجهوية للنقل بالأنابيب للغاز والبترول انطلاقا من حاسي الرمل وحاسي مسعود، مركب البلاستيك CP1K و CP2K، مركب الهليوم، مركب SOMIK للصيانة الصناعية، ميناء بترولي، الشحن عبر البحر STE . كما يضم المركب وحدة تحلية مياه البحر وغيرها، و إلى جانب الكميات المصدرة للخارج ينتج القطب البترولي أيضا أنواعا مختلفة من البلاستيك المكثف الدي يستعمل في السيارات والصناديق والبلاستيك ضعيف الكثافة المستعمل في الأكياس البلاستيكية، مادة الجافيل وكذا مختلف الغازات على غرار الآزوت، الأوكسجين والهليوم. تجديد مركب تكرير البترول الإنتاج بمركب تكرير البترول يخضع لضوابط وشروط التي تفرضها طريقة تشغيل وحدات الإنتاج بالمركب الذي أصبح ينتج حاليا 16.5 مليون طن سنويا، في وقت ترتكز فيه صناعة التكرير في الجزائر على 5 مصافٍ من بينها سكيكدة، بالإضافة إلى وحدة تحويل المكثفات بسكيكدة، بطاقة إنتاجية إجمالية لهذه المصافي تبلغ حوالي 27 مليون طن سنويا، ويوجه ما يقارب نصف المنتج الإجمالي لتلبية احتياجات السوق الداخلية، أما الباقي فيتم تصديره، بالنظر إلى أن هذه المصافي مسؤولة عن تكرير وتحويل النفط الخام إلى مشتقات قابلة للاستخدام، الغازولين، الكيروزان، الإسفلت، و زيوت التزييت، إضافة إلى مختلف أنواع الوقود، كالبنزين دون رصاص الذي أصبح مركب تكرير البترول بسكيكدة ينتج منه مايزيد عن 2 مليون طن سنويا. ومركب التكرير به 163 محطة تخزين و29 وحدة إنتاج، للإشارة المصفاة تستطيع تمويل نفسها إذا توقف الضخ نحوها عن طريق الأنابيب لمدة 25 إلى 30 يوما. مركب تمييع الغاز على أنقاض المركب القديم استأنف المركب المختص في تمييع الغاز العمل بعد 11 سنة من التوقف وإعادة التأهيل، حيث تبلغ طاقة تكرير المركب حاليا حوالي 4.5 مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المميّع، وأنجزت مجموعة “كيلوغ براون “ الأمريكية أعمال التأهيل حيث قدرت تكلفته 3.85 مليار دولار. تسلمت سوناطراك، من الشركة الأمريكية كيلوغ براون “كابيار”، مركب تمييع الغاز بسكيكدة “جي أل كا 2”، الذي ينتج حوالي 30 ألف متر مكعب يوميا من الغاز، و المركب الجديد جمعت به كل الغازات التي كانت تنتج في عدة وحدات من المنشأة التي تعرضت لحادث انفجار في جانفي 2004، وتم تجميع المصنع في وحدة واحدة. تم الإنجاز في إطار صفقة فازت بها الشركة الأمريكية (كا بي آر) بمبلغ مالي يقدر ب 2.851 مليار دولار أمريكي، بتمويل كلي من مجمع سوناطراك وبطاقة إنتاجية تقدر ب 5.4 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، منها 4.5 مليون طن سنويا من الغاز غير الممّيع، و207.600 طن في السنة من غاز البروبان و171.400 طن سنويا من غاز البوتان، إضافة إلى 108.700 طن في السنة من غازولين و170.000 طن سنويا من غاز الايثان، و163 مليون متر مكعب في السنة من الهيليوم. أنجز المركب بأحدث المواصفات التكنولوجية والتجهيزات الجد متطورة، وهو ما سيمكن لا محالة من رفع القدرات الإنتاجية لسوناطراك من 20.6 مليون طن حاليا إلى 32 مليون طن مستقبلا، بما يقوي مكانة الجزائر سواء على السوق الوطنية أو في الأسواق العالمية للغاز، كما سيساهم المركب في تغطية العجز الناتج عن التوقف الجزئي للإنتاج في مركب تيڤنتورين، بعد حادثة الاعتداء الإرهابية الأخيرة التي تعرض لها. إعادة الاعتبار لمركب البلاستيك “البتروكيمياء” تقرر مؤخرا من قبل مجمع سوناطراك، إعادة فتح مصنع البلاستيك “البتروكيمياء”، وتشغيله من جديد، بعد سنتين من غلقه وتحويل عماله إلى مختلف الوحدات بالمنطقة الصناعية، ورصد لهذا الغرض 100 مليون أورو، بحسب أوساط من المركب، وقد تنقل مسؤول بسوناطراك للمنطقة الصناعية في الأيام القليلة الماضية لهذا الأمر، وعاين المصنع والوحدة الرئيسية لإنتاج غاز “الايثيلان” المتوقفة منذ سنتين. بحسب نفس المصدر من المنطقة الصناعية، فإن إعادة تشغيل مصنع البلاستيك يتطلب تزويده بغاز “الإيثان” الذي ينتجه مركب تمييع الغاز، والذي يدخل في صناعة المادة الأولية للبلاستيك ومشتقاته، وشرعت إدارة سوناطراك، بحسب نفس المصادر دائما، في الإجراءات المتعلقة بإعداد دفتر الشروط والتقييم الخاص بهذه العملية، وعودة وحدة إنتاج “الإثلين” إلى النشاط سيمكن مجمع “سوناطراك” من استرجاع 160 ألف طن من مادة “الإيثان” التي يحرقها مركب تمييع الغاز بسكيكدة في الهواء. قطب بترولي بوحدات متعددة المهام يضم المركب البترولي كذلك المديرية الجهوية للنقل بالأنابيب، شركة “صوميك للصيانة الصناعية”، مصنع لانتاج الهليوم المسير بالشراكة مع الألمان، وحدات التدخل السريع بالمنطقة الصناعية “الفير” ميناء بترولي مسير من قبل ميناء سكيكدة، لشحن مختلف المواد المكررة والبترول الخام، والغاز الممّيع، مصنع “بوليماد” لإنتاج البوليتيلين ذي الكثافة العالية، إضافة وحدة تحلية مياه البحر والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 100.000 متر مكعب يوميا. ويعمل مسؤولو الوحدة على الاستمرار في الإنتاج دون انقطاع مع المحافظة على النوعية، والعمل أكثر من أجل تفادي تدنّي نسبة الإنتاج والتي بلغت في الوقت الحالي، بحسب مسؤولي سوناطراك، 95 بالمائة، ومحطتين لتوليد الكهرباء لشركة سونلغاز، أحدهما بطاقة 220 كيلوفولط. أجواء العمل بالمركب من خلال آراء العمال «صيفي صبري” أحد الاطارات الشابة العاملة بمركب تكرير البترول بوحدة التقطير الجوي، حامل لشهادة جامعية في الكيمياء الصناعية، أوضح لجريدة “الشعب” ان ظروف العمل تغيرت كثيرا خلافا لما سبق في السنوات الماضية، خصوصا فيما يتعلق بنظام العمل. ويرى صبري أنها أحسن من سابقتها، وأضاف انه مؤخرا تم ادخال تغييرات جذرية في أساليب العمل، حيث العامل يجد راحة تامة للوسائل المقدمة في جانب الامن الصناعي، وكذا وسائل العمل المختلفة، التجهيزات الحديثة، ناهيك عن تغيير نظام المركب من نصف آلي الى نظام آلي كليا. أما سمير مقراني، إداري بالمديرية الجهوية للنقل بالأنابيب، يقول إن ظروف العمل تحسنت كثيرا، و هناك حركية على مستوى المديرية، حيث قامت بتوظيف عددا كبيرا من العمال من مختلف التخصصات، على خلاف السنوات الماضية، وكانت حصة خريجي المعهد البترولي بفلفلة جد هامة، مع تعويض العمال المتقاعدين، بإطارات شابة قادرة على العطاء، موضحا أن المديرية الجهوية للنقل بالأنابيب أنظف منطقة بالمركب البترولي، وبها مرافق هامة، وأرجع ذلك الى نمط تسييرها المتجانس والمتكامل. مشاريع في مجال المحافظة على البيئة والأمن الصناعي جلب مجمع سوناطراك كاميرات مراقبة عالية الدقة وتجهيزات جد حساسة موصولة بالأقمار الصناعية لتأمين المناطق الصناعية التي تتضمن مصانع تكرير البترول وتمييع الغاز، بداية من ولاية سكيكدة،وبحسب بعض المصادر، فإن قرار سوناطراك المتمثل في اللجوء إلى إجراءات أمنية احترازية بقواعد النفط ومصانع التكرير والتمييع من خلال اقتناء تجهيزات عالية الجودة، شرعت مؤخرا في تنصيبها بالمنطقة الصناعية بسكيكدة على غرار بطاقة إلكترونية لدخول المنطقة ومركز مراقبة موصول بالقمر الصناعي وكاميرات عالية الجودة وسياج إلكتروني لدحر أية محاولة اعتداء وهي الإجراءات التي من شأنها تأمين مصانع سوناطراك وقواعده النفطية من أية اعتداءات. وجاءت هذه الإجراءات في أعقاب سيناريو الحرائق الذي شهده مصنع تكرير البترول بسكيكدة الذي تعرض لهذا النوع من الحوادث لأكثر من 5 مرات، وهو ما يدعو إلى ضرورة اتخاذ إجراءات احتياطية وتأمينية جديدة لضمان عدم تكرار هذا النوع من الحوادث. كما تعمل شركة سونطراك على اطلاق دراسة لإنجاز أول مركز على المستوى الوطني لمراقبة البيئة بسكيكدة والهدف، بحسب مصدر من المركب البترولي، من هذا المشروع الهام، يكمن في ضمان مراقبة انبعاث الغازات من الوحدات الإنتاجية و الحد من مسببات التلوث بالمنطقة الصناعية، ولطمأنة المواطنين حتى لا تكون لهم مواقف سلبية تجاه الشركة. ووفق نفس المصدر، هذا المركز الذي سيعمل على مراقبة جميع المواد الملوثة سواء كانت في الجو أو في الأرض أو في البحر قد صادقت عليه المديرية العامة للشركة وأن ميزانية إنجازه جاهزة، ومن المنتظر أن يدخل هذا المركز حيز الخدمة سنة 2017 باعتبار أن الدراسة ستستغرق 12 شهرا، فيما ستحدد مدة الإنجاز ب 24 شهرا.