أعطى أمس فرع المنافسة على مستوى المفوضية الأوروبية الضوء الأخضر للمجمع الفرنسي توتال للانطلاق في إنجاز مركب بتروكيميائي بالشراكة مع المؤسسة الوطنية للمحروقات '' سوناطراك '' بمنطقة أرزيو الواقعة بعاصمة الغرب وهران، وأشارت المفوضية الأوروبية ببروكسل إلى أن دراسة ملف المشروع تمت في إطار إجراءات مبسطة ومحفوظة ولم تواجه مشاكل متعلقة بالمنافسة. وأضافت المفوضية حسب مصادر إعلامية مختلفة نشرت أمس، أن التوقيع على اتفاقية إنجاز المشروع كان بتاريخ الخامس ديسمبر من السنة الماضية تزامنا مع الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي إلى الجزائر رفقة وفد كبير من رجال الأعمال، ويدخل الاتفاق الموقع بين '' سوناطراك '' و '' توتال '' الفرنسية في إطار الشراكة لبناء هذا المجمع، ويقضي العقد الموقع بين الشركتين بإنشاء وحدة لتكسير غاز الإيثان، تبلغ طاقتها الإنتاجية 4ر1 مليون طن سنويا، وتتغذى بالغاز المتوفر بالجنوب الجزائري، كما ستقوم في إطار المشروع بإنتاج 1.1 مليون طن من الايثيلين سنويا، حيث سيتم من خلاله إنجاز وحدتين لتحويل الايثيلين إلى بوليثيلين بإنتاج سنوي يعادل 800 ألف طن سنويا، وإنجاز وحدة لإنتاج الايثلين الأحادي جليكول بكمية 550 ألف طن سنويا، مع العلم أن الإنتاج سيوجه أساسا إلى التصدير، بالإضافة إلى السوق الوطنية، وستدخل وحدات الإنتاج حيز التشغيل في آفاق الخمس سنوات القادمة. وتبلغ قيمة المشروع ثلاثة مليارات دولار، حيث تقوم شركة توتال الفرنسية بدفع أكثر من 5ر1 مليار دولار أمريكي أي ما يعادل 51 بالمئة من كلفة المشروع الإجمالية، مع العلم أن غاز الإيثان هو أحد مركبات الغاز الطبيعي، ويستخدم كمصدر للطاقة في وحدات صناعية كثيرة، كصناعة الحديد والزجاج والألمنيوم والفخار والإسمنت. يشار إلى أن سوناطراك تعتزم تنفيذ برنامج استثماري بحوالي 28 مليار دولار أمريكي في مجال البتروكيمياء على مدى السنوات الخمس المقبلة، حيث تسمح القدرات البشرية والمالية وكذا التجربة التي تتمتع بها حاليا مؤسسة سوناطراك في قطاع البتروكيمياء بتطبيق هذا البرنامج الطموح ليكون إضافة إيجابية لأكبر مصنعين لتكرير الغاز الطبيعي بإفريقيا في كل من عاصمة الغرب وهران '' أرزيو '' وولاية سكيكدة.