قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، «أن رئيس الجمهورية له من الخبرة والقدرة لإخراج البلاد من أكبر الأزمات التي عرفتها البلدان»، وفي سياق مغاير أكد أن الوزير الأول عبد المالك سلال باق على رأس الحكومة التي ستكون محل تعديل يقتصر على بعض الوزراء، كما صنف تصريحاته بخصوص عدم ثقته في «الأرندي» في خانة التنافس السياسي بين التشكيلتين، لاسيما وأن مساندة الرئيس تجمع بينهما، وأن مصلحة الجزائر القاسم المشترك مع المعارضة. لم يخف الأمين العام للحزب العتيد استياءه من «تسويد» المعارضة للوضع عموما بعدم اعترافها بكل ما تم إنجازه، وقال بخصوصها «لو كان بعض الساسة صرحاء مع ضمائرهم وشعبهم أضاف يقول سعداني لأقروا بأن البلاد في حاجة إلى الرئيس بوتفليقة أكثر من أي وقت مضى»، مجددا التأكيد «أن رئيس الجمهورية له من الخبرة والقدرة لإخراج البلاد من أكبر الأزمات التي عرفتها البلدان»، واستدل في ذلك بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الجزائر. جاءت لهجة عمار سعداني خلال الكلمة التي ألقاها أمس لدى إشرافه على لقاء جمعه بأمناء المحافظات، مغايرة تماما لتلك التي تحدث بها في تصريحاته على هامش لقاء جمعه بالشباب ولدى إشرافه على اجتماع المكتب السياسي مطلع الأسبوع الجاري، ورغم أنه انتقد المعارضة معيبا عليها تبنيها «مشروع اللاءات»، والتي تعتبر كل شيء «سلبي» مهما أنجز، إلا أنه لفت في سياق حديثه عن ما يوصف بالخلاف بينه وبين أويحيى واغتنام المعارضة الفرصة لانتقاد التراشق بين أحزاب الموالاة، إلى أنه لطالما رافع ل «تهذيب العمل السياسي». ولعل ما يؤكد طرح الأمين العام ل «الآفلان»، الذي أشار في سياق موصول إلى أن العمل السياسي بالمفهوم القديم قد ولّى، وصفه للعلاقة السياسية بين التشكيلتين ب «السمن على العسل»، ورغم إقراره أنه لا يثق في أي أحد في السياسة باستثناء رئيس الجمهورية، إلا أن الأمر منطقي بالنسبة لسعداني، ذلك أن «الآفلان» و»الأرندي» يجمع بينهما الالتفاف حول برنامج رئيس الجمهورية، ويفرق بينهما التنافس الحزبي لأن كل حزب قائم بحد ذاته، وفي الانتخابات كل يسعى لافتكاك الأغلبية. وفيما يتعلق بموضوع مساندة رئيس الجمهورية، أفاد ذات المسؤول بأنه لا يختلف مع أي حزب أو كيان يساند رئيس الجمهورية، لكن مفهوم العمل السياسي لكل حزب ومشروعه يخصه، و»الآفلان» لا يذوب في أي قناة أو وعاء»، وفي هذه الخانة تصنف تصريحاته الأخيرة بأنه لا يثق في «الأرندي»، وعدا ذلك فإن الحزبين يلتقيان في دعم الرئيس ويختلفان في العمل الحزبي لأننا لسنا حزبا واحدا، انطلاقا من أن كل تشكيلة تسعى إلى افتكاك الأغلبية في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، فاتحا قوسا للتوضيح بأن الجبهة الرأس وليس الذيل. واختلفت نبرة سعداني بخصوص المعارضة أيضا وإن أعاب عليها عدم اعترافها بالأشواط التي قطعتها الجزائر في عدة قطاعات ذكر منها السكن، «لا بد أن نكون واضحين، إننا في الجبهة نفرق بين المصلحة الوطنية التي لا نختلف حولها مع الآخر، وإذا كانت حركة مجتمع السلم «حمس» ترافع ضد الإرهاب وتتجند لمواجهة الأزمة الاقتصادية فمرحبا بها، في حزبنا أو حزبهم»، مضيفا «لا بد من الفصل بين التنافس والحديث عن الانتخابات الرئاسية، ووضع يهم الوطن، لا علاقة لهم بأن كان «الآفلان» في الحزب أم لا». وعاد الأمين العام للحزب العتيد إلى مبادرة الحزب التي ستكون بمثابة جدار عازل بين الجزائر والإرهاب وبينها وبين التدخل الأجنبي، لأن الوضع الأمني يتطلب تقوية الجبهة الداخلية، معلنا عن تنظيم تجمع كبير يحمل ردا على المشككين، نافيا انسحاب أي تشكيلة منها، لأن الأحزاب ينبغي أن تلعب دورا كبيرا في مثل هذه الظروف، وإلا فما الجدوى منها، والمعارضة من «الأرسيدي» إلى «حمس» ورغم أنها تتفق حول التهديدات والوضع الأمني الخطير في المنطقة، إلا أنها لا تقدم البديل».