لا بديل عن حكومة الأغلبية و"كوطة" الحزب من السفراء لم ينتظر عمار سعيداني وقتا طويلا للرد على أحمد أويحيى ودعوته لتشكيل قطب سياسي لدعم الرئيس يجمع أحزاب الموالاة، ليوضح موقفه الرافض لهذا التحالف بالشكل الذي يريده أحمد أويحيى، حيث قال إن ما يطلبه أحمد أويحيى ليس في وقته، وقال إن حزبه غير موافق على تحالف بالمفهوم القديم الذي وصفه "بالتحلف"، وفضل سعداني قبل تشكيل هذا التحالف تعبئة جماهيرية وتحضير "جبهة داخلية" لدعمه تتمثل في المنظمات والمجتمع المدني "نحن نريد جبهة وطنية عريضة واسعة". وكان سعداني حازما في موقفه بشأن من سيقود هذا التحالف حيث تمسك بأن الأفلان بحكم أنه صاحب الأغلبية البرلمانية والحكومية الآن من حقه أن يكون "قاطرة هذا التحالف" وبدا موقفه مغايرا تمام لتصور أحمد أويحيى ما يعني أن هذا القطب سيعرف صراعا قد يحكم عليه بالفشل، رغم أن سعداني أبقى على فرصة التوافق التي نادى بها أحمد أويحيى حين أكد أن الحكومة ليست حكومة الأغلبية بل وفاقا سياسيا، حيث قال إن الوفاق السياسي يكون على برامج، وقوانين قد تعرض على البرلمان، لكن لا بديل عن حكومة الأغلبية. ورمى سعداني بالفصل في تفاصيل هذا القطب، ودعوة الأرندي إلى ما بعد تشكيل المكتب السياسي، مشيرا إلى لقاء سيجمع الحزبين للنقاش، نافايا في السياق ذاته وجود صراع من أجل التموقع في السلطة بين أقوى حزبين في الساحة الأفلان والأرندي حيث أكد أنه لا يوجد تصادم، لكنه رد ضمنيا على تصور أويحيى حول حكومة الأغلبية التي تحكمها "الأوزان" وقال "أويحيى سياسي ويحترم أننا الأغلبية"، وأكد أن الحكومة تحكمها الأغلبية الرقمية". وبدا سعداني منتشيا بانخراط عدد من الوزراء في حكومة سلال في الحزب قائلا "نحن حزب الأغلبية والحكومة باتت لنا طولا وعرضا، فالوزراء منا وهم إضافة فاعلة ومفيدة للبلد وللحزب وكذلك القناصلة والسفراء ومدراء مؤسسات نريدهم أن يكونوا في أغلبيتهم من حزبنا". أما بشأن التأخر في الإعلان عن الدستور فأكد الرجل الأول في الأفلان أن حزبه يدعو للإفراج عنه ويستعجله، غير أن الإعلان عنه يحتاج إلى أرضية سياسية غير متوفرة الآن في ظل مقاطعة الأحزاب المعارضة التي ترفض المناقشة وجدد دعوتها للمساهمة في النقاش. .. ويقصف بالثقيل "زملاءه" في المعارضة ويشيد بڤايد صالح مقري حرباء.. ويقود حزبا دون برنامج! قصف الأمين العام عمار سعداني الأحزاب التي انتقدته مؤخرا خاصة أحزاب المعارضة بالثقيل، ورد بشراسة على زعمية حزب العمال بعد "صمته عن تطاولها" حيث قزم أحزاب المعارضة قائلا "من هي هذه الأحزاب"، ليتهم رئيس حركة حمس وعضو تنسيقية الانتقال الديمقراطي بأنه فاقد للبرنامج وفقد بوصلته السياسية، ليواصل هجمته على علي بن فليس تزامنا مع انعقاد مؤتمره حيث قال إنه من الغريب أن يهاجم جبهة التحرير الوطني وهي التي استند عليها للظهور والوصول إلى قصر المرادية. ليعرج على جيلالي سفيان الذي نعته بالتلميذ، مؤكدا أن الساحة السياسية لا تعرفه. بن فليس ناكر خير.. ولا يحق له الحديث عن الأفلان سعداني خرج عن صمته، فبدأ برئيس حزب طلائع الحرية قيد الإنشاء، علي بن فليس، فقال "كنت أعتقد أن آخر شخص يقول كلمة عن الجبهة ويبخلها في رسالة تهنئة هو بن فليس، الذي كان أمينا عاما سابقا للحزب، وارتقى على ظهر الحزب.. بن فليس يبخل على الجبهة في تهنئة!" وواصل موجها الكلام لبن فليس "أقول من هذا المنبر اتق شر من أحسنت إليه، ليس لبن فليس الحق أن يتكلم عن الحزب كفرد، كما أنه ليس من حقه أن يتكلم عنا كرئيس حزب لأن حزبه لم يولد بعد". ومضى ساخرا "لم يولد بعد ولسنا نعرف أهو ذكر أم أنثى". حنون تقود حزبا غير دستوري.. من جهتها، حظيت زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، التي سكت عنها طويلا بنصيب وافر من القصف حيث اتهمها بأنها أول من خرق الدستور فكيف لها الحق أن تتكلم عن خرق الجيش للدستور برسالة تهنئة. وأوضح أن حزبها في حد ذاته خرق للدستور "حزبها حزب فئوي، هو حزب العمال، وليس للعمال حزب بل النقابات هي المكان الذي يتجمّع فيه العمال، والدستور الجزائري يمنع تشكيل أحزاب فئوية، وعلى هذا الأساس على لويزة أن تصحح تسمية حزبها". واستغرب المتحدّث رد لويزة عن استقلالية الجيش، وردّ عليها "لويزة تتكلم عن استقلالية الجيش، وهي التي اجتمعت بقائد الأركان وصرحت بما قاله لها، وليتها قالت لكم ما قاله لها فعلا.. لقد طلبت منه التدخل فقال لها الجيش لا يتدخل في السياسة.. ليستطرد قائلا لويزة أعطت لنفسها أكثر مما تستحق، فهي شرطي وهي دركي وهي قاض وهي ضمير الأمة". جيلالي سفيان تلميذ نكرة.. ولم يعط سعداني جيلالي سفيان الواقف في صف المعارضة نصيبا كبيرا واقتصر رده عليه في جملتين "سفيان جيلالي هذا التلميذ عليه أن يترك الكلام لأستاذه نورالدين بوكروح، نحن لم نعثر لهذا الحزب على مقر، هو موجود على صفحات الصحف فقط". وعاد سعداني إلى موقف الأحزاب المعارضة من رسالة ڤايد صالح بأنها هي التي أقحمت الجيش ونادت بتدخله وليس نحن" مضيفا "من نادى يتدخل الجيش للانقلاب على الرئيس، نحن أم هم؟ قبل 3 أشهر طلب بن فليس وسفيان وحمس من الجيش التدخل، وقلتُ وقتها لحمس كيف ترفضون الانقلاب في مصر وتقبلونه في الجزائر؟" ليدافع عن نائب وزير الدفاع الوطني بالتأكيد على دور الجيش في حماية البلاد، ورفض الانقلاب على الرئيس حين كان مريضا مثلما كانت تدعو إليه المعارضة، معتبرا أن "رسالة قائد الأركان لم تدعم قيادة الحزب ولا دعمت الانتخابات ولا حضر الجيش إلى مؤتمرنا، إنها رسالة عادية لا أثر لها على الدستور".