أكد عدد كبير من المتتبعين لنتائج الانتخابات المحلية في الشلف، على دخول حزب الأفلان في مفاوضات ماراطونية منذ الإعلان عن النتائج الأولية لاستحقاق المجلس الشعبي الولائي، في محاولة لقيادة رئاسة المجلس في ظل المنافسة المحمومة التي تفرضها ضده تشكيلة الأرندي الحائزة على ثمانية مقاعد والتي تطمح لإقامة تحالف سياسي مع ثلاثة أحزاب سياسية يتعلق الأمر بجبهة المستقبل صاحبة ستة مقاعد بالتساوي مع الجبهة الديمقراطية للحريات وبدرجة ضئيلة مع اتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية الذي حاز 8 مقاعد مناصفة مع الأرندي. ويجد حزب أحمد أويحيى صعوبة في إقناع عيسى هبال، عضو سابق بالمجلس الوطني للأرندي الذي بات قريبا من إقامة تحالف سياسي مع الأفلان لتحقيق الأغلبية الساحقة التي تبحث عنها تركيبة الحزب العتيد لقطع الطريق أمام الخصوم وبالتالي السيطرة على كامل هياكل المجلس الولائي. وذهب عدد كبير إلى أن الصراع الشرس بين الأفلان والأرندي على رئاسة المجلس يظل قائما إلى إشعار آخر، في ظل غموض عملية التحالفات وتمسك كل حزب بمواقفه وشروطه على غرار حركة حمس التي لن تقبل إلا بالحصول على مبتغاها من الحصص والهياكل على الرغم من حصتها الضئيلة بحصولها على ستة مقاعد، غير أنها تشكل حلقة قوية في حسم الصراع بين الأفلان والأرندي. وأكد مصدر حزبي من الأرندي على ضوء الوضع الحالي أن كل طرف يريد حسم الصراع لصالحه وأن أحزاب الجبهة الديمقراطية للحريات وجبهة المستقبل وحمس والافدياس لن تتنازل عن أصواتها، إلا بافتكاك هياكل حساسة في المكتب التنفيذي مما يصعب مهمة توحيد مختلف الأحزاب، لافتا إلى أنه على الرغم من وجود اتفاق مبدئي مع بعض الأحزاب التي قبلت بمنح أصواتها لصالح الأرندي، إلا أن الافلان يعد الأكثر ثقلا بقدرته على إيجاد صيغة توافقية بين كل هذه الأحزاب، فالمؤشرات تقول إنه بصدد جمع 14 صوتا لأجل "غلق اللعبة" لصالحه، حيث يستبعد الأفلان تحالف جبهة المستقبل معه لأسباب أوعزها البعض إلى وجود مناضلين سابقين عن الأفلان فازوا بالانتخابات باسم حزب بلعيد عبد العزيز، يحاولون الانتقام بطريقة أو بأخرى من الأفلان. بينما تؤشر المعطيات على قدرة هذا الحزب على جمع مقاعد الأفدياس لصالحه رفقة مقاعد الجبهة الديمقراطية للحريات. والواقع أن المعادلة صارت معقدة وأن المفاوضات دخلت مرحلة الابتزاز السياسي واللعب تحت "الطاولة" بما يشبه لعبة "القمارجية". ووفقا لمراقبين، فإن الحزب العتيد الذي حصل على 13 مقعدا من اصل 47 مقعدا بات في وضع غير مريح نوعا ما وأنه مرشح لفقدان الرئاسة إذا ما قبلت حمس وجبهة المستقبل والافدياس بمقترحات الارندي. إلى ذلك، يعيب بعض المناضلين في الأفلان على المحافظة ترشيحها أشخاص غير قادرين على حشد الأصوات كما هو الحال في الشطية، أولاد فارس وعاصمة الولاية بينهم رؤساء بلديات ومنتخبين لفظهم الشارع بالمرة وأعلن جهارا عقابهم على خمولهم وجمود مبادرة خدمة التنمية بمناطقهم.