أعلن الأمين العام ل"لأفلان" عمار سعداني مطلع الأسبوع الجاري عن مبادرة سياسية لتأسيس جبهة وطنية تهدف إلى تعزيز دعم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في برنامجه ومواقفه، حيث يرى الأمين العام ل"الأفلان" أن تعزيز دعم الرئيس يتطلب استقطاب جميع الأحزاب، المنظمات والشخصيات الوطنية الداعمة لبرنامج الرئيس دون إقصاء، في الوقت نفسه لم يضع سعداني شروط مسبقة واكتفى بالقول »من يريد تعزيز دعم الرئيس فهو مرحب به«، غير أنه استثنى أن يكون "الأفلان" عربة تقاد وأن الأغلبية والمكانة السياسية التي يحوز عليها الحزب العتيد تجعله حزبا قائدا. لم يبد الأمين العام للأفلان رفضه المطلق للمبادرة التي أطلقها الأمين العام ل"الأرندي" أحمد أويحيى بل على العكس من ذلك فقد قدم شكره له على هذه المبادرة لكن سعداني أشار إلى أن هذا المسعى لم يحن وقته وإنما يجب تشكيل جبهة وطنية واسعة تشمل مختلف التيارات، الأحزاب السياسية، المنظمات الوطنية، ممثلي المجتمع المدني والشخصيات الوطنية التي تتوافق وتدعم برنامج الرئيس ومواقفه دون إقصاء أو تمييز بين هذه التشكيلات. وبهذا يكون أمين عام "الأفلان" قد أطلق مبادرة أوسع وأشمل من تلك التي أتى بها أويحيى التي حصرها في أربعة أحزاب، حيث يؤسس سعداني لعمل سياسي مستقبلي يهدف إلى حماية الجزائر من مختلف التهديدات المحيطة بالجزائر، كما اعتبر تقوية الجبهة الداخلية من الأولويات في الوقت الراهن وأن دعم الرئيس يحتاج إلى كافة الطاقات الحية الغيورة على الجزائر. وقد كان سعداني منذ توليه الأمانة العامة للحزب كان سعداني منسجما مع كل تصريحاته ومتمسكا بمواقفه السياسية وبمبادئ الحزب، حيث وضع النقاط على الحروف بشأن المنهج الجديد الذي سيسير وفقه "الأفلان" ونظرته المستقبلية للشأن السياسي، حيث انه رفض قيلها مبادرة الافافاس لما اسماه "الإجماع الوطني" لأن سعداني يرى بأن "الأفلان" مكانه في الصف الأول وليس في الصفوف الأخيرة. ويعزز هذا الطرح تصريح الدكتور محمد لعقاب ل "صوت الأحرار" أن عمار سعداني كانت له الشجاعة الأدبية والسياسية لمواجهة أحمد أويحيى الذي سوقت له الكثير من الأطراف على انه أقوى شخصية في البلاد وان عودته إلى حزب التجمع الوطني الديمقراطي سيجعل من الحزب الأقوى في البلاد، مشيرا إلى أن سعداني قد وضع اويحى في مكانه الحقيقي والطبيعي برفض مبادرته في تشكيل تحالف سياسي لدعم الرئيس بوتفليقة. وكان الأمين العام ل"الأفلان" قد أكد السبت الماضي أن التحالفات مع الأحزاب السياسي هي من صلاحيات اللجنة المركزية خاصة وأنه لم تمر سوى بضعة أيام عن عقد المؤتمر العاشر، مشيرا إلى أن الدعوة التي بعث بها الأمين العام ل"الأرندي" أحمد أويحيى إلى "الأفلان" والمتعلقة بإنشاء قطب سياسي لدعم الرئيس بوتفليقة ستدرس لاحقا شريطة ألا يكون التحالف مثل الذي سبقه. وأعرب سعداني عن رفضه للتحالف الذي يكون فيه حزب جبهة التحرير الوطني العربة التي تجر، مشددا على أن أي تحالف يجب أن يكون "الأفلان" هو القاطرة وليس العربة، حيث كشف عن تأسيس جبهة وطنية واسعة وعريضة لدعم برنامج رئيس الجمهورية ومواقفه، مؤكدا أن "الأفلان" لا يستطيع أن يساعد الرئيس بوتفليقة لوحده وإنما مع جميع الأحزاب السياسي والمنظمات والجمعيات التي وقفت مع الرئيس والتي دعاها إلى التحالف في إطار الجبهة الوطنية مشددا أن "الأفلان" ليس ضد الآخرين وإنما يتحالف مع كل من يرافق برنامج الرئيس ويدعمه. خلدون: "مبادرة سعداني ليست ضد المعارضة وإنما لتعزيز دعم الرئيس أكد عضو اللجنة المركزية بحزب جبهة التحرير الوطني حسين خلدون أن المبادرة التي أعلن الأمين العام ل"الأفلان" عمار سعداني مطلع الأسبوع الجاري لتأسيس جبهة وطنية ليس لمواجهة المعارضة في الجزائر وإنما لتقوية الجبهة الداخلية ولتعزيز دعم رئيس الجمهورية، مضيفا بأن الأمين العام ل"الأفلان" لديه تصور للعمل السياسي في المستقبل خاصة في ظل المخاطر التي تهدد الجزائر. أوضح خلدون أمس في تصريح ل"صوت الأحرار" أن المبادرة التي أعلن عنها الأمين العام للأفلان في أول نشاط سياسي بعد نجاح المؤتمر العاشر تتعلق بضرورة إنشاء جبهة وطنية تجمع كل الأحزاب السياسية الداعمة لرئيس الجمهورية وكذا المنظمات الوطنية، المجتمع المدني والشخصيات الوطنية ليست ردا على أي مبادرة سواء تعلق الأمر بمبادرة الأفافاس أو المبادرة التي أعلن عنها الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى، مشيرا إلى أن سعداني قد ذكر بأن الأفلان هو الذي يقود المبادرة ولا يمكن له أن يقاد من طرف أي حزب. وأكد عضو اللجنة المركزية ب"الأفلان" أن سعداني لديه تصور ورؤية للعمل السياسي في المستقبل والذي يتطلب تقوية الجبهة الداخلية، مضيفا بأن خطاب رئيس الجمهورية في 24 فيفري و19 مارس يعتبر مرجعية يأخذها "الأفلان" بعين الاعتبار من أجل الحرص على تقوية الداخل ليس لمواجهة المعارضة كما يعتقد البعض، وإنما كما قال خلدون لمجابهة المخاطر التي تهدد الجزائر من كل الجهات. واعتبر خلدون أن الجبهة الوطنية التي دعا إليها الأمين العام ل"لأفلان" هي لتعزيز دعم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة واستقطاب الأحزاب الداعمة له لإعطاء دفع جديد للعمل السياسي قائم على التعاون، مشيرا إلى أن التحالف حسب النموذج السابق الذي كان يجمع كل من "الأفلان"، "الأرندي" و"حمس" هو تحالف مرفوض كما أعلن عنه سعداني السبت الماضي، معربا عن دعمه لموقف الأمين العام الذي يؤكد على أن التحالف لا يكون مناسباتيا، وإنما يكون في البرلمان، في دعم القوانين، الإصلاحات، الدستور وفي تشكيل الحكومة. وشدد عضو اللجنة المركزية على أن تعزيز دعم الرئيس بوتفليقة يكون عن طريق غرفتي البرلمان وفي الميدان بعيدا عن التحالف القديم الذي كان بمثابة فرصة للأحزاب من أجل التموقع في المجالس المنتخبة، مشيرا إلى أن التحالف يجب أن يكون في مختلف المواقف وفي السراء والضراء، حيث أكد أن التحالف الذي إليه "الأرندي" أي من خلال دعوته للأحزاب الأربعة لا يمكن ل"الأفلان" أن يكون فيه إلا قائدا بحكم مركزه في الساحة السياسية والأغلبية التي يحوز عليها في البرلمان وفي المجالس المحلية. وأضاف خلدون قائلا "لا أحد يزايد علينا بأي مبادرة"، مذكرا بأن الأمين العام ل"لأفلان" كان وحده يدعو لترشيح رئيس الجمهورية في 2013 في الوقت الذي كانت الأحزاب السياسية تراهن على غياب الرئيس بوتفليقة وعدم مشاركته في رئاسيات 2014، مضيفا بأن سعداني قاد الحملة لصالح مرشح الحزب ودعمه منذ تولي الأمانة العامة للحزب في 29 أوت 2013 ونادى في كل التجمعات واللقاءات التي أشرف عليها قبل الانتخابات إلى ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. كما أكد ذات المتحدث دعم الأفلان للرئيس سواء من خلال منتخبي، قياديي أو مناضلي الحزب، واستطرد قائلا "نحن في خدمة الرئيس، وموقفنا أبيض في مسألة دعم بوتفليقة"، رافضا التحالف مع الأحزاب من حيث الشكل، مؤكدا من جهة أخرى أن أي مبادرة تتوافق مع مبادرة حزب جبهة التحرير الوطني فهي مرحب بها، حيث أشار إلى أن الأمين العام للحزب سيعقد سلسلة من اللقاءات التشاورية مع الأحزاب السياسية ومن لديه مبادرة فعليه طرحها دون تقييد أو شروط، مؤكدا أن "الأفلان" يدعم الرئيس منذ 1999 وهو يبحث عن تعزيز هذا الدعم. وقد سبق للأمين العام أن أكد رفضه للتحالف الذي يكون فيه حزب جبهة التحرير الوطني العربة التي تجر، مشددا على أن أي تحالف يجب أن يكون "الأفلان" هو القاطرة وليس العربة، مضيفا أنه من بين الشروط التي يضعها "الأفلان" في أي تحالف هي كل ما تعلق بالقضايا الوطنية، مضيفا أن "الأفلان" ليس ضد الآخرين وإنما يتحالف مع كل من يرافق برنامج الرئيس ويدعمه.