استضافت أمس جريدة »الشعب« بمركزها للدراسات الاستراتيجية الأستاذ ادوارد مورتيمر من جامعة »هاذر فورد« بالولايات المتحدة الذي تناول »البعد المغاربي في سياسة أوباما الخارجية« وفي مستهل حديثه تساءل مورتيمر عن الأبعاد التي تشكلها اهتمامات الادارة الامريكيةالجديدة بالمنطقة المغاربية؟ مجيبا في هذا الشأن بأن امتدادات التقسيم الإداري الذي سطر منذ عهد هنري كيسنجر هو الذي ما يزال حتى الآن ساري المفعول، ولم يحدث أي تغيير الى يومنا هذا في رؤية المشهد السياسي المغاربي من قبل الحكومات الأمريكية المتعاقبة على البيت الابيض،، وبقي الوضع على حاله، وهو أن الفضاء المغاربي هو انعكاس لمنطقة الشرق الاوسط ولايمكن الفصل في هذا المفهوم الجغرافي بين المشرقين العربي والمغاربي. وهنا أبدى السيد موتيمر قلقه المتزايد من هذه النظرة الضيقة في التعامل مع المنطقة المغاربية داعيا أوباما الى إدخال تغييرات جذرية وحاسمة على هذه الرؤية .. حيث لايعقل أن يتم مواصلة العمل بتقسيم يعود الي فترة كسينجر... ، وشدد مورتيمر على ضرورة أن تسعى ادارة أوباما الى وضع أشخاص في مكانهم المناسب لمتابعة هذا الملف عن كثب وقرب. وفي هذا الشأن يرى في شخص روبرت مالي أحد الاعمد الذي يمكن أن يساعد أوباما في ايجاد المخرج اللائق لهذه الاشكالية،، كون هذه الشخصية لها باع طويل في الاطلاع على أحوال المنطقة من كافة النواحي المتعارف عليها منها الملفات الكبرى والشائكة في واحدة. وكشف مورتيمر أن أوباما لم يظهر حتى الآن أي توجه تجاه منطقة المغرب العربي،، ولم يبرز أي بوادر تعطي على الأقل المؤشرات الأولية والمبدئية لسياسته إزاء ما يجري في هذا الجزء الحيوي من العالم،، الا أنه أكد بأن أوباما يؤيد نبأ تقرير مصر. وكان السيد مورتيمر قد فتح مجال محاضراته بالتركيز علي مبدأ اختيار الأشخاص الذين تم انتقائهم من قبل أوباما لصناعة سياسته على أكثر من صعيد،، وهو الآن بصدد معاينة الأوضاع قبل أن يفصل مستعملا ما يسمى »بالقوة الهادئة« مقابل »القوة المدمرة«التي أستعملت في عهد بوش، بالاضافة الى استعمال »الديبلوماسية المرنة« في سياسة أوباما، خلافا ل »العقيدة العسكرية« التي فرضها كل من بوش ورايس ورامسفيلد