إعتبر البروفيسور إدوارد مورتيمر، أستاذ جامعة هاذر فورد الأمريكية، في ندوة مركز »الشعب« للدراسات الإستراتجية حول »البعد المغاربي في سياسة أوباما الخارجية« أن الجزائر محظوظة كونها متشبثة بالحلول التي تقرها مبادئ حقوق الإنسان العالمية في معالجة القضية الصحراوية، واصفا موقف الجزائر بالمنسجم مع النصوص التشريعية، وكشف أن سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، تجاه دول المغرب العربي حتى في ظل حكم أوباما، ترتكز على مكافحة الإرهاب. أكد البروفيسور مورتيمر أن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي جسدته الجزائر لمعالجة أزمة صعبة في تاريخها، حملها إلى وضع أحسن وأريح، مقارنة بما كانت فيه من مآسي، معترفا بأنه لم يكن حلا مثاليا، على إعتبار مواجهة مشروع المصالحة لعقبات في عملية تطبيقه على أرض الميدان. ويرى البروفيسور أن الجزائر بلد فاعل في تكتل دول العالم الثالث، خاصة على صعيد إثارة القضايا ومعالجة المواضيع والتحديات التي تواجه هذه الدول المتمركزة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، معتبرا الإستراتجية التي تتبناها دول العالم الثالث، في تكتلها، جد ذكية، غير أنه تأسف، في نفس الوقت، كون هذه الدول تفتقد لدعم قوة السلطة. وتحدث البروفيسور مورتيمر عن عدم تمكن هذه الدول من تجسيد أحلامها وكسب رهاناتها، واغتنم الفرصة ليؤكد أنه لا يتوقع أن تحمل سياسة أوباما أي تغيير، لكنه إعترف، في سياق متصل، بوجود إرادة تغيير لدى الدول الإفريقية ودول أمريكا اللاتينية، خاصة فيما يتعلق بالقضايا والمواضيع المثارة. وذهب البروفيسور إلى أبعد من ذلك، عندما قال أن الدول الإفريقية ليست منظمة كما ينبغي حاليا على الصعيد الدولي في تكتل مؤثر . وأقر بأن سياسة أوباما لا تعطي أهمية للقارة الإفريقية. واعتبر البروفيسور أن الرئيس السابق بوش، كان يعتمد في سياسته على ذكاء القوة العسكرية، بينما توقع أن ترتكز إستراتجية أوباما على ذكاء القوة السياسية. وأكد الدكتور أن أوباما، طيلة حملته الإنتخابية، كان حريصا على التركيز على مشكل الولاياتالمتحدة في أحداث 11 سبتمبر، لإنتقاد الإتجاه والخيار الذي تبناه بوش، مشددا على ضرورة تبني سياسة الإستقرار الضرورية، وذكر البروفيسور، في سياق متصل، أن أوباما حرص على إيجاد عناصر رأي بهدف الوصول إلى أرضية مشتركة، متوقعا أن ينتج عن ذلك سياسة أكثر فاعلية. وانتقد البروفيسور، الرئيس السابق جورج بوش عندما ذهب بعيدا، كما قال، بالتركيز على ثروة البترول، في حين يرى أن أوباما سيكون مغايرا، حيث قال أنه سيتبنى سياسة مغايرة لبوش، مؤكدا أن التغيير الذي سيجسده أوباما، سيكون بشكل أكبر على الصعيد الداخلي. وفي رده على سؤال يتعلق بموقع القضية الصحراوية في أجندة الرئيس الأمريكي الجديد، لم يخف البروفيسور أن أوباما يحرص على إرساء علاقات جيدة مع الدول الإسلامية، وقال أن تركيا تعد بوابة لإنبثاق هذه العلاقات مع العالم الإسلامي، على غرار إيران ودول العالم العربي، موضحا أن دول المغرب العربي ستكون لها حصتها في كل ذلك. وفي الشق المتعلق بالصورة العامة لسياسة أوباما، قال أن مفتاح حملته الإنتخابية هو التغيير، ولم يشكك في قدرة أوباما على تجسيد التغيير في سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية،وقال أن هيمنة »هاري كانس« في الوقت الحالي مؤشر على تكريس التغيير، خاصة، كما أكد، أن الرئيس أوباما مازال لم يعين بعد كاتب الدولة المساعد، وأبدى إهتمامه بشخصية روبرت ماري، الذي قال أنه مناسب جدا لهذا المنصب. وتجدر الإشارة إلى أن روبرت ماري، أنجز كتابا، يقال أنه جيد عن الجزائر، كونه على إطلاع كبير بمنطقة المغرب العربي وبملفاتها، ويدرك جيدا حقيقة الصراع في الشرق الأوسط، تتصدره القضية الفلسطينية، وانتقد البروفيسور، في سياق متصل، تشبث »كوندوليزا رايس« بقوة السياسة العسكرية . وأقر البروفيسور حقيقة أن أوباما لا يستطيع تغيير كل شيء في ثماني سنوات، مفيدا بأن جميع الدول، حريصة على الحفاظ على مصالحها في العلاقات الدولية، وأثار حقيقة أن المؤسسات القوية دوليا، على غرار الأممالمتحدة ومنظمة التجارة العالمية ما زالت محتكرة من طرف الدول القوية . وفند البروفيسور ما روج عن وجود صراع حضارات، خاصة في ظل حكم أوباما . واعترف بوجود عناصر إستمرارية من سياسة كلينتون الخارجية وانتقالها لسياسة أوباما، غير أنه يعتبر أن كلينتون كان أضعف على صعيد السياسة الخارجية . وكشف الدكتور أن الولاياتالمتحدة تنحاز إلى المغرب في قضية الصحراء الغربية على حساب الجزائر، مفيدا، في سياق متصل، أن هدف أوباما خلق حالة إتزان بين الدولتين، وذكر الأستاذ أن للجزائر، في الصحراء الغربية، مصالح جيو سياسية، مستحسنا تبنيها للحلول التي تقرها مبادئ حقوق الإنسان، وفي تشريحه للوضع، قال أن المغرب متمسك بالموقف العسكري وبإستطاعته وضع حل للتدهور العسكري. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال أن الرؤية الأمريكية تحمل تجسيد دولتين، فلسطينية وصهيونية في فضاء واحد .