أكد إدوارد مورتيمر أستاذ بجامعة هاذر فورد الأمريكية أمس بالجزائر العاصمة أن منطقة المغرب العربي تحتل ''حيزا هاما'' في تصور الإدارة الأمريكيةالجديدة للرئيس بارك أوباما للسياسة الخارجية الأمريكية. وأوضح مورتيميز في محاضرة ألقاها بمركز صحيفة الشعب للدراسات الإستراتيجية بعنوان ''البعد المغاربي في سياسة الرئيس أوباما الخارجية '' أن هذا الأخير سيولي اهتماما خاصا لمنطقة المغرب العربي باعتبارها ''امتدادا لقارة إفريقيا التي يشعر بالانتماء إليها نظرا لجذوره الإفريقية من جهة أبيه''. وأشار إلى أن الرئيس أوباما يعمل حاليا على ''تغيير نظرة أمريكا'' لهذه المنطقة التي كانت في السابق --حسب المحاضر-- ''غائبة'' في السياسة الخارجية الأمريكية والتي كان ينظر إليها على أنها ''امتداد لمنطقة الشرق الأوسط''. وأضاف أن رئيس الولاياتالمتحدة الحالي يريد ضمن السياسة الخارجية ''إعادة الاعتبار لمنطقة المغرب العربي في إطار وحدوي منسجم بعيد عن الصراعات خاصة بعد التوصل إلى تسوية القضية الصحراوية''. وحول نزاع الصحراء الغربية دعا المحاضر إلى ''الالتزام بقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي التي لا ترى حلا سوى تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره''. ومن جهة أخرى ولدى تطرقه للتوجه العام للسياسة الخارجية الأمريكية ذكر الأستاذ مورتيمر أن الرئيس أوباما وعد خلال حملته الانتخابية ب ''منح الأولوية للحلول السياسية بدل العسكرية التي ورطت الولاياتالمتحدةالأمريكية في أزمات لا مخرج منها في أفغانستان والعراق''. وبشأن النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي أشار المحاضر إلى الآن الرئيس أوباما ''يعتمد في سياسته على شخصيات معروفة تقوم نظرتها للحل على أساس الحوار''. وتأسف ''لإخفاق الإدارات الأمريكية السابقة في تسوية أزمة الشرق الأوسط رغم كل العهود التي قطعتها والمتمثلة أساسا في قيام دولة فلسطينية مستقلة''. وبخصوص ميثاق السلم و المصالحة الوطنية الذي اعتمدته الجزائر لاستتباب الأمن والسلم يرى مورتيمر أنه ''الخيار الأنسب لتجاوز المأساة الوطنية التي عاشتها الجزائر خلال العشرية السابقة''.