بهذه العبارة استهل البروفيسور (إدوارد مورتيمر) المحاضرة التي نشطها بمركز »الشعب« للدراسات الاستراتيجية حول المغرب العربي في السياسة الخارجية للرئيس الامريكي المنتخب (أوباما) بحضور ممثلين عن وزارة الخارجية وعن المعهد الدبلوماسي والعلاقات الدولية واساتذة من مختلف الجامعات والزملاء الاعلاميين من مختلف العناوين الوطنية وعن الاذاعة. إبتدأ الدكتور (مورتيمر) محاضرته بالعودة الى الشعار الذي رفعه اوباما خلال حملته الانتخابية في انتخابات الرئاسة (هل يمكن التغيير؟! نعم بالطبع) الذي قال عنه المحاضر بصفته من منشطي الحملة الانتخابية للرئيس (أوباما) أنه لمس القناعة الراسخة لدى الجميع وعلى رأسهم الرئيس في التغيير، مذكرا في الصدد ذاته بان (أوباما) رفض التصويت لصالح الحرب على العراق عندما كان نائبا في الكونغرس الامريكي العام ,2002 لكن يضيف المتحدث ان الرئيس اوباما واقعي وبراغماتي، لذا فانه سيراعي عامل الوقت في احداث التغيير ولا يمكنه احداث قطيعة عنيفة مع ممارسات الماضي، ويضيف الدكتور (مورتيمر) ان بوادر التغيير بدأت تظهر من خلال التعيينات في المناصب المختلفة خاصة وكالة المخابرات الامريكية التي يعين على رأسها مديرا من خارج الجهاز وكذا تغيير رئيس مجلس الامن القومي الامريكي الذي كان قائدا لقوات الحلف الاطلسي في اوربا وصاحب المبادرة الامريكية لمكافحة الارهاب عبر الصحراء وعدد المحاضر، مختلف التغييرات التي طالت الكثير من المؤسسات الحساسة والمهمة في رسم ملامح السياسة الخارجية للولايات المتحدةالامريكية التي تتجه اكثر فأكثر نحو انتهاج القوة الناعمة وتبتعد عن القوة العسكرية التي قال عنها الرئيس اوباما ان الولاياتالمتحدة تمتلك امكانيات ووسائل اخرى تغنينا عن استعمال القوة العسكرية من خلال اعطاء الاولوية للدبلوماسية. بعد هذه اللمحة العامة عن المعالم الكبرى للسياسة الخارجية لاوباما، تحول البروفيسور (موريتمر) الى الحديث عن المغرب العربي الذي حيث يرى أن شمال افريقيا، منذ تولي (هنري كيسنجر) وزارة الخارجية يصنف ضمن دائرة المتوسط وليس افريقيا، بمعنى آخر هي منطقة نفوذ اوروبية وعلى رأسها فرنسا الا انه هناك يهدف الى اعادة صياغة كيفية التعاطي مع المنطقة خاصة بعد تعييت (روبرت مالي) على رأس دائرة العلاقات مع افريقيا في كتابة الدولة الامريكية، والذي، حسب المحاضر، يعرف الجزائر ومنظمة المغرب العربي جيدا. مضيفا ان افريقيا تحظى بمكانة خاصة في السياسة الخارجية (لأوباما) ومن المزمع ان يقوم بزيارة الى القارة الافريقية قصد خلق علاقات قوية مع بادانها لم يسبق لها مثيل، يضيف المتحدث. وبخصوص ملف الصحراء الغربية، اعتبر (روبرت مورتيمر) ان تحولا جوهريا قد حصل خاصة بعد رحيل (بيل رابمان) الذي كان من المتحمسين بقوة لوجهة نظر المغرب في حل النزاع الصحراوي وكذا ذهاب المحافظين الجدد الذين كانوا يؤيدون التوجه المغربي، ما يعني ان النزاع في الصحراء العربية بدأ يأخذ منحى يخدم وينصف الشعب الصحراوي. وفي رده على سؤال حول رأيه في المصالحة الوطنية، قال المحاضر أنه شأن داخلي يخص الجزائر، ولكن هذا لا يمنعه يضيف (مورتيمر) »انني لمست تطورا أمنيا كبيرا خاصة وانه مكث بالجزائر عام 1993 وشهد عمليات الاغتيالات التي ذهب ضحيتها الكثير من اصدقائه بالجزائر والبعض كان مهددا بالموت من قبل الارهابيين«. واضاف ان مشروع المصالحة الوطنية الذي بدأ بوئام مدني يعتبر من الانجازات المهمة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يحتاج، يضيف المحاضر، الى رصيد كاف من الاصوات في انتخابات التاسع افريل 2009 من اجل دفع عجلة المصالحة الى نقطة اللار