أكد الرأي العام الوطني عقب اعتداء الخريشبة الإرهابي، على ضرورة وقف الأطراف والجهات الأجنبية التي تحاول جرّ الجزائر إلى مستنقع الفوضى و الدمار مثلما حدث في عديد الدول العربية. إن طريقة الهجوم المخزية والجبانة التي تمت بمقذوفات تقليدية على المنشأة الغازية التي تضم شركات وطنية وأجنبية تعكس مدى إفلاس هؤلاء الخونة القانطين من رحمة الله واستعدادهم للانتحار من أجل تجسيد بعض الأفكار التي تبناها الإعلام الغربي من خلال الترويج لتنقل الجماعات الإرهابية إلى منطقة الدول الواقعة جنوب الساحل الصحراوي، وهذا امتدادا لعملية صبراتة بليبيا وبن قردان بتونس، ومنه تبرير شنّ الغرب لضربات استباقية والتوغل في المنطقة بعد أن فشلت عملية غرس الجماعات الدموية السابقة بمنطقة الساحل الصحراوي، و مجهودات الجزائر في التصدي لكل تلك الخطط والاستراتيجيات وكشفها لخيوط كل المخططات التي حاولت خلق سيناريو يجعلها تبرر الاستحواذ والتوغل في المنطقة. فشل في اختراق الحدود........ أحبط الجيش الوطني الشعبي بتصديه للجماعات الدموية وعرابيهم، كل محاولات الاختراق للحدود الجنوبية والجنوبية الشرقية، حيث أفشل كل محاولات الاختراق وإغراق الجزائر بالسلاح، و بعد أن يئس المرتزقة والاستخبارات الغربية من ذلك أمروا بعض بقايا الجماعات الدموية بالتحرك من داخل الجزائر مثلما حدث في «الخريشبة» من أجل تشتيت أنظار الجيش على الحدود ومحاولة خلق فجوات تكون ممرات لدخول بعض الجماعات الدموية للجزائر وإحداث صدى إعلامي بات ظاهرا للعيان. يحدث هذا في ظل النجاحات المتوالية والمتواصلة لقواتنا المسلحة التي أثبتت للعالم في تيقنتورين قدرتها على الردع والتصدي لكل محاولات النيل من استقرار الجزائر، و ما زاد من قوة وشعبية جيشنا هو الشهادات التي أدلى بها الناجون من الاعتداء من الكفاءات الأجنبية والتي أحبطت كل محاولات التشكيك في احترافية الجيش وانقلب السحر على الساحر بعد أن تداولت كبرى وسائل الإعلام العالمية شهادات مواطنيها ورفضهم محاولة التحامل على الجزائر، و اتهامها بالتقصير في تسيير الأزمة. الإعلام يرفض الدعاية للإرهاب ...... كشفت وسائل الإعلام الوطنية عن احترافية كبيرة في التعامل مع العملية الجبانة، حيث تم منحها حيزا ضيقا جدا حتى لا تأخذ أكثر من حقها، و يحقق المرتزقة والذين يبيعون أنفسهم من أجل عرض الدنيا أهدافهم الدعائية وجلب اهتمام كبرى وسائل الإعلام العالمية لتشويه سمعة الجزائر. واكتسب الإعلام الجزائري احترافية كبيرة في التعامل مع الأخبار الأمنية، حيث باتت بيانات الجيش الوطني الشعبي تعلو كل الأخبار فمصدر هذه المعلومات أكثر حصانة للرأي العام حتى يعرف الحقيقة بينما تبقى المصادر الأخرى ثانوية و يتم التعامل معها بحذر فبعض الجماعات الدموية تتعامل مع مواقع مشبوهة تبحث عن إحداث الصدى اللازم. و يُلم الإعلام الجزائري في السنوات الأخيرة بخلفيات القضايا والملفات ما جعله يجنب الرأي العام الوقوع في التضليل الإعلامي وفهم الأمور بالطريقة التي تحاول بعض وسائل الإعلام تمريرها. وكان لتفتح المؤسسة العسكرية على الإعلام و تقرب الإعلام من الجيش الوطني الشعبي قيمة مضافة لمكافحة الإرهاب واستئصاله من الجذور وحرمانه من دعاية كانت مجانية في وقت ما، حيث كان لفتوة الصحافة الجزائرية دور في الترويج للإرهاب دون قصد، فكانت بعض الصحف تتحجج بضمان الحق في المعلومة وهو ما جعل المعلومة الأمنية تطغى على الصفحات الأولى وبصعوبة كبيرة تم التوفيق بين ضمان الحق في الإعلام و تجنب الدعاية للجماعات الدموية. كلنا «الجيش الوطني الشعبي» عبرت مختلف أطياف الشعب الجزائري عن رفضها للإرهاب، و عبرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف وسائل الإعلام عن دعمها للجيش الوطني الشعبي ومساندتها له في إطار مكافحته للإرهاب والجريمة المنظمة التي أصبحت أخطر من الإرهاب بعد أن تأكد من قدرتها على اقتناء الأسلحة والمتاجرة بالمخدرات التي أصبحت مصدرا تمويليا رئيسيا للجامعات الدموية. ويظهر أن الشعب الجزائري الذي عانى ويلات الإرهاب والعشرية الدموية قد أصبح واعيا بما يجري في الواقع، و ما يحدث حوله وفي مختلف بؤر التوتر التي خلفها الربيع العربي و منه يسعى للحفاظ على السلم والاستقرار الاجتماعي وعدم النفخ في رماد الفتنة التي يبحث عنها كثير من المتطفلين.