حقق الجيش الوطني الشعبي، نجاحات نوعية في مكافحته للإرهاب، حيث تمكن من القضاء على العشرات من الإرهابيين في المناطق الجنوبية والشمالية والشرقية، مع بروز مؤشرات هامة في إجراءات الحد من التهريب الذي تبين أنه عصب تمويل الجماعات الدموية. باتت الحدود الجنوبية الجزائرية تحت سيطرة الجيش الوطني الشعبي الذي تمكن من إحباط الكثير من محاولات إختراقها سواء من ناحية الحدود المالية أو الليبية مع حجز كميات معتبرة من الأسلحة والذخيرة. وتواصل قوات الجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن المشتركة المرابطة على الحدود، إسقاط المؤامرة التي أحيكت ضد الجزائر من خلال محاولات استهدافها عبر الحدود وإضعاف قدراتها، غير أنه ومنذ مارس 2012 تاريخ الانقلاب العسكري في مالي وتدهور الأوضاع في «كيدال» و«غاو» و«تمبكتو» عززت الجزائر من تواجدها العسكري عبر الحدود، وقد سمح كل هذا الوقت من قياس قدرات الجيش الجزائري في التصدي للتهديدات عبر أكثر من 6000 كلم عبر الحدود وهو ما نجح فيه وبامتياز. وكان الاعتداء الإرهابي على تيقنتورين اختبارا حقيقيا للجيش الوطني الشعبي، حيث وفي ظرف قياسي وباحترافية عالية أحبط تلك المؤامرة التي كانت ستتبعها حملة ضغط كبيرة على الجزائر في صورة تؤكد الوجه غير البريء للإرهاب الذي يبقى ثمرة صناعات استخباراتية غربية. وتأكد للملاحظين، أن حصانة الجزائر أكبر من أن تستهدفها مؤامرات دنيئة، وعوض أن يتم إضعاف الجزائر ساهمت هذه التجربة في تعزيز مكانتها عالميا من خلال حنكتها في مكافحة الإرهاب وتحذيرها من تطورات الأوضاع في مختلف الدول التي مستها الأزمات. وتقدم الجزائر مساعدات كبيرة للنيجر ومالي وتونس وليبيا من خلال تحمل نفقات تأمين الحدود ورفع مستوى الحذر لتضييق الخناق على الجماعات الدموية التي كانت تستغل شساعة الصحراء وصعوبة التضاريس للهروب من المطاردة. كما حقق الجيش الوطني الشعبي، انتصارات أخرى في ولايات خنشلة وإيليزي وأدرار والبويرة وغيرها من المواقع، من خلال القضاء على الكثير من بقايا الجماعات الدموية وتترصد أخرى من خلال جمع المعلومات لوضع حد لأية عمليات محتملة. وما زاد في تضييق الخناق على الجماعات الدموية هو تكثيف إجراءات محاربة التهريب الذي تبين أنه عصب تمويل الجماعات الدموية بالسلاح والمال، وتحويل الإجراءات الرقابية على الحدود الغربي من خلال محاربة تهريب المخدرات. وهو تهريب يوجه جزء كبير منه لتمويل الجماعات الدموية في صورة تؤكد تطور سبل مكافحة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله. وأثبت المواطن الجزائري حسه الكبير من خلال تعاونه مع مختلف مصالح الأمن وذلك بتبليغه عن تحركات المشبوهين ورصد أية تحركات غير عادية. وتدعم الجيش الوطني الشعبي مؤخرا بالعديد من الدفعات التي تلقت تكوينا في مختلف التخصصات والتي من شأنها أن ترفع من القدرات الاحترافية لقواتنا المسلحة التي تتزايد مهامها من يوم لآخر بحكم ارتفاع حدة التهديدات والمؤامرات ضد الجزائر. ويبقى نهج الاحتراف الذي اتبعته الجزائر، أحسن طريق لمسايرة التحولات العالمية، وبفضله قد كسّرت محاولات الحصار التي أرادت الكثير من الدول فرضه عليها في سنوات مضت.