عاد، أمس، وزير المجاهدين، إلى المراحل الأولى التي سبقت التحضير للثورة المجيدة بمنطقة الأوراس، حيث أكد أن الجزائر دفعت ضريبة غالية من أجل دحر الاستعمار الفرنسي واستعادة الحرية كاملة غير منقوصة بفضل تضحيات كل الجزائريين. أكد، الطيب زيتوني، الذي حضر الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى ال60 لاستشهاد أسد الثورة التحريرية الشهيد الرمز، مصطفى بن بولعيد، وأمام ضريحه الطاهر بقرية نارة ببلدية منعة بولاية باتنة، أن الجزائر، اليوم، بحاجة ماسة لكل أبنائها، خاصة منهم الشباب للتعلم من تضحيات الشهداء والمجاهدين من أجل استكمال مسيرة البناء وتحقيق الامل والوحدة بين الجزائريين، من خلال جعل مصلحة الجزائر فوق كل اعتبار. أوضح الوزير، خلال كلمة أعقبت الوقوف على ضريح الشهيد الرمز بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء ومجموعة من المجاهدين من الرعيل الاول للثورة المجيدة والذين دعاهم والي باتنة، محمد سلماني، لحضور الاحتفالات الرسمية وتكريمهم، على غرار العقيد الطاهر زبيري، والرائد عمار ملاح والمجاهد محمد الصغير هلايلي، أن المحافظة على أمانة الشهداء باتت واجبا مقدسا على كل الجزائريين الالتزام به. مردفا أن الحرية التي ينعم بها الجزائريون، اليوم، لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت بعد تضحيات جسام للجزائريين، وأفرد الوزير زيتوني في كلمته حيزا كبيرا للحديث عن مسيرة الشهيد الرمز وخصاله، مؤكدا أنه مهما تعاقبت السنين وتوالت الحقب وتقلبت الأحداث في مسار التاريخ تبقى مآثر الرجال كالشهيد بن بولعيد وغيره من الشهداء والمجاهدين علامة فارقة وعبرة في التاريخ تزيد الجزائريين صلابة وقوة أمام المحن. أضاف، السيد الوزير، على هامش الاحتفالات المخلدة لذكرى استشهاد بن بولعيد، أن البطل فضّل التضحية بحياته وماله من أجل الجزائر حيث ترك، يضيف الوزير، فضائل تجعل الأجيال القادمة لن تحيد عن محجة الحق وصون الكرامة أبدا. نقل الوزير، بالمناسبة، تحيات فخامة السيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعائلة الشهيد وسكان منطقة الاوراس، قبل أن ينوّه بكل المكاسب المحققة في الجزائر على غرار التعديل الدستوري الأخير وما أفرد فيه الرئيس بوتفليقة من حيز كبير للحريات الفردية والعامة، مذكرا بالدور الكبير الذي تلعبه المؤسسة العسكرية والامنية في الجزائر، ممثلة في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير، المرابض في الحدود، حفاظا على أمن الجزائريين وسيادة الوطن. كان، أمس، وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، قد وضع إكليلا من الزهور على روح الرمز بن بولعيد بضريحه بقرية نارة، بعد ان ترحم عليه أمام النصب التذكاري المخلد له بحضور عائلة الشهيد وبعض المجاهدين الذين عايشوا فترة تحضيره لاندلاع الثورة المجيدة ، قبل تدشينه لقاعة متعددة الرياضات، أين كرم المتفوقين في مختلف النشاطات التربوية والثقافية والرياضية المنظمة بالمناسبة، إضافة إلى تكريمه لعائلة الشهيد الرمز. كما تميزت الاحتفالات الرسمية في ستينية استشهاد بن بولعيد بتكريم مميز لإحدى صديقات الثورة المجيدة بمنطقة الأوراس وهي المجاهدة البلجيكية فاندنبيل جورجيت، التي التحقت، بحسب مدير المجاهدين بباتنة، بصفوف الثورة كممرضة بمنطقة كيمل إلى غاية الاستقلال لترجع إلى موطنها الأصلي بلجيكا وعادت، أمس، إلى الجزائر بدعوة من والي باتنة لتكرم في حضرة بعض صناع مجد الجزائر التليد.