الوعي وأعني بالحضور العقلي، والفكري، وتوازن العقل بالعاطفة الذي يؤدي إلى قوة الشخصية واستقامتها في الفرد والمجتمع.. ولأن الأمة، والمجتمع يتكونان من مجموع أفراد، فإن الوعي الاجتماعي، والثقافية، والسياسي ينبغي أن يكون موحدا، لأنه هو الذي يوحد الأمة حول مطامح، وآمال مشتركة، وإن كان يستحيل أن يكون بنفس المستوى لدى جميع أفراد الأمة أو المجتع الواحد.. وغياب الوعي ينتج عنه ضعف الشخصية الذي ينجر عنه سوء التصرف فلا غرابة في أن يغرق فاقد أو غائب الوعي في نصف كوب من الماء، وأن يحدث زوبعة في فنجان على الرغم من صفاء أحوال الطقس أو لمجرد هبوب رياح خفيفة عابرة.. ومن مظاهر غياب الوعي الوقوع في الاسقاط النفسي، بأن يلجأ غائب الوعي إلى تعليق ذنوبه على مشجب الآخرين.. (خانها ذراعها قالت مسحروره..!) في حين يتحدى الذي يتمتع بوعي كامل أعتى العواصف، والأعاصير، ويخوض البحر الخضم، ويصل شاطئ الأمان، مبتسم الثغر ثابت الجنان.. مهما تكن حكمة الربان. . ومهاراته، ووعيه فلابد له من بحارة مساعدين يتحلون بالوعي الكافي ليمكن إرساء السفينة إلى بر الأمان، فيد اللّه مع الجماعة.. ويد واحدة لا تصفق وعندما يغيب الوعي الاجتماعي والشعبي تتفاقم المشاكل والمعضلات الاجتماعية وغيرها إلى أن تصبح أزمات يصعب حلها، والحل هو العمل على العناية بالثقافة، والمثقفين لأنهم نبراس وعي الأمة، وسبب نهضتها، وبهم تبنى، وترفع الأمم صرحها، ومجدها وعزتها وعكس ذلك يؤدي بالأمة إلى فقدان الوعي، والسقوط في الغيبوبة، وذلك لا يخدم صالح أحد، اللّهم إلا الأعداء.. ومن أجل نشر، وترقية الوعي الاجتماعي لا بأس من تأسيس مركز ثقافي في كل بلدية عبر كل ولايات الوطن...