تشكّل مسألة الإختناقات المنزلية، الناجمة عن تسرب غاز ثاني أوكسيد الكربون من أجهزة التسخين بالغاز للإستعمال المنزلي، انشغال أكبر، على مدار السنة، لخطورتها على الحياة البشرية. لهذا تقوم المصالح التجارية بحملة تحسيسية هادفة لدى أصحاب الماركات قبل فصل الشتاء، بعدم اقتناء أجهزة التسخين والمدفئات بدون أنابيب التهوئة لخطورة استعمالمها في الحجرات، وقد تجسّدت هذه الأهمية في العمل بالتعليمات الصادرة عن الوزارة الوصية والمتعلقة بمراقبة أجهزة التسخين بالغاز للاستعمال المنزلي. وفي هذا الصدد، قام أعوان هذه المديرية، بدءا من شهر جانفي 2015 إلى غاية 29 فيفري 2016، بالتدخل الميداني لدى 144 بائع ومروج ماركة، وأسفرت عن ذلك، تحرير محضرين رسميين، تعلّق الأول بمخالفة عدم المطابقة من حيث الوسم لمدفئتين، تحملان مركات أجنبية، لعدم وجود بطاقة معلومات وطريقة الاستعمال، وغياب الضمان ومصدر المنتوج وعدم توفرالفاتورة التي تثبت مصدر شراء هذه السلعة. كما تم اتلاف هاتين المدفئتين في مصنع بوفال بالبرواقية بحضور المتدخل، بينما تعلّق المحضر الثاني بمخالفة عدم القيد الثانوي، إلى جانب ذلك، تمّ اقتراح الغلق الإداري للمحل إلى غاية تسوية الوضعية، فيما تمّ استدعاء ممثلي 05 شركات في ميدان الاستيراد والتصدير، وتمّ تحرير محاضر سماع لهم، مصرحين وقته، بعدم استيرادهم للمدفأة بجميع أنواعها وتمت مراقبة هذه المحلات قصد التأكد من التصريحات التي تمّ تأكيدها بالمعاينة المباشرة. وسمح تدخل هؤلاء الأعوان، بتحرير محضر رسمي لمخالفة عدم احترام إلزامية اعلام المستهلك عن طريق الوسم لمنتوج، تمثل في ثمانية (8) مخفضات ضغط الغاز، تحملان أيضا علامات أجنية، فيما وصل مبلغ قيمة المواد المحجوزة نحو 47750.00 دج. ترجع مديرية توزيع الكهرباء والغاز بهذه الولاية، مسألة الإختناق الناجم عن تسرب ثاني أوكسيد الكربون، لعدة أسباب لخصها محمد رفيق فهيم فرحات المكلف بالإعلام، في سوء احتراق الغاز، والذي ينتج عنه كمية هائلة من أوكسيد الكاربون وهوغاز لا لون ولا رائحة له ويمكن أن يسبب في عملية الاختناق، عدم تنظيف أنابيب صرف الغازات المحروقة الخاصة بأجهزة التدفئة، مع نهاية كل سنة لإزالة كل الأشياء العالقة داخلها والتي تمنع من تسرب الغازات المحروقة من داخل البيت إلى خارجه، عدم تنظيف الفتحات المتواجدة داخل المنزل أي الفتحة العلوية المتواجدة فوق الباب والتي تسمح بخروج الغازات المحروقة والفتحة السفلية المتواجدة أسفل الباب، والتي تسمحان بدخول الهواء إلى المنزل، كون أن انسداد هذه الفتحات، ينتج عنه حتما، عرقلة لدورة الهواء داخل المنزل وبالتالي بقاء الغازات المحروقة داخله، وهذا ينتج عنه الإختناق. يبرر المكلف بالإعلام أيضا مسألة الإختناق نظير القيام بإحداث تعديلات على الشبكة الداخلية الخاصة من طرف المواطنين وذلك بعد مرور مصالح هذه المديرية بعد إعطاء موافقتها ومصادقتها لكون الشبكة الداخلية تتوفر على جميع شروط الأمن والسلامة وبالتالي، يستوجب حسبه على المواطن الإتصال بها، قبل أحداث أي تغيير في الشبكة الداخلية الخاصة به، إلى جانب اقتناء مدفئات لا تخضع لمعايير الأمن والسلامة المصادق عليها، والتي تكون حسبه سببا من أسباب الإختناق، مع اقتناء مدفئات يدوية الصنع. هذا ما لاحظه أعوان المديرية في وجود، وفي كثير من الأحيان مدفئات تشتغل بمواد غير مادة الغاز الطبيعي، كما حولت وأصبحت مشغلة بالغاز الطبيعي، على أساس أن مثل هذا التصرف يشكل خطرا إضافيا على صحة وسلامة وأمن المواطن، فضلا على عدم معرفة ووعي الزبون، إن كانت المدفئة أو سخّان الماء يعمل بطريقة سليمة أم لا، إذ يمكن معرفة ذلك من خلال لون الشعلة، فإن كانت الشعلة زرقاء، فهذا يعني أن الإحتراق تام والجهاز يشتغل بطريقة سليمة، أما إذا كان لون الشعلة حمراء، فإن عملية الإحتراق غير تامة، وبالتالي فالجهاز يعمل بطريقة غير سليمة وهو ما يمكن أن ينجر عنه اختناق. كما أنه في هذه الحالة يجب على المواطن أخذ الجهاز إلى أخصائي لإصلاحه، مع عدم تفريق المواطن بين سخان الماء وسخان الحمام، بحيث أن سخان الماء هو مبرمج للعمل لمدة قصيرة وهولا يحتوي على أنبوب صرف الغازات المحروقة أما سخان الماء، فهو مبرمج للعمل لمدة أطول، وهو يحتوي على أنبوب صرف الغازات المحروقة، وبالتالي فعدم التفريق بين هذين الجهازين، يمكن أيضا أن يتسبب في حوادث اختناق أن بقيت الغزات المحروقة داخل البيت. يذهب المسؤول في القول، إنه ولأسباب مختلفة، لجأت بعض الأسر مؤخرا لإستعمال الطابونات لأجل تدفئة الحمام، وهو ما لا يسمح به اطلاقا، كون أن الغازات المحروقة المنبعثة من هذا الجهاز تبقى داخل الحمام، وهو ما ينتج عنه الاختناق بصفة حتمية، داعيا بهذه المناسبة إلى وجوب التركيز على التهوية السليمة للبيت، لتفادي كل الحوادث الناجمة عن تسرب الغازات، بمختلف أنواعها والتي يمكن أن توصلنا إلى أشياء لا يحمد عقباها. سجلت مديرية الحماية المدنية بهذه الولاية في سنة 2015 في مجال حوادث الاختناق بالغاز، 68 حالة اختناق منها (6) حالات وفاة فقط، «حالتين بدائرة عين بوسيف، وحالة واحدة بكل من بلدية تابلاط والعزيزية والسواقي وبلدية بني سليمان، كما تمّ إنقاذ وإسعاف 80 شخصا. أما بالنسبة لسنة 2016، وإلى غاية يومنا، فقد تم تسجيل 06 حالات اختناق في شهر جانفي، كما تمّ إنقاذ وإسعاف فيها 3 حالات وتسجيل 3 وفيات بغاز البوتان المتسرب من قارورة المدفئة، وهذا يوم 18 جانفي 2016 بالمكان المسمى فرقة الرمل ببلدية سي المحجوب، حيث تراوحت أعمار الضحايا ما بين عامين و37 سنة إلى جانب ذلك تم تسجيل 11 تدخلا في شهر فيفري وتمّ تسجيل حالة وفاة واحدة، وهذا في دائرة العزيزية، فضلا على إنقاذ وإسعاف 11 شخصا من الموت المحقق، بعد أن قدم الأعوان لهم الإسعافات الأولية الآزمة، ونقلهم إلى المؤسسات الإستشفائية، علما بأن أغلبها بسبب الاختناق بغاز أول أكسيد الكربون، الناتج عن الاختراق غير التام للغاز. يؤكد المكلف بالإعلام طارق بلهاشمي في هذا الصدد، أن هذه الحوادث غالبا ما تكون بسبب سوء التهوية أو عدم وجودها في بعض المنازل، إضافة إلى اقتناء معدات للتدفئة غير مطابقة، وكذا التركيب والتشغيل العشوائي لهذه المعدات من قبل أفراد غير مؤهلين، كما أنه وبصفة عامة ترجع أسباب ذلك، إلى عدم الامتثال واحترام لقواعد ومبادئ السلامة والأمن الوقائي داخل المنازل، بالرغم من تنظيم مصالح الحماية المدنية لحملة توعوية تحسيسية للوقاية من أخطار الاختناق، والحوادث المنزلية وأخطار الموسم الشتوي، وهذا عبر المؤسسات التربوية بمختلف أطوارها بعد انطلاقها من بداية شهر نوفمبر 2015 إلى غاية نهاية شهر مارس من سنة 2016، حيث تمّ برمجة قوافل جوارية تحسيسية توعوية جابت مختلف المؤسسات التربوية عبر 170 مؤسسة تربوية والموجودة ببلديات الولاية، خاصة المناطق التي تعرّضت لحوادث الاختناق بالغاز من قبل، كما مسّت أيضا الأماكن التي استفادت مؤخرا من غاز المدينة، بالإضافة إلى المناطق المعزولة، وهذا رفقة مختلف الشركاء الفاعلين في الميدان من مصالح مديرية توزيع الكهرباء والغاز، إذاعة المدية الجهوية، مديرية الصحة، التربية، مديرية التجارة، إضافة إلى المنتخبين المحليين.